سيناء تحت وطأة الإرهاب

تتخذ الأحداث في مصر منحىً خطيراً من بوابة العريش التي كانت، مساء الخميس، مسرحاً لهجمات عنيفة متزامنة مع إطلاق الصواريخ، وتفجير سيارة مفخخة، في استهداف لمراكز الجيش والأمن المصري.

وإذا كان هجوم تشرين الأول/أكتوبر الدامي الذي أودى بحياة 33 جندياً، قد دفع بحكومة عبد الفتاح السيسي إلى فرض حالة طوارىء مفتوحة وحظر تجوّل في شمالي سيناء، وتدمير الآلاف من الوحدات السكنية في رفح تمهيداً لبناء منطقة عازلة مع قطاع غزة "لمكافحة الإرهاب"، فإن هجمات "الخميس الأسود" وسقوط 25 قتيلاً فيها بحسب الحصيلة الرسمية، غالبيتهم من العسكريين، يطرح علامات استفهام كبيرة على مدى فعالية الخطة الأمنية التي حشد لها السيسي، ومستقبلها في شمالي شبه الجزيرة.

جماعة "أنصار بيت المقدس" سارعت إلى إعلان مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات الدامية، وأعلنت في تغريدة على تويتر، عن "هجوم واسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء (الاسم الذي اختاره التنظيم بعد مبايعة داعش) في مدن العريش والشيخ زويد ورفح".

وبحسب مصادر أمنية، الهجوم بدأ بإطلاق قذائف الهاون على مقر قيادة شرطة شمال سيناء وقاعدة عسكرية مجاورة له، تلاه انفجار سيارة مفخخة وسقوط قذائف على مجمع مساكن الضباط ، وهو الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من الإصابات. تزامناً، أطلق مجهولون النار على مركز أمني في منطقة حق الحصان جنوب رفح وعلى نقطة أمنية في الماسورة عند مدخل مدينة رفح، مما أدى إلى مقتل عسكري واحد وإصابة العشرات، بينهم مدنيون، بجروح. على أثر العملية، قرر السيسي قطع زيارته لأديس أبابا حيث شارك في افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي، وعاد إلى القاهرة لمتابعة تطورات الأحداث فى سيناء.

وأعلنت قوات الأمن بشمال سيناء حالة استنفار تام وانتشرت في المنطقة، وبدأت القوات المصرية، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق داخل مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ودُفعت بقوات الجيش الثاني الميداني وقوات التدخل السريع والوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات، كما استُخدمت طائرات الأباتشي لتوفير الغطاء الجوي. ووصلت قيادات وزارة الداخلية إلى سيناء لمتابعة العمليات، وقالت مصادر أمنية إن القوات المسلّحة تقود "عمليات عسكرية عنيفة فى شمال سيناء ضد أهداف وبؤر إرهابية"، كاشفة أنه "سيتم الإعلان خلال الساعات المقبلة عن نتائجها".