السبت 2017/11/04

آخر تحديث: 17:38 (بيروت)

هل بدأت معركة النظام للسيطرة على أبو ضهور؟

السبت 2017/11/04
هل بدأت معركة النظام للسيطرة على أبو ضهور؟
المنطقة المتوقعة لعملية قوات النظام، متداخلة، وتشمل أرياف حماة وحلب وادلب (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تمكنت المعارضة المسلحة من استعادة قرى وبلدات حجارة وحواوي والرشادية، في ريف حلب الجنوبي، الجمعة، بعد يوم واحد من خسارتها أمام مليشيات النظام التي أحرزت تقدماً مفاجئاً، الخميس، في منطقة جبل الحص انطلاقاً من مواقعها في "كتيبة عبيدة" غربي خناصر، جنوبي حلب. وهذا المحور لم يكن متوقعاً إشغاله من قبل مليشيات النظام، التي تنوي التقدم نحو بلدة أبو ضهور ومطارها، وذلك بسبب طول المسافة التي تفصل الجبهات غربي خناصر عن هدف النظام في أبو ضهور مقارنة بالمحاور الأخرى القريبة.

مليشيات النظام شنت هجوماً مشابهاً في الجبهات شمالي الحاضر في ريف حلب الجنوبي، واشتبكت مع المعارضة في محاور خلصة والقراصي وبرنة، وقصفت مواقع المعارضة والقرى القريبة بالمدفعية والصواريخ. وشمل القصف مناطق المعارضة في ضواحي مدينة حلب الغربية، في منيان والبحوث العلمية والراشدين. ويبدو أن المليشيات أشغلت الجبهات العليا لدعم هجومها في جبهات الجنوب نحو قرى جبل الحص.

واستهدفت المقاتلات الحربية قرى جبل الحص في ريف حلب الجنوبي بأكثر من 20 غارة جوية، توزعت على قرى حجارة والرشادية والمشيرفة ورسم سيالة. واستهدفت الغارات الجوية، بشكل عنيف، مطار أبو ضهور ومحيطه، وتجاوز عدد الغارات عليه 15 غارة جوية. هذا بالإضافة للقصف الجوي الذي رافق محاولة المليشيات تثبيت مواقعها التي تقدمت نحوها، وتعرضت تلك المناطق لقصف مدفعي وصاروخي شنته مليشيات النظام من مرابض المدفعية في "كتيبة عبيدة".

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن الجبهات غربي خناصر ما تزال تشهد معارك كر وفر بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام. وتشهد القرى القريبة من خطوط القتال في منطقة جبل الحص قصفاً بالأسلحة الثقيلة. وترد المعارضة باستهداف مواقع قوات النظام بقذائف الهاون. وأوضح المصدر أن "هيئة تحرير الشام" وفصائل محلية أخرى في ريف حلب الجنوبي، استقدمت تعزيزات إضافية للمنطقة أسند لها مهمة شنّ الهجوم المعاكس وتثبيت النقاط من جديد في مواجهة قوات النظام.


(المصدر: LM)

المصدر أشار إلى أن المعارضة في منطقة جبل الحص تعتقد بأن مليشيات النظام، ورغم محاولتها التقدم في هذا المحور نحو مطار أبو ضهور، إلا أنه ليس بالمحور الرئيس الذي تنوي التقدم فيه بغية الوصول إلى هدفها، بل هو محور إشغال وتشتيت لفصائل المعارضة و"الهيئة". ولذلك، لم تكن المعارضة متهيئة للتصدي لمليشيات النظام في هذا المحور، وخسرت في وقت قياسي ثلاث قرى. ولولا وصول تعزيزات إلى المنطقة، لكانت خسرت مزيداً من المواقع التي لا تتمتع بكثافة سكانية عالية، بسبب استهدافها المستمر من قبل مدفعية قوات النظام.

وتتوقع المعارضة أن يكون المحور الرئيس للتقدم نحو مطار أبو ضهور، هو القادم من مواقع المليشيات جنوبي الحاضر؛ في بلدات أبو رويل ودلامة التي تبعد عن مطار أبو ضهور قرابة 15 كيلومتراً، بينما تبلغ المسافة بين مواقع النظام التي تقدم فيها غرباً في جبل الحص عن مطار أبو ضهور 30 كيلومتراً، أي ضعف المسافة.

ووصل المزيد من التعزيزات لمليشيات النظام، الجمعة، إلى بلدة خناصر. وتقول المعارضة إنها رصدت انتشار مزيد من عناصر المليشيات والآليات في جبهات القتال في منطقة جبل الحص، وفي جبهات القرى الواقعة جنوبي الحاضر وفي التلال المحيطة بها.

ولن تتركز العملية العسكرية لمليشيات النظام، في حال بدأت بالفعل، على محور واحد، بل ستتبع حتماً الاستراتيجية المعهودة بتقطيع الأوصال، وتقسيم المناطق الواسعة المراد السيطرة عليها إلى قطاعات يتم محاصرتها تباعاً، عبر إشغال محاور متعددة ومن مختلف الجهات، وبالتالي إجبار الخصوم على التراجع والتقهقر خوفاً من الحصار. وبذلك يعتبر المحور الذي عملت عليه مليشيات النظام خلال اليومين الماضيين انطلاقاُ من خناصر مهماً للغاية بالنسبة لها، فهو يقسم المنطقة الممتدة من الشمال جنوبي الحاضر، وحتى جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي إلى نصفين، ويمنع تحرك المعارضة بحرية للدفاع عن أبو ضهور.

ويعتبر جبل الحص المرتفع نسبياً من المواقع الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وسيمكن مليشيات النظام، في حال سيطرتها عليه، من التحكم بمنطقة واسعة من خلال رصدها نارياً. وسياسة السيطرة على التلال والمناطق المرتفعة لطالما ارتبطت بعمليات المليشيات الشيعية و"حزب الله" في جبهات ريف حلب الجنوبي؛ في الحاضر والعيس، نهاية العام 2015.

ولا يمكن الفصل بين التطورات الميدانية في منطقة جبل الحص في ريف حلب الجنوبي، وما تشهده جبهات المعارضة والنظام في ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي. فالمنطقة التي يتوقع أن تغطيها عملية قوات النظام، متداخلة، وتشمل مناطق تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظات حماة وحلب وادلب، وتعتبر المحاور التي تحاول مليشيات النظام التقدم فيها في ريف حماة محاور أساسية للضغط على المعارضة، وتقطيع أوصال مناطق سيطرتها وصولاً إلى مطار أبو ضهور.

واستعادت "هيئة تحرير الشام" السيطرة على تلال السروج والخزان وأبو حريجي وعنيق باجرة، قبل يومين، في ريف حماة الشرقي بعدما سيطر عليها تنظيم "الدولة". وخسرت "الهيئة" قائداً بارزاً في صفوفها خلال المعارك مع التنظيم. وغيّرت مليشيات النظام محور عملياتها الذي كان موازياً لمحور عمليات "داعش" شمال شرقي حماة إلى الغرب، إلى جبهات أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، والتي تبعد عن مطار أبو ضهور 30 كيلومتراً.

الغارات الروسية وغارات طائرات النظام، كانت الأعنف خلال الساعات الـ48 الماضية على هذه الجبهات، والتي تجاوز عددها 50 غارة جوية استهدفت كل من أبو دالي والمشيرفة وتل الخنزير والحمدانية والمشهد وأبو عمر وتل العمارة والمكسر وأم حارتين وسكسك وعطشان، وعدد كبير من القرى والبلدات القريبة من سنجار. وفي هذه الجبهات تستفيد "هيئة تحرير الشام" من وجود فصائل معارضة تمتلك مضادات دروع، تمكنت عبرها من تشكيل عائق أمام تقدم مليشيات النظام، على الرغم من التغطية الجوية والمدفعية الهائلة.

مصدر عسكري أوضح بأن المعارضة غير قادرة على الصمود في وجه المليشيات في حال بدأت المعركة نحو مطار أبو ضهور، ولن تصمد طويلاً أمام الغارات الروسية التي تتبع سياسة الأرض المحروقة، ويرى بأنه يتوجب على "هيئة تحرير الشام" قطع الطريق على النظام وحلفائه إذا أمكن ذلك، عبر تسليم مطار أبو ضهور للقوات التركية، باعتبار أن "الهيئة" تُسيّطرُ على المطار وتمتلك القوة الأكبر في المنطقة المستهدفة من العملية العسكرية التي قد تشنها مليشيات النظام.

وعلى الرغم من نشر خرائط وتسريبات تحدثت عن تفاهمات بين "ضامني" أستانة؛ روسيا وتركيا وإيران، تسمح بتقدم مليشيات النظام نحو المناطق شرقي سكة حديد الحجاز، إلا أن المعارضة تعتقد بأن لا وجود لتفاهمات نهائية بين تلك الأطراف حول المنطقة، ويمكن المناورة من خلال تسريع تمركز القوات التركية في المناطق التي تتعرض لمخاطر تقدم مليشيات النظام. فالمنطقة تشهد سباقاً إيرانياً/تركياً، ولعل "الهيئة" هي من تتحمل مسؤولية بطء عمليات انتشار القوات التركية في إدلب ومحيطها. ولذلك، تعتبر المعارضة أن مسؤولية أية خسارة محتملة تقع على عاتق "الهيئة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها