الخميس 2015/02/12

آخر تحديث: 18:33 (بيروت)

الجبهة الجنوبية لـ"المدن": النظام يدافع ولا يهاجم في درعا

الخميس 2015/02/12
الجبهة الجنوبية لـ"المدن": النظام يدافع ولا يهاجم في درعا
الجبهة الجنوبية لـ"المدن": أسرنا إيرانياً برتبة عقيد وهو على قيد الحياة
increase حجم الخط decrease

بطول أكثر من 50 كيلومتراً، تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر ومقاتلين من حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مدعوما بمقاتلين عراقيين وأفغان، وسط تضارب أنباء عن السيطرة وطبيعة المعركة الجارية.

الوصف الدقيق للمعركة في الجنوب هو أنها معركة إيرانية. لكن يحلو لـ"الجبهة الجنوبية" تسميتها بمعركة "النفس الأخير للنظام"، بحسب ما يقول المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي للجبهة، أبوالمجد الزعبي لـ"المدن". فمعظم القتلى، منذ انطلاق المعركة الاثنين الماضي، إيرانيون وأفغان. وعند سؤاله عن العناصر السوريين في المعركة قال إن وجودهم يكاد يكون محدوداً ويستخدمون كطعم للجيش الحر، وهناك حرص على ألا يتم أسر أحد منهم، فالمقاتلون الأجانب يطلقون النار عليهم ليقتلونهم إذا ما أصيبوا.


الزعبي لفت إلى أن المعركة يشوبها لغط كبير. ويؤكد أن النظام يقوم بعملية دفاعية ولا يهاجم المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في درعا، إنما يحاول منع المعارضة من السيطرة على إزرع والصنمين، آخر معاقل النظام وأكثرها تحصيناً في المنطقة، وهي تعتبر خط دفاع أخير عن العاصمة دمشق من جهة الريف الغربي.


ويوضح الزعبي "دير العدس، ونامر، وقرفة، والدناجي، والهبارية، هي آخر خط وصلت إليه الجبهة الجنوبية في قتال النظام، الذي يستميت الآن في القتال لأن هذه الجبهة هي آخر الخطوط الدفاعية حول دمشق. بعد هذا الخط، هناك ثلاث فرق عسكرية تمنعنا من الدخول إلى دمشق" وهذه الفرق هي "التاسعة في الصنمين، والسابعة شمالي الصنمين، والأولى على مقربة من مدينة الكسوة جنوب دمشق".


الإعلام الموالي للنظام يؤكد، باستمرار، منذ يومين سيطرته على بلدة دير العدس. وعن هذا الموضوع قال الزعبي "الأوضاع كر وفر. نحاول اقتحام دير العدس والنظام أيضاً يحاول اقتحامها". ويضيف "نحن نهاجم من الجهة الشمالية الشرقية، وهو من الجنوبية الغربية. أما قلب دير العدس فهو منطقة الاشتباك" وهذا الأمر أدى إلى حدوث عملية "تبادل سيطرة بين الطرفين خلال الأيام الماضية". وعن الوضع الحالي للجبهات أكد الزعبي وجود تقدم محدود للنظام "عند الهبارية وتل ماكر" لكن في المقابل تقدمت الجبهة الجنوبية "نحو قرفا (مسقط رأس العميد رستم غزالي) ودير العدس"، ولفت إلى أن النظام "حاول السيطرة على دير العدس (الأربعاء)، لكن في الرابعة عصراً هاجمناها واستطعنا التقدم فيها. ومازالت الآن منطقة اشتباك".


الزعبي يقلل من امتلاك النظام والميليشيات التي تقاتل معه مقومات ربح المعركة. ويقول إن الجبهة واجهت معارك في السابق أصعب بكثير من هذه المعركة. ويضرب مثالاً على ذلك معركة السيطرة على الشيخ مسكين، واللواء 82، وهي معركة استمرت 104 أيام، جرّب النظام فيها تكتيكاً جديداً في القتال، وهو يعتمده في المعركة الحاصلة الآن، إذ "كان يعتمد على مقاتلي حزب الله، الذين يدخلون المدينة ويقومون بعملية مباغتة ثم يغادرون. لكن مع ذلك تم تحرير الشيخ مسكين بالكامل، واللواء 82 وكتيبة النيران، في 23 الشهر الماضي".


ولفت الزعبي إلى أن الجديد في هذه المعركة هو قيام النظام بمحاولة السيطرة في المنطقة عبر الكثافة النارية، ويعتمد بشكل رئيسي على القذائف الصاروخية، وجعل الاشتباك بالرصاص أمراً ثانوياً، وهذا الأمر ساعده على التقدم قليلاً خلال اليومين الماضيين، بعد خسائر فادحة أوقعها الجيش الحر في صفوفه، بلغت حتى مساء الأربعاء 300 قتيل، معظمهم من حزب الله، وعدد كبير من الأسرى الإيرانيين والأفغان. وأكد الزعبي "أسر ضابط إيراني برتبة عقيد، وهو على قيد الحياة".


وعن التقارير التلفزيونية التي بثتها وسائل إعلام لبنانية موالية للنظام السوري، الخميس، وادّعت خلالها سيطرة قوات حزب الله والنظام على دير العدس، قال الزعبي إن تلك التقارير ليست حقيقية تماماً، وهي جزء من الحملة الإعلامية التي تم جهيزها لمساندة العمليات على الأرض، مثل بث أخبار عن وجود قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني، في أرض المعركة لرفع معنويات المقاتلين المنهارة تماماً. ويضيف "المنار والميادين يصورون في الخطوط الخلفية. إذا تقدموا 100 متر يصورون ومن ثم يخرجون، لأن المنطقة منطقة اشتباك ولا يجرؤون على المكوث فيها طويلاً. هذه محاولة يائسة لرفع المعنويات (..) بفرجونا دبابتين محروقين إلنا بتصوير مزيف.. بنفرجيهم 23 دبابة دمرناها للنظام وحزب الله".


ماذا سيحقق الجيش الحر في حال انتصاره في هذه المعركة؟ يقول الزعبي إن "بوابات الريف الغربي لدمشق ستصبح في مرمى نيراننا". ولا مجال للمقارنة بين قوة الجبهة الجنوبية والنظام في هذه المعركة، فقبل هذه المعارك "خاضت الجبهة الجنوبية 56 معركة رابحة، واتجهت إلى تنظيم صفوفها بشكل أكبر بتشكيلات بلغ عددها 57 تشكيلاً تضم نحو 38 ألف مقاتل. وأصبحت مؤسسة عسكرية معتدلة حقيقة، تملك مجالس محلية نجحت في إدارة المناطق المحررة". وأضاف "تعتبر الجبهة الجنوبية اليوم نواة جيش وطني، حر معتدل ومنضبط، يلتزم بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان.. نستطيع تولي زمام الأمور. والموضوع الآن أكبر من سيطرة ومعارك على الأرض. هذا تفصيل... فعلياً، نحن اقتربنا من أبواب الريف الغربي لدمشق وهذا ما يؤرق النظام. نحن نقاتل دفاعاً عن أرضنا وبيوتنا وأهلنا، وهم يقاتلون دفاعاً عن مشروع احتلال".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها