الجمعة 2015/09/11

آخر تحديث: 17:57 (بيروت)

لافروف يراوغ.. وقوات النخبة إلى سوريا

الجمعة 2015/09/11
لافروف يراوغ.. وقوات النخبة إلى سوريا
الكذب بخصوص العقوبات والعزل الديبلوماسي المفروض على الكرملين (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أنه "من المستحيل إلحاق الهزيمة بداعش عن طريق الضربات الجوية وحدها، بل يجب أيضا إقامة تعاون مع القوات البرية. أما القوة الأكثر فعالية وقدرة لمواجهة داعش فهي الجيش السوري. ونحن ما زلنا ندعو أعضاء التحالف الدولي إلى بدء التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري".

واعتبر لافروف أن "التنسيق مع الجيش السوري سيسمح أيضاً بمنع وقوع أي حوادث غير مرغوب فيها بين الجيش السوري وقوات التحالف". وذكر بأن روسيا دعت منذ البداية إلى "العمل على مكافحة الإرهاب بشكل إجماعي واعتماداً على أحكام القانون الدولي". وشدد الوزير الروسي على أن موسكو لا تدعم فقط نظام بشار الأسد، بل الجهود التي تبذلها دمشق من أجل مكافحة الإرهاب.

وأضاف لافروف أن "العديد من الدول الأوروبية بدأت تدرك أن موقف التحالف من التعاون مع دمشق يعد ضاراً، كما أنها ترى ضرورة تحديد الأولويات في مكافحة الإرهاب". وأردف: "إذا كانت الأولوية تتعلق بمكافحة الإرهاب، فعلينا أن نترك الاعتبارات الظرفية مثل تغيير النظام في سوريا جانباً".

لافروف واصل تمويه التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، بالقول إنه يتعلق فقط بتجهيز قوات النظام وتدريبها لـ"مكافحة الإرهاب". لكن الوقائع على الأرض، تكذب الوزير الروسي، الذي لم يجد فرصة إلا واستخدمها لدعم نظام الأسد في حربه ضد الشعب السوري.

الصحافي مايكل ويس، نشر مقالاً في صحيفة "ديلي بيست" البريطانية، بعنوان "بوتين يرسل قوات حربه القذرة إلى سوريا". وجاء فيه، أن الكرملين لا يرسل أي قوات إلى سوريا، بل الوحدات القتالية التي قامت بالغزو الروسي البطيء لأوكرانيا. وبحسب المقال، فإن الجنود الروس المرسلين إلى سوريا هم من "الكتيبة البحرية 810" المتمركزة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، التي ابتلعتها روسيا منذ عامين. و"الكتيبة 810" واحدة من وحدات عسكرية قليلة تابعة لأسطول "البحر الأسود" الروسي، المعروفة بمشاركتها في الهجوم العسكري على شبه الجزيرة الأوكرانية، قبل 18 شهر.

ويس يعتقد بأن إرسال وحدة النخبة التي تسببت باندلاع مواجهة روسية-غربية، إلى سوريا هو خيار مثير للاهتمام. فلقد أنفقت موسكو مصادر ضخمة لتحريك قواتها إلى القرم وغربي أوكرانيا خلال السنوات الماضية، وإرسالها الآن إلى حيّز نزاع آخر خارج المنطقة، يوضح الكذب بخصوص العقوبات والعزل الديبلوماسي المفروض على الكرملين. على العكس، فروسيا تظهر جاهزة وراغبة في الدخول بحروب متعددة في وقت واحد.

العدوان الروسي في سوريا، يتزامن مع تطبيق وقف إطلاق نار، في أوكرانيا. وبحسب ويس، فإن إنشاء حامية عسكرية في سوريا، من دون التنسيق مع واشنطن، بالتزامن مع محادثات حول تنسيق مستقبلي، هو الطريقة المميزة لرئيس جهاز الاستخبارات الروسية "KGB"، الذي يريد فرض أمر واقع ثم التفاوض حول استسلام الغرب له.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها