الأحد 2018/01/21

آخر تحديث: 20:08 (بيروت)

عملية عفرين.. التوغل البري يسابق دعوات التهدئة

الأحد 2018/01/21
عملية عفرين.. التوغل البري يسابق دعوات التهدئة
تركيا تقول إنها دمرت 45 هدفاً للوحدات الكردية (Getty)
increase حجم الخط decrease
قُتل مدني وأصيب 37 آخرون الأحد، جراء سقوط قذائف أطلقتها عناصر تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية على مدينة ريحانلي جنوبي تركيا، بحسب مسؤولين أتراك.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن القذائف أسفرت عن مقتل سوري. وأعرب عن إدانته الشديدة لـ"الهجوم الصاروخي"، فيما قال والي هطاي إردال أطه، إن القذائف أسفرت عن إصابة 37 شخصاً، بينهم 4 في حالة خطيرة.

يأتي ذلك في الوقت التي تتواصل فيه عملية "غصن الزيتون" بهدف طرد المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. وقالت رئاسة الأركان التركية إن المقاتلات التركية تمكنت من تدمير 45 هدفاً عسكرياً لـ"الإرهابيين" في عفرين، بعدما أعلنت في وقت سابق، الأحد، عن تدمير 153 هدفاً.

في السياق، استدعت وزارة الخارجية التركية رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي كريستيان بيرغر، وأطلعته على تطورات عملية "غصن الزيتون". وفي وقت سابق، أطلعت الخارجية التركية سفراء كل من الأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت والسعودية، على معلومات حول العملية ذاتها. كما بحث رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد باقري، التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا، والتعاون في مجال مكافحة المنظمات الإرهابية.

وكانت تركيا أعلنت، الأحد، عن مشاركة الجيش السوري الحر إلى جانب الجيش التركي في معركة عفرين. وقال قائد "فيلق الشام" الرائد ياسر عبدالرحيم، إن نحو 25 ألفا من المقاتلين السوريين يشاركون في العملية العسكرية بهدف استعادة السيطرة على تل رفعت وسلسلة من القرى العربية، التي كان المقاتلون الأكراد سيطروا عليها في شباط/فبراير 2016.

ونقلت وكالة "رويترز" عن عبدالرحيم قوله، إن مسلحي المعارضة لا يعتزمون دخول مدينة عفرين، ولكن فقط محاصرتها وإرغام "وحدات حماية الشعب" الكردية على المغادرة.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ العملية البرية في عفرين مستمرة، وإن بلاده ستعمل على إنهاء عملية "غصن الزيتون" في وقت قصير جداً. وأضاف "أرى الان كيف يهرب عناصر تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية، هم سيهربون ونحن سنواصل مطاردتهم".

وتعليقاً على موقف حزب "الشعوب الديموقراطي" التركي، الرافض للعملية العسكرية، قال أردوغان "نحن نتخذ مواقف وطنية وندافع عن حدودنا في وجه الاعتداءات، وأنتم تحاولون أن تضربونا من الداخل"، محذراً من دعوات التظاهر ضد العملية التي وصفها بأنها "كفاح وطني لا يحق لأحد الوقوف بوجهها".

وفي أول رد من دمشق على بدء العملية، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن عملية عفرين "لا يمكن فصلها عن السياسة التي انتهجتها تركيا منذ اليوم الأول لاندلاع الصراع في سوريا"، معتبراُ أنها "بُنيت على دعم التنظيمات الإرهابية". ووصف الأسد أثناء استقباله وفداً إيرانياً، التحرك العسكري التركي بـ"العدوان الغاشم على مدينة عفرين".

من جهة ثانية، أعلنت فرنسا أنها طلبت اجتماعاً لمجلس الأمن من أجل "تقييم الوضع الإنساني" في سوريا، إثر بدء عملية عفرين. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إن بلاده "قلقة جدا" بشأن "الوضع في سوريا والتدهور المفاجئ للوضع" هناك.

وأضاف لودريان "أولا هناك المعارك في منطقة عفرين، ثم (...) هناك خنق حقيقي لمنطقة الغوطة الشرقية من طرف قوات النظام ما أدى إلى ما يشبه سجناً يقبع فيه 400 ألف شخص لا تصلهم المساعدات الإنسانية"، داعياً إلى "وقف المعارك وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الجميع".

الولايات المتحدة حثت تركيا على "ضبط النفس" والحد من عمليتها العسكرية في عفرين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث هاتفيا مع نظيريه التركي والروسي يوم السبت ليعبر لهما عن القلق من الوضع.

وقالت نويرت إنه بينما تدعم واشنطن المخاوف الأمنية المشروعة التي تنتاب أنقرة، إلا أنها تحث "تركيا على التحلي بضبط النفس وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها والحرص على تجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين".

بدورها، اعتبرت مصر أن العملية العسكرية في عفرين "تمثل انتهاكا للسيادة السورية". وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها للعملية العسكرية، معتبرة أنها تقوض "الجهود القائمة للحل السياسي وجهود مكافحة الإرهاب" في سوريا.وأشارت إلى أن الحلول العسكرية "تزيد من معاناة الشعب السوري"، داعيةً إلى "انخراط الجميع بمفاوضات جادة في إطار عملية سياسية دون إقصاء أي طرف".

أما إيران فدعت تركيا إلى إنهاء عملية "غصن الزيتون" بشكل عاجل. وأبدت الخارجية الإيرانية قلقها من العملية، معتبرةً أنها "من الممكن أن تؤدي إلى تعزيز قوى التيارات الإرهابية من جديد وتأجيج الحرب والدمار في سوريا". ودعت "أنقرة إلى الوفاء بالتزاماتها في مباحثات أستانة، ولعب دور بنّاء في حل الأزمة السورية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها