الجمعة 2017/11/17

آخر تحديث: 12:22 (بيروت)

ماذا تريد إيران من المنطقة شرقي سكة الحجاز؟

الجمعة 2017/11/17
ماذا تريد إيران من المنطقة شرقي سكة الحجاز؟
تزامنت عمليات إعادة الانتشار مع زيارة مسؤولين عسكريين إيرانيين (انترنت)
increase حجم الخط decrease
وصلت تعزيزات عسكرية إضافية، مؤخراً، إلى جبهات ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي، للمشاركة في عمليات مليشيات النظام ضد مواقع المعارضة المسلحة شرقي سكة حديد الحجاز، للوصول إلى منطقة أبو ضهور ومطارها القريب في ريف ادلب الجنوبي الشرقي.

وأنشأت المليشيات غرف عمليات جديدة، وعززت من قدرات قواعدها العسكرية قرب خطوط القتال، بمزيد من قواعد الصواريخ والمدفعية، ونشرت أكثر من 100 دبابة ومدرعة وآلية عسكرية جديدة في النقاط المتقدمة على طول خطوط التماس الممتدة من جنوبي الحاضر في ريف حلب الجنوبي، وحتى رأس الحربة المتقدم من ريف حماة الشمالي الشرقي نحو أبو دالة في ريف ادلب الجنوبي، والتي تتبع إدارياً لناحية التمانعة في ريف معرة النعمان. ويزيد طول الجبهات بين الطرفين في المحاور المذكورة عن 130 كيلومتراً.

وبدأت المليشيات بالتوجه نحو جبهات شرقي سكة الحجاز منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بعدما فرغت من مهمات المؤازرة التي قدمتها للمليشيات الحليفة التي تقدمت على حساب تنظيم "الدولة" في البادية السورية. والمليشيات الأبرز التي أعادت انتشارها هي: "حركة النجباء" العراقية و"حزب الله" اللبناني و"فاطميون" الأفغانية و"زينبيون" الباكستانية و"لواء القدس" الفلسطيني و"أبو الفضل العباس" العراقية و"أنصار الله" العراقية. وتزامنت عمليات إعادة الانتشار مع زيارة مسؤولين عسكريين إيرانيين إلى القواعد العسكرية الإيرانية المنتشرة جنوبي حلب على مقربة من الحاضر.

مدير المكتب الإعلامي في "الفرقة 23" رائد الشيخ، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام قامت بتعزيز قدرات "كتيبة عبيدة" قرب خناصر بمزيد من قواعد الصواريخ متوسطة المدى، والمدفعية الثقيلة، كما استقدمت مدرعات ودبابات نُشرت على جبهات القتال مع المعارضة غربي الكتيبة؛ شمالاً وجنوباً في ريف حلب الجنوبي. وأشار الشيخ إلى أن الكتيبة باتت قاعدة عسكرية تنطلق منها الهجمات نحو مناطق جبل الحص وتل الضمان بعدما كانت مجرد كتيبة عسكرية تتجمع فيها قوات لحماية طريق السلمية–خناصر–حلب.


(المصدر: LM)

وأوضح الشيخ أن القاعدة العسكرية الأبرز في ريف حلب الجنوبي والتي تتجمع فيها مختلف قيادات المليشيات الشيعية، والتي تعتبر غرفة العمليات الأولى في المنطقة هي قاعدة جبل عزان، ويديرها "الحرس الثوري" الإيراني، وتفرعت عن القاعدة خلال الفترة الماضية مجموعة من الثكنات والقواعد العسكرية الصغيرة في المنطقة ومن بينها قواعد جعارة والعدنانية والأربعين وعبطين. وتتوزع تلك القواعد على المناطق الواقعة جنوبي وشرقي الحاضر. وشهدت هذه المعسكرات زيادة في أعداد عناصرها، وساندت المدفعية والصواريخ المتمركزة فيها المليشيات التي حاولت التقدم أكثر من مرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في ريف حلب الجنوبي.

وأشار الشيخ إلى أن "الفرقة الوسطى" وفصائل معارضة أخرى في ريف حلب الجنوبي تستهدف بشكل شبه يومي مواقع المليشيات وقواعدها في المناطق القريبة من الحاضر رداً على القصف الذي تتعرض له المنطقة ومحاولات التقدم البرية التي تنفذها المليشيات في محاور الرشادية ورجم الصوان وحجارة والقرقور، التي تشهد معارك كر وفر.

مليشيات النظام نشرت أيضاً المزيد من عناصرها وآلياتها في قرى ومواقع متقدمة جنوبي خناصر من جهة الغرب، في نقاط التماس مع المعارضة في القرباطية وحاجز البيت الخليجي والعظامي وقرب محمية الغزلان وجريدة والتلال المحيطة بها وحاجز وادي الصلاة. أما في الجبهات شمال غربي خناصر وجنوبي الحاضر، فنشرت المليشيات مئات العناصر والآليات الثقيلة في البحوث العسكرية وجفرة الحص والعميرية وكفر عبيد وأبو رويل.

المعارك التي شهدتها جبهات ريف حلب الجنوبي على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت صعبة على المليشيات التي شنت 10 هجمات برية عنيفة مستفيدة من التغطية الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي العنيف على مواقع المعارضة. وتمكنت المليشيات من التقدم في 7 قرى، لكن خسرتها بعد ساعات في هجمات معاكسة للمعارضة. وربما يعود الفضل في ذلك لتركيبة مقاتلي المعارضة المدافعين عن مناطقهم، وهم في الغالب من أبناء العشائر المحلية والذين يتوزعون على فصائل مختلفة منها "فيلق الشام" و"أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" و"الفرقة 23" وغيرها. وآخر الهجمات التي تصدت لها المعارضة دارت الخميس. ودمرت المعارضة خلال تصديها لعشر محاولات تقدم في تلك الجبهات 4 دبابات و3 سيارات رباعية الدفع.

ويؤكد رائد الشيخ، أن مليشيات النظام عمدت خلال تشرين الثاني إلى إفراغ قرى وبلدات منطقتي جبل الحص وتل الضمان من السكان تمهيداً لتقدمها والسيطرة على المنطقة، وذلك عبر القصف الجوي العنيف، والاستهداف المتواصل للمنطقة بالصواريخ والمدفعية، ولم يبقَ سوى 25 في المائة من السكان، إذ نزحت الأغلبية نحو مناطق إدلب الشمالية وريف حلب.

وامتدت عمليات إعادة انتشار مليشيات النظام إلى جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي، وتزامن ذلك مع زيادة العمليات الهجومية للمليشيات على مواقع المعارضة وفتحها جبهات جديدة، وإشغالها أكثر من 10 محاور في الوقت نفسه. وحققت المليشيات، خلال الأسبوع الماضي بفضل التعزيزات الجديدة التي وصلت إلى جبهات ريف حماة، تقدماً سريعاً مقارنة بالأسابيع السابقة والتي كانت تشهد معارك كر وفر بين الطرفين وتبادل للسيطرة على مجموعة صغيرة من القرى والبلدات في محوري الرهجان وأبو دالة.

الناطق الرسمي العسكري باسم "جيش العزة" النقيب مصطفى معراتي، أكد لـ"المدن"، أن "اللواء 66" القريب من ناحية الحمراء في ريف حماة الشمالي الشرقي، أصبح قاعدة عسكرية كبيرة، تدار من خلاله العمليات العسكرية التي تشنها المليشيات في المنطقة. واستقبل "اللواء" خلال الأسابيع القليلة الماضية تعزيزات عسكرية إضافية أرسلتها المليشيات، من بينها "النجباء" العراقية و"حزب الله" و"الأفغان" والقوات الخاصة. ويحتوي اللواء على مرابض مدفعية وصواريخ متنوعة مهمتها التغطية النارية لمحاور القتال نحو أبو دالة. واعتبر مصطفى أن تواجد المليشيات المرتبطة بإيران وانتشارها في جبهات ريف حماة، غير مسبوق.

وأوضح النقيب مصطفى، بأن الكتيبة التابعة للقوات الروسية قرب بلدة معردس، شهدت هي الأخرى تعزيز لقدراتها النارية الصاروخية والمدفعية، خلال الأيام القليلة الماضية. وتساند القاعدة الروسية مليشيات النظام بشكل متواصل باستهداف مواقع المعارضة وتقصف عمق أرياف حماة، وصولاً إلى مناطق ريف ادلب الجنوبي.

المليشيات أنشأت تجمعات عسكرية إضافية شمال شرقي ناحية السعن وجنوبها الغربي، في الشحاطية ورسم أبو ميال وتل الأغر وتل عبدالعزيز والحمرة، وتعتمد في هذه المحاور على مليشيا "الدفاع الوطني" المحلية التي يغلب عليها الطابع العشائري.

وحاولت مليشيات النظام، الخميس، التوسع أكثر والسيطرة على مزيد من القرى جنوب شرقي أبو دالة، وتقدمت فعلاً نحو قصر علي التي ماتزال تشهد معارك كر وفر بين الطرفين، كذلك فشلت المليشيات بالتقدم نحو تريكية وتلة البليل القريبة.

وخسرت مليشيات النظام أكثر من 200 عنصر خلال شهر من المعارك المتواصلة مع المعارضة المسلحة، وخسرت أكثر من 20 آلية ثقيلة، من دبابات ومدرعات وسيارات عسكرية، تمكنت المعارضة من تدميرهم بصواريخ مضادة للدروع. وفي الوقت ذاته، لم تحقق المليشيات أي انجاز عسكري كبير يساوي حجم خسائرها، إلا بعدما اشتركت أعداداً إضافية من عناصرها في العمليات التي شهدت توسعاً متزايداً خلال الأيام الماضية.

في الطرف المقابل، كانت خسائر المعارضة كبيرة أيضاً من حيث أعداد القتلى في صفوفها، ومعظمهم قضى في القصف الجوي الذي استهداف طرق الامداد، والقصف المدفعي والصاروخي لمواقعها المتقدمة. وتقول المعارضة إن هناك بلدات وقرى دمرت بشكل شبه كامل بسبب القصف الذي تعرضت له.

إعادة انتشار المليشيات التي تديرها إيران على أطراف مناطق شرقي سكة الحجاز، تحت أنظار روسيا، يدل على جديتها في الوصول إلى مطار أبو ضهور، والتمسك أكثر بنفوذها شمالاً وتأمين مواصلات أمنة ومتنوعة إلى حلب، وقاعدتها العسكرية في جبل عزان.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها