الخميس 2023/12/07

آخر تحديث: 17:40 (بيروت)

حلب:الفرقة الرابعة تجوّع مناطق قسد بالحصار..لتحصيل ضرائب إضافية

الخميس 2023/12/07
حلب:الفرقة الرابعة تجوّع مناطق قسد بالحصار..لتحصيل ضرائب إضافية
increase حجم الخط decrease
تفرض الفرقة الرابعة للأسبوع الثاني على التوالي، حصاراً شبه كامل على مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في محافظة حلب، وتمنع دخول المحروقات بأنواعها وبعض السلع الأساسية عبر حواجزها المنتشرة داخل مدينة حلب وفي ريفها الشمالي، متسببة بشلل قطاعات خدمية بينها التعليم والصحة والنقل والكهرباء والخدمات البلدية.

انهيار مختلف القطاعات
واحتجاجاً على سياسة الحصار المستمرة، أعلنت بلدية الشعب التي تدير القطاعات الخدمية العامة في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود في حلب تعليق أعمالها، وإيقاف مشاريعها الخدمية الكبيرة بسبب نفاد مخزوناتها من المحروقات والزيوت وقطع التبديل المخصصة للآليات، بالإضافة إلى ندرة الاسمنت ومواد البناء ولوازم شبكات المياه والصرف الصحي التي تدرجها الفرقة الرابعة على قائمة الممنوعات أيضاً.
وقال عضو البلدية دجوار حمكي في بيان، إن "النظام السوري يمارس سياسة تجويع الشعب وفرض الحصار الجائر على مناطق الشهباء وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، وذلك بهدف كسر إرادة الشعب وإذلاله، وفتح الطريق أمام تهجيره". واتهم حمكي، النظام بأنه يتعامل مع السوريين القاطنين في مناطق سيطرة قسد على أنهم ليسوا سوريين.
وأثّر حصار النظام بشكل أكبر على القطاع الخاص وعلى الحركة التجارية داخل أحياء الشيخ مقصود والأشرفية المكتظة بالسكان. قال ألدار ياسين، الذي يعمل بورشة خياطة في حي الشيخ مقصود، ل"المدن" إن المنطقة باتت اليوم بلا كهرباء بفعل الحصار، وأغلقت غالبية ورش الخياطة والنسيج والتطريز أبوابها بسبب غياب المحروقات المشغلة للمولدات الكهربائية، مشيراً إلى أن آلاف العمال ومعيلي الأسر أصبحوا من دون عمل وبلا مداخيل مالية وعاجزين عن تأمين مصاريف المعيشة خلال فصل الشتاء.
ويمتد حصار الفرقة الرابعة إلى مناطق الشهباء (مقاطعة الشهباء) الخاضعة لسيطرة قسد، وتضم تل رفعت وأكثر من 40 قرية. وتنتشر الفرقة على عشرات الحواجز والنقاط الأمنية في الطريق الواصل بين مدينة حلب والمنطقة شمالاً، ويعتبر حاجز السجن المركزي بوابة الشهباء التي كانت تعبر من خلالها قوافل المحروقات والمواد والسلع الغذائية قبل الحصار.
وأعلنت هيئة التربية والتعليم في مناطق الشهباء تعليق العملية التعليمية في المدارس والمعاهد التي يزيد عددها عن 68 مدرسة ومعهداً، والتي تقدم خدماتها لأكثر من 14500 طالب وطالبة. وقالت في بيان: "بسبب الحصار وانعدام وقود التدفئة والمواصلات، تم تعليق العملية التعليمية في المقاطعة إلى أجل غير مسمى".

حصار برضا روسيا؟
وأوضحت مصادر من الشهباء) ل"المدن"، أن " الوضع المعيشي في المنطقة أصبح لا يطاق. لا كهرباء ولا مياه ولا وسائط نقل، المواد والسلع الأساسية نادرة وتباع بأسعار خيالية في منطقة يشكل النازحون فيها نصف عدد السكان تقريباً".
وأضافت أن "الحصار الحالي الذي تفرضه الفرقة الرابعة والذي بدأ قبل أسبوعين تقريباً، تكرر أكثر من مرة خلال الأعوام القليلة الماضية، وفي كل شتاء تقريباً، ولا أحد يعرف إلى متى سيستمر وتستمر معه معاناة عشرات الآلاف من الناس".
ويطالب الأهالي في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية ومناطق الشهباء، إدارة قسد بفرض حصار مشابه على مربعات النظام في القامشلي والحسكة شرقي سوريا، وذلك للضغط على الفرقة الرابعة وفك الحصار وإنهاء معاناتهم، وهذا ما كان يفعله الطرفين خلال العامين 2021 و2022.
وقالت المصادر إن "يبدو تضييق النظام على قسد في حلب مختلف هذه المرة، إذ أن الحصار جاء برضا القوات الروسية التي تتخذ من بلدة الوحشية وسط الشهباء قاعدة لها، ويهدف كما يشاع إلى تحقيق عدة مكاسب، بينها مضاعفة قيمة ضرائب عبور المحروقات والسلع، وهي من بين شروط الفرقة لفك الحصار، والتمهيد لإفراغ المنطقة من الموالين لقسد، وعلى مراحل، وذلك إرضاء لتركيا".
وتتضمن شروط الفرقة الرابعة لفك الحصار، إعطاء مديرية المحروقات في حلب ضعف كمية المحروقات التي تدخل إلى مناطق سيطرة قسد، كذلك رفع ضريبة كل برميل من الديزل من 90 دولاراً، إلى 110 دولارات، وهي شروط لم توفق عليها قسد حتى الآن، ولكنها قد توافق أمام الضغط الشعبي والأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها