الجمعة 2015/01/23

آخر تحديث: 15:17 (بيروت)

الملك سلمان بن عبدالعزيز:فريق عاجل للحكم..بمفاجأة وحيدة

الجمعة 2015/01/23
الملك سلمان بن عبدالعزيز:فريق عاجل للحكم..بمفاجأة وحيدة
يُعرف عن الملك سلمان بأنه أقلّ انفتاحاً من خلفه وتأنيه في تطبيق الإصلاح الاجتماعي
increase حجم الخط decrease

تبايع الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز آل سعود (79 عاماً) ملكاً رسمياً للسعودية، بعد صلاة العشاء الجمعة، في قصر الحكم في الرياض، وبذلك يكون الحاكم السابع للبلاد خلفاً لأخيه غير الشقيق الملك عبدالله، الذي توفي فجراً عن عمر يناهز التسعين عاماً. الملك سلمان نعى أخاه الراحل وأكد في أول بيان ملكي له، الجمعة "تمسكه بوحدة الصف وخدمة الشعب والاستمرار على النهج القويم الذي تأسست عليه المملكة"، واعتبر أن الأمة العربية والإسلامية هي "أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها"، وأكد أنه سيواصل "المسيرة في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي..وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال".

ودعا الملك سلمان إلى مبايعة أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز (69 عاماً) ولياً للعهد، وأمر بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد في المملكة، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. والأمير محمد بن نايف هو أول شخص من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز، الذي يعيّن في هذا المنصب، في خطوة يتساءل البعض إن كانت قد حصلت بموافقة هيئة البيعة أم غير ذلك. وعين الملك نجله محمد بن سلمان وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، خلفاً لخالد التويجري الذي أعفي من منصبه بعدما كان يوصف بأنه رجل الملك الراحل عبدالله، وتعيين الفريق الأول حمد العوهلي رئيساً للحرس الملكي، الذي كان يشغله التويجري أيضاً، في حين أمر باستمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء الحاليين "في مناصبهم برئاستنا"، وتعيين حمد بن عبدالعزيز السويلم رئيساً لديوان ولي العهد بمرتبة وزير.


إعفاء التويجري من منصبه يشير إلى نجاح المساعي التي كان يقودها جناح في العائلة الحاكمة ضده. فهو متهم بـ"عبثه المستمر وإصراره على نهجه التخريبي واستغلاله لمنصبه ونفوذه وقد تسبب كل ذلك في إحداث شرخ كبير وانعدام الثقة بين المواطنين والأسرة المالكة"، بحسب ما يعبر الأمير سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبد العزيز عن الجناح الذي يقف ضد التويجري، في آذار/مارس العام الماضي، بعد استحداث منصب ولي ولي العهد وتعيين الأمير مقرن فيه.


استعجال الملك السعودي الجديد بإصدار الأوامر الملكية، التي ترسم ملامح الحكم للمرحلة المقبلة في المملكة، كان مثار العديد من التساؤلات، لاسيما مسألة تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد مع احتفاظه بمنصب وزير الداخلية، بعد انتقال الأمير مقرن من ذلك المنصب إلى منصب ولي العهد، وهو ما يشير إليه البعض بأنه تمهيدٌ ليكون الأمير محمد بن نايف أول ملك للسعودية من طبقة الأحفاد السديريين لمؤسس المملكة.


التعيينات الجديدة تشير إلى عودة ما يعرف باسم "الجناح السديري" وهو مكون من سبعة أخوة أشقاء، أبرزهم الملك الحالي، ويسمون بذلك نسبة إلى أمهم حصة بنت أحمد السديري، ويشكلون أقوى تحالف بين أبناء الملك ابن سعود من الذكور، في مواجهة الطرف المقابل، جناح الملك الراحل عبد الله، الذي كان يحاول جاهداً نقل السلطة إلى نجله، الأمير متعب صاحب النفوذ الكبير في المملكة. وهو ما ينبىء باقتراب صراع عنيف على الحكم قد يندلع خلال مرحلة ليس بعيدة.


يشار إلى أن الملك سلمان الذي بويع من أفراد الأسرة الحاكمة ملكاً على البلاد، هو الإبن الـ25 للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وهو أحد أبنائه السبعة من زوجته حصة بنت أحمد السديري، تلقّى تعليمه الديني في مدرسة الأمراء في الرياض وهو من أهم أركان العائلة الحاكمة، إذ عُيّن أمين سر العائلة ورئيس مجلسها والمستشار الشخصي لملوكها. كما عُيّن أميراً لمنطقة الرياض بالإنابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز عام 1954، وأصبح أميراً للمنطقة بعد ذلك بعام واحد. وشغل منصب وزير الدفاع بأمر من الملك عبد الله عام 2011، وبويع ولياً للعهد في 18 حزيران/يونيو 2012، عقب وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز.


ويُعرف عن الملك سلمان "حذره" من الديموقراطية وتأنيه في تطبيق الإصلاح الاجتماعي، ويُنقل عنه أنه أقلّ انفتاحاً من سلفه. وكانت صحيفة "در شبيغل" الألمانية، قد نقلت عنه في مقابلة أجريت عام 2010 قوله "لا يمكن أن تكون لدينا ديموقراطية في السعودية، وإلا ستؤسس كل قبيلة حزباً، وسنصبح مثل العراق وتنتهي بنا الأمور إلى الفوضى".


وكانت الفترة السابقة قد شهدت غموضاً ومخاوف من التحضيرات في المملكة لما بعد وفاة الملك عبدالله، إذ أشارت العديد من التقارير إلى وجود صراع حاد في الأسرة الحاكمة، لاسيما بعد استحداث منصب ولي ولي العهد في آذار/العام الماضي، وعيّن فيه الأمير مقرن. وما كان مثيراً حينها هو إشارة البيان الملكي، إلى أن الأمير مقرن سيتولى منصب ولاية العهد في حال خلو المنصب مباشرة، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. وشدد البيان الملكي على أنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال تعديل القرار، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل".


وكان قد تم يتداول الكثير من الأخبار في السعودية عن أن تعيين الأمير مقرن واجه معارضة شديدة من أمراء في هيئة البيعة السعودية، كما أنه لم يحظَ بإجماع الهيئة لتوليه المنصب، وهذا الأمر أشير إليه رسمياً في المملكة، إذ أعلن الأمير طلال بن عبد العزيز رفضه لهذا الأمر، وانسحب من الهيئة رسمياً. ومردّ ذلك يعود إلى كون الأمير مقرن أحد الأمراء "الأذل نسباً" بين أشقائه لأن أمه يمنية، لكن هناك تياراَ يدعم الأمير مقرن ليس في منصب ولي ولي العهد فقط، وإنما ملكاً للسعودية، ويعلل ذلك لكونه شاباً إذا ما قورن مع أخوته من أبناء عبد العزيز بن سعود.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها