الأربعاء 2017/05/17

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

جنيف 6: آلية تشاورية لدعم المفاوضات

الأربعاء 2017/05/17
جنيف 6: آلية تشاورية لدعم المفاوضات
عرض دي ميستورا المقترح على وفدي النظام والمعارضة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
انطلقت الثلاثاء الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، بين وفدي النظام والمعارضة، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الذي التقى المبعودث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، على أن يلتقي وفد "الهيئة العليا" الأربعاء.

فريق المبعوث الدولي طوّر "آلية تشاورية" بشأن المسائل الدستورية والقانونية، كشفتها وثيقة سلمها دي ميستورا، للأطراف المشاركة في مفاوضات "جنيف 6". وتستند هذه الآلية إلى بيان "جنيف 1" في 30 حزيران/يونيو 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي "حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع".

وعرض دي ميستورا المقترح على وفدي النظام والمعارضة، وطلب وفد المعارضة وقتاً للرد عليها، ما دفع المبعوث الدولي للقاء الوفدين كل على حدة.

وتشير الوثيقة إلى أن الهدف من الآلية هو "تقديم الدعم للمباحثات السورية-السورية، بهدف المساعدة على تحقيق تقدم سريع يكون مبنياً على أسس دستورية وقانونية صلبة، ورؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليه". وركزت الوثيقة على موضوع الانتقال السياسي، إذ "ستقوم الآلية بدراسة الجوانب الفنية المتعلقة بالمسائل الدستورية والقانونية التي ستحتاج الأطراف السورية إلى النظر فيها وحلها، لدى تقديم مقترحات أو مواقف خلال الجلسات الرسمية".

الآلية بحسب الوثيقة سيترأسها مكتب المبعوث الأممي "مستعينا بعدد من الخبراء من المكتب، وتشمل الآلية مشاورات منفصلة يجربها مكتب المبعوث الخاص، مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركة في المباحثات السورية السورية في جنيف".

كما ستعمل الآلية التشاورية على "صياغة عدد من الخيارات للعرض على الأطراف حول عملية صياغة دستور، وعقد مؤتمر وطني، وكذلك تحديد عدد من البدائل التي تتضمن إيجاد أسس دستورية وقانونية صلبة، لأي اتفاق إطاري يتم التواصل إليه بجنيف، ويكون متضمناً حزمة متكاملة، بما في ذلك ضمان إنشاء حكم شامل وذا مصداقية، وغير قائم على الطائفية وفق القرار الأممي 2254".

ويلتقي وفد المعارضة السورية الأربعاء مع دي ميستورا، ومن المنتظر أن يتم خلال هذا اللقاء، تقديم الرد الأولي على هذه الورقة التي تسلمها وفد المعارضة، خلال جلسة الثلاثاء. وما زالت النقاشات تدور بين أعضاء وفد المعارضة لتقييم ورقة دي ميستورا، التي وصفها أحد أعضاء الوفد بأنها معقدة وتحتاج إلى الكثير من الدراسة.

كما تتناول نقاشات وفد المعارضة قضية التوازي، إذ تُصر المعارضة على توازي نقاش قضايا المفاوضات المتعلقة بالحكم الانتقالي والمبادئ الدستورية التي تحكم العملية الانتقالية، فضلاً عن الانتخابات وإجراءات بناء الثقة التي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين خاصة. كما يعكف وفد المعارضة على إعداد ورقتين؛ الأولى تتعلق بملف المعتقلين، خاصة بعد تقارير وزارة الخارجية الأميركية بشأن المجازر المرتكبة في سجن صيدنايا، وعدم وصول المساعدات للمناطق المحاصرة، في حين تتعلق الورقة الثانية برفض أي دور لإيران في الملف السوري.

المفاوضات التي بدأت الثلاثاء من المقرر أن تستمر لأربعة أيام، وستكون بحسب دي ميستورا "مركزة وحيوية" وستتناول السلال الأربع التي تم بدء بحثها في الجولة الماضية من المفاوضات، والمتعلقة بالحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب. وقال دي ميستورا إن "الجولة الجديدة من جنيف ستكون مختلفة عن الجولات السابقة لأن هناك جدول أعمال واضحاً". وأضاف أن "جنيف 6 ستكون مهمة في ظل مذكرة أستانة حول مناطق تخفيف التصعيد في سوريا".

وتعهد وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" بعدم مغادرة الجولة السادسة من مباحثات السلام غير المباشرة مع النظام في جنيف. وقال المتحدث باسم "الهيئة" سالم المسلط: "لن نغادر محادثات جنيف طالما نرى أفق حل لشعبنا"، وأشار إلى "جولة مفاوضات قصيرة من 4 أيام لن تحقق شيئا"، مطالباً بـ"مفاوضات مستمرة دون توقف لتحقيق تقدم".

وبحث الوفد في أول اجتماع عقده بعد ظهر الثلاثاء مع دي ميستورا ملفي الدستور والمعتقلين في سجون النظام. واعتبر وفد المعارضة اتفاقات "المصالحة" و"إخلاء" مناطق المعارضة، بأنها عملية ترحيل إجباري للسكان تلك الأحياء التي كانت تخضع تحت سيطرة المعارضة.

وألقى التقرير الأميركي بشأن محرقة جثث داخل سجن صيدنايا، بظلاله على مفاوضات جنيف، وطالب وفد المعارضة المبعوث الدولي بإدراج تلك المجزرة لمناقشتها ضمن موضوع الإرهاب في جنيف. كما قدمت المعارضة لدي ميستورا وثائق حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي، والدستور والملفات الإنسانية.

وكان رئيس وفد "الهيئة العليا" نصر الحريري، قد أعرب عن أمله في أن يطرح المبعوث الدولي خلال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، "خطة عملانية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي". وقال الحريري إن "مفتاح الحل والنجاح لمحادثات جنيف مرتبط بتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، وتشكيل حكم انتقالي بكامل الصلاحيات بحيث لا يكون لبشار الأسد ونظامه أيّ دور مستقبلي خلال المرحلة الانتقالية. جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط بالعملية التي توصل إلى الحل السياسي، وصراحة هذا الذي يخيف المجرم بشار الأسد من الانخراط بهذه العملية، ونحن نؤكد انخراطنا الجادّ والفعال بأجندة الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي".

وأضاف الحريري: "ننظر لأستانة وجنيف كعمليتين مكملتين لبعضهما البعض"، موضحاً أن "أستانة تركز على ما يمكن عمله في وقف إطلاق النار، وجنيف تركز على تنفيذ جوهر قرارات الأمم المتحدة حول الانتقال السياسي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها