الأربعاء 2015/09/23

آخر تحديث: 18:47 (بيروت)

سوريا: ماذا تفعل روسيا وماذا تريد اميركا؟

الأربعاء 2015/09/23
سوريا: ماذا تفعل روسيا وماذا تريد اميركا؟
فيرهوفشتات: تهدف هذه المبادرة إلى التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد والقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية"
increase حجم الخط decrease
قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الأربعاء، في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، إن الدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد "قد يفضي لمزيد من التصعيد في الصراع وقد يؤدي إلى فقد المزيد من الأرواح البريئة، وسيزيد تدفق اللاجئين، ويخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل داعش في سوريا".

وكان كيري قد أشار الثلاثاء، إلى إن تقييماً للجيش الأميركي يشير إلى أن نوع الطائرات الروسية في سوريا، يتسق مع مهمة حماية القوات الروسية. وقال كيري: "في الوقت الحالي تقدير جيشنا وخبرائنا هو أن المستوى والنوع يمثل بالأساس حماية للقوات". واستدرك قائلاً إنه بناء على قرارات روسيا في المدى البعيد فإن وجود الطائرات الروسية في سوريا ربما يثير بعض التساؤلات عن نوايا موسكو.

وأضاف كيري أن "الولايات المتحدة وروسيا كلتاهما تريدان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سورية لكن واشنطن تعتقد أن مساندة موسكو لبشار الأسد تجتذب المقاتلين الأجانب الذين يريدون رحيل الأسد".

وحث كيري الرئيس الروسي على لعب دور بناء في التوصل الى حل دبلوماسي للصراع الذي تسبب في مقتل أكثر من 200 ألف شخص وتهجير الملايين. وقال: "إذا كان وجود روسيا هناك لدعم الأسد وجعله يشعر دوما أنه غير مضطر للتفاوض، فإني أعتقد أنها مشكلة لسوريا ومشكلة لكل من يريد إنهاء هذا الصراع الذي طال أمده". واضاف كيري أن الولايات المتحدة مستعدة أن تبدأ على الفور مناقشات بشأن حل سياسي للأزمة في سوريا.

ويجتمع كيري مع نظرائه من دول في أوروبا والشرق الأوسط، بينهم روسيا وإيران، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لمناقشة سبل إطلاق محادثات سلام بشأن سوريا.

في السياق، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أن "طبيعة ومستوى المواد والأسلحة بما في ذلك الطائرات التي شاهدناها في القاعدة الجوية التي تحدث عنها (كيري) هي لحماية قواتهم الموجودة في القاعدة الجوية". وأضاف تونر، قائلاً "لكن ما يوجد داخل القاعدة الجوية وكيفية عمله يظل غير معروف".

من جهتها، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مقالاً تحدثت فيه عن صور التقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر توسيع روسيا لحضورها العسكري في سوريا بالقرب من شاطئ البحر المتوسط.

إلى ذلك، قالت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، إن الجيشين الروسي والإسرائيلي سينسقان التحركات "البحرية والجوية" في سوريا، وذلك عقب اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في موسكو.

صحيفة "هآرتس" اعتبرت من جهتها أن "زيارة نتنياهو، هدفت بشكل رئيسي، إلى تخفيف التوتر الأمني على حدودها الشمالية، وإلى فتح خط ساخن أحمر مع موسكو". الصحيفة أشارت إلى أن الزيارة هدفت إلى رسم خطوط حمراء، تُحدّد مناطق النفوذ والتأثير في سوريا ولبنان، "تكون بموجبها الطائرات الإسرائيلية حرة في مواصلة نشاطها الجوي، من دون المغامرة بمعارك جوية مع القوات الروسية".

من جهة ثانية، قالت شبكة "سي ان ان" إن قادة في الجيش الأميركي تقدموا بخطة لتوفير السلاح والذخائر لآلاف المقاتلين السوريين المعارضين، والمناوئين في الوقت نفسه لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا. وقالت المصادر إن الحديث يتعلق بقرابة خمسة آلاف مقاتل ينشطون ضمن مظلة يطلق عليها البعض وصف "التحالف العربي السوري". وقالت المصادر إن دعم ذلك التحالف هو أمر أساسي وحاسم في حال رغبت أميركا في تسجيل نجاحات في شمال سوريا، مضيفة أن القادة في الجيش الأميركي يعرفون بأن ذلك التحالف يعاني حالياً نقصا كبيراً في الذخيرة وهم يودون توفيرها له بأسرع وقت، ولكن القرار يحتاج إلى مصادقة البيت الأبيض الذي لم يقم بذلك بعد.

وكانت الإشارة الأولى لوجود "التحالف العربي السوري" قد وردت على لسان وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية كريستين ويرموث، التي ذكرت في جلسة استماع في الكونغرس ضرورة دعم الجماعات الأخرى التي تقاتل على الأرض، ومن بينها هذا التحالف.

وتشير المعلومات حول ذلك التحالف إلى أنه مكوّن من 15 جماعة قبلية وعسكرية، ولديه علاقات جيدة مع الأكراد في المناطق الشمالية في سوريا، وسجل نجاحات معهم في مقاتلة "داعش".

في المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي روسي، الأربعاء، قوله إن "موسكو ترى زيادة في فرص التوصل لاتفاق دولي بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا وحل الصراع الذي تسبب في مقتل ربع مليون شخص".


في السياق، دعا رئيس مجموعة "التحالف الليبرالي الديموقراطي" في البرلمان الأوروبي غي فيرهوفشتات، مؤسسات ودول الاتحاد إلى العمل على إطلاق مبادرة من أجل حل الأزمة في سوريا، ودعا الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى مرحلة التحرك الفعلي وإطلاق مبادرة حل يجب أن تهدف إلى "التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد والقضاء على ما يعرف بتنظيم (الدولة الاسلامية) أيضاً". وشدد على ضرورة أن يعطي زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد، تفويضاً واضحاً للممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ببدء الاتصالات لاطلاق هذه المبادرة.


وأوضح فيرهوفشتات أن هذه المبادرة يجب أن تجمع كافة الأطراف الدولية، مثل إيران، وروسيا، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، حول طاولة المفاوضات، ويجب أيضاً "أن يقتنع هؤلاء بضرورة وقف حربهم على الأراضي السورية".


وتطرق فيرهوفشتات في حديثه إلى المساعدات العسكرية المتعددة التي تضخها روسيا لصالح النظام السوري، بالقول: "تحاول موسكو خلق واقع جديد على الأرض، وما تفعله لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وتعقيد المشكلة". وأكد على ضرورة توفير دعم كاف للجيش السوري الحر، الذي يشكل، القوة الديموقراطية الوحيدة على الأرض السورية حالياً.


وفي واشنطن، نقلت وكالة "فرنس برس" دعوة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" السابق ديفيد بترايوس، في كلمة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الولايات المتحدة إلى فرض مناطق حظر جوي لمنع طائرات النظام من إلقاء البراميل المتفجرة. ورأى بترايوس أن التحالف ضد تنظيم "داعش" لم يحقق تقدماً كافياً، مؤكداً أن الحرب في سوريا هي "تشرنوبيل جيوسياسي". وأضاف أن "تداعيات انهيار سوريا قد تبقى ماثلة لفترة طويلة... وكلما سمحنا (لتلك الحرب) بأن تستمر لفترة أطول، كان الضرر أكثر فداحة". وأعرب عن تأييده إقامة جيوب آمنة في سوريا لحماية السكان المدنيين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها