السبت 2017/06/24

آخر تحديث: 15:46 (بيروت)

عباس اليائس يسأل ترامب: ما ثمن الصفقة مع العرب؟

السبت 2017/06/24
عباس اليائس يسأل ترامب: ما ثمن الصفقة مع العرب؟
عباس للوفد الأميركي: إذا كان حل الدولتين يتلاشى في واشنطن فلا داعي لبذل أي جهد (Getty)
increase حجم الخط decrease
أكد قيادي مقرّب من الرئاسة الفلسطينية لـ"المدن" ما تناقلته وسائل إعلام اسرائيلية حول وجود "خيبة أمل فلسطينية" عقب اللقاء الأخير الذي جمع رئيس السلطة محمود عباس وجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه، في مقرّ المقاطعة وسط مدينة رام الله.

وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية قد كتبت أن الإستياء الفلسطيني يرجع لتركيز المباحثات بين الرجلين على موضوعي "التحريض على إسرائيل ووقف دفع مستحقات الأسرى الفلسطينيين".

وكشف المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن عباس طلب من المبعوثين الأميركيين جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، وقبل كل شيء، الإجابة على سؤال محدّد "هل إدارة ترامب مع حل الدولتين أم لا؟". وبحسب المصدر، فإن عباس أبلغ الوفد الأميركي إنه إذا كان حل الدولتين يتلاشى في واشنطن، فإنه "لا داعي أن تبذل أي جهد" لتحريك العملية السلمية.

ويضيف مصدر "المدن" أن المبعوثين الأميركيين لم يطرحا خلال اللقاء الأخير أي شيء ملموس على القيادة الفلسطينية، ما يوحي أنه لا يوجد في جعبة الإدارة الأميركية ما هو واضح بهذا الشأن.

من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية البروفسور عزيز حيدر لـ"المدن" إن الشيء الوحيد الذي يؤكده المسؤولون الأميركيون هو أن هناك تصميماً لدى ترامب على الاستمرار في المحاولة للوصول إلى حل، مُضيفاً أنه ليس كل ما يقال علناً يعكس حقيقة ما يجري في الكواليس، وخاصة في هذه المرحلة.

وأشار حيدر إلى وجود تصريحات منسوبة لمسؤولين أميركيين واسرائيليين وغيرهم هدفها إما "جسّ النبض" أو أنها خاطئة من الأساس وتهدف إلى التمويه. وقال إن اسرائيل بدأت تتحدث بلسان إدارة ترامب عندما تقول إن جهد واشنطن لا يدور فقط حول القضية الفلسطينية، بل يشمل أيضاً "صفقة اقليمية شاملة"، إذ تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مؤخراً عن "صفقة" مع دول عربية، وقال أن "هناك ربحاً كبيراً من الصفقة التي تتضمن تطبيعاً للعلاقات مع الدول العربية السنية والعلاقات التجارية معها، يصل إلى 45 مليار دولار".

ورأى حيدر أن السؤال المركزي في ما قاله ليبرمان هو "من أين جاء بالرقم المتعلق بحجم المكاسب المالية الإسرائيلية في حال تحقق التطبيع العلني مع الدول السُنية".

ما قاله ليبرمان يعيد إلى الأذهان تصريحات أدلى بها مستشار حملة ترامب للشؤون الخارجية وليد فارس لإذاعة "راية" الفلسطينية في وقت سابق، عندما قال إن صفقة ترامب تقوم على الأخذ بالحسبان جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبحث الأمور بالأرقام لعرضها على اسرائيل وتشجيعها على المضي قدماً في العملية السلمية.

فهل حصلت اسرائيل على الرقم المذكور من الولايات المتحدة الأميركية؟ وهل يُجنى الربح الإسرائيلي من التطبيع مع العرب والمقدر بهذا المبلغ سنوياً أم دفعة واحدة؟

ما هو واضح، وفقاً لليبرمان، هو أنه على الفلسطينيين التخلي عن الكثير من الثوابت والمطالب، الأمر الذي سيدفع باتجاه ربح كبير لاسرائيل بسبب إقامة علاقات طبيعية مع دول عربية، وتعزيز التبادل التجاري غير المتكافئ معها إن لم يكن أصلاً باتجاه واحد، لاسيما وأن اسرائيل تمتلك اقتصاداً منتجاً يجعلها تصدّر للعرب الكثير من الصناعات التكنولوجية والعسكرية والغذائية وغيرها، فيما هي لن تحتاج شيئاً من صناعات العرب، وهو ما يفسّر دوافع الرقم الكبير للمكاسب المالية الإسرائيلية إذا ما تمت الصفقة.

وفي سياق الضغط الأميركي-الإسرائيلي لوقف ما يُسمى "بالتحريض الفلسطيني على الإرهاب"، وما يشمله من إطلاق أسماء الشهداء على بعض الشوارع والميادين في المدن الفلسطينية، كشفت حركة "فتح" أنه جرى الاتفاق مع رئيس بلدية جنين محمد ابو غالي، على إعادة نصب وميدان الشهيد خالد نزال الى ما كان عليه. وكان النصب قد أزيل مؤخراً بعد تهديدات إسرائيلية بجرف الميدان، وقالت الحركة أن الهدف من إزالة النصب موقتاً كان حماية "مقدرات جنين".

وكان هدم النصب للقيادي في "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، والذي استُشهد قبل 31 عاماً، قد أثار غضب أوساط شعبية وحزبية عديدة، باعتبار أنه جاء رضوخاً للإرادة الإسرائيلية والأميركية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها