الثلاثاء 2015/09/15

آخر تحديث: 18:44 (بيروت)

بوتين يُبرر التدخل في سوريا..وإيران تستدعي الصين

الثلاثاء 2015/09/15
بوتين يُبرر التدخل في سوريا..وإيران تستدعي الصين
طهران تريد أن تقدم الصين المساعدة في حل التوترات والاضطرابات في الشرق الأوسط (ريا نوفوستي)
increase حجم الخط decrease
قالت وكالة "آكي" الإيطالية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أوروبية، إن روسيا تُقنن تُزويد النظام السوري بمعلومات الأقمار الاصطناعية حول مواقع مقاتلي المعارضة السورية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرغم من طلب النظام السوري لها، وقالت إن لروسيا مصلحة باستمرار المعارك وتوازن القوى. وأكّدت المصادر أن روسيا "ترفض حتى الآن طلبات سورية لتزويدها بصور ومعلومات عبر الأقمار الاصطناعية تملكها روسيا، عن مواقع وتحركات مجموعات المعارضة السورية المسلحة وتنظيم (الدولة الإسلامية) لضربها بالطيران الحربي أو بصواريخ موجّهة"، وهو "ما يؤدي لإفشال فعالية الطائرات الحربية التي يملكها النظام، واعتماده على استخدام البراميل المتفجرة كوسيلة رخيصة بديلة عن الصواريخ وسلاح الطيران".

وأوضحت المصادر أن "روسيا تتهرب من تزويد النظام بإحداثيات أرضية تملكها أقمارها الاصطناعية العسكرية، وهي لا تزودها بالإحداثيات إلا إن كان لروسيا مصلحة بضرب أهداف محددة، وقد تم ذلك خمس مرات على الأقل خلال العام الحالي، ثلاث في شمال سوريا، ومرة في دوما وأخرى في درعا، لاستهداف قادة كتائب سورية مسلحة من المعارضة".

من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات العسكرية التقنية لسوريا من أجل مواجهة "إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية". وقال بوتين في كلمة خلال قمة منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" المنعقدة بدوشنبه عاصمة طاجيكستان: "إننا ندعم الحكومة السورية في مواجهة العدوان الإرهابي، ونحن قدمنا لها وسنقدم في المستقبل جميع المساعدات الضرورية في المجال العسكري التقني، وندعو الدول الأخرى إلى الانضمام إلى جهودنا". وقال بوتين "من الواضح أنه من دون السلطات السورية والدور النشط الذي يلعبه الجيش ومن دون المعارك التي يخوضها الجيش السوري ضد الدولة الإسلامية على الأرض فمن المستحيل طرد الإرهابيين من هذا البلد أو من المنطقة ككل".

وشدد بوتين على أن توحيد الجهود في "مكافحة الإرهاب" أصبح اليوم أولوية مطلقة، إذ "لا يمكن من دونه حل القضايا الملحة الأخرى التي تتفاقم، ومنها قضية اللاجئين". وأكد بوتين أنه لولا الدعم الروسي لسوريا، لكان الوضع في هذا البلد أسوأ مما في ليبيا، ولكان تدفق اللاجئين أكبر بكثير، فـ"الناس يهربون من سوريا بالدرجة الأولى بسبب العمليات القتالية، التي جرى فرضها من الخارج عن طريق توريد الأسلحة والمعدات القتالية. ويهرب الناس من فظائع الإرهابيين". وقال بوتين إن بشار الأسد مستعد لإشراك القوى البناءة في صفوف المعارضة السورية في شؤون الإدارة بالدولة. وأردف: "من الضروري التفكير في الإصلاحات السياسية في هذ البلد. إننا نعرف عن استعداد الرئيس الأسد لإشراك القوى السليمة من المعارضة السورية في هذه العملية".

كما حثّ بوتين المجتمع الدولي برمته على "وضع الطموحات الجيوسياسية جانباً والتخلي عن الكيل بمكيالين في جهود مكافحة الإرهاب". كما دعا إلى التخلي عن "سياسة استخدام تنظيمات إرهابية معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من أجل تحقيق أهداف ظرفية بما في ذلك  تغيير الأنظمة التي لا تروق لأطراف ما". ووصف بوتين الوضع في سوريا والعراق والشرق الأوسط برمته بأنه خطير للغاية، قائلا: "الإرهابيون يجاهرون بنيتهم استهداف مكة والمدينة والقدس، ومن خططهم أيضا توسيع أنشطتهم لتشمل أوروبا وروسيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا".

كما أعرب بوتين عن قلقه من وجود متطرفين من دول أوروبية عديدة ومن روسيا وجمهوريات سوفيتية سابقة في صفوف التنظيم الإرهابي، حيث "يخضعون للتدريب القتالي ويتعرضون لغسيل الدماغ الأيديولوجي". وقال: "إننا قلقون من احتمال عودة هؤلاء إلى أراضينا. ويتطلب منا العقل السليم ومسؤولتنا عن الأمن العالمي والإقليمي، توحيد جهود المجتمع الدولي ضد هذا الخطر". وأضاف: "اليوم تكمن المهمة في توحيد الجهود، بما في ذلك جهود الحكومة السورية وقوات الحماية الشعبية الكردية وما يسمى المعارضة المعتدلة والدول الأخرى بالمنطقة، من أجل مواجهة الخطر المحدق بكيان الدولة السورية ومكافحة الإرهاب".

من جهته، قال المتحدث باسم "البنتاغون" النقيب جيف ديفيس: "لقد شاهدنا مؤشرات في الأيام الأخيرة بأن روسيا قد نقلت أناساً، ومواداً إلى المنطقة المحيطة باللاذقية، والقاعدة الجوية الموجودة هناك، كلها توحي بأن هنالك نية لتأسيس نوع من قاعدة عمليات جوية متقدمة". وشدد على أن واشنطن "تراقب عن كثب" عمليات تقديم المساعدات العسكرية إلى النظام السوري، مؤكداً على أنها "لازالت مستمرة"، إلا أنه رفض تأكيد إذا ما كانت المساعدات المقدمة تشمل مروحيات وطائرات مقاتلة. وجدد ديفيس معارضة الولايات المتحدة لدعم روسيا للنظام السوري، قائلاً: "لقد قلنا من قبل، أننا سنرحب بالمساهمات الروسية في محصلة الجهود العالمية ضد داعش، لكن قضية دعم نظام الأسد، عسكرياً بالذات، هي غير نافعة وخطيرة وتزيد عدم الاستقرار للوضع المتزعزع أساساً هناك".

وفي السياق، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، إن طهران تريد أن تقدم الصين المساعدة في حل التوترات والاضطرابات في الشرق الأوسط. وقال ظريف: "اتفقت مع الوزير (الخارجية) وانغ يي، على أن لنا وجهات نظر متماثلة بشأن القضايا الإقليمية التي يجب حلها بطريقة سياسية. نود التعاون مع الصين في قضايا باليمن وسوريا والشرق الأوسط من أجل التوصل لحل سياسي." وقال وانغ: "اتفقنا على أن التوترات في منطقتي غرب آسيا وشمال أفريقيا لا يمكن أن تستمر يجب حلها سياسيا وعلينا أن نعمل من أجل التوصل إلى حل يعالج مخاوف الأطراف المتنازعة."
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها