الإثنين 2017/10/23

آخر تحديث: 16:51 (بيروت)

مصر لم تخرج من صدمة عملية الواحات

الإثنين 2017/10/23
مصر لم تخرج من صدمة عملية الواحات
تسببت العملية في أكبر خسائر نوعية للداخلية المصرية منذ عزل محمد مرسي (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد 3 أيام على العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة الواحات القريبة من الصحراء الغربية المصرية، أعلن متحدث عسكري رسمي عن عملية للقوات الجوية، أحبطت محاولة لاختراق الحدود مع ليبيا، ونتج عنها تدمير 8 سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر ومواد شديدة الإنفجار، والقضاء على "العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها".

وجاءت العملية الجوية بعد يوم واحد من اجتماع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد، بوزيري الدفاع والداخلية، ورئيس جهاز المخابرات العامة. وتعهد السيسي خلال الاجتماع بمواصلة "مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه".

ردة الفعل الرسمية المتأخرة، وعدم تشييع ضحايا العملية من ضابط وجنود الداخلية المصرية في جنازات عسكرية، تسببا بغضب داخل أروقة وزارة الداخلية.

حدوث عملية الواحات في الوقت الذي كان فيه السيسي يشارك بحضور الاحتفال الرسمي بذكرى الحرب العالمية الثانية، تسبب في استفزاز الرأي العام المصري، وأهالي الضحايا. مصدر كان ضمن حضور حفل الحرب العالمية الثانية الرسمي، قال لـ"المدن"، إن ارتباكاً وقع بعد ورود أنباء العملية، وفداحة خسائر قوات الداخلية، فأخطر القائمون على الحفل الحضور بتعذر حضور السيسي، قبل أن يخبروهم ثانية أنه سيحضر، وهو ما حدث في النهاية.

وتسببت العملية في أكبر خسائر نوعية للداخلية المصرية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، بالنظر إلى أن القائمة الرسمية التي أعلنتها الوزارة تضمّنت مصرع 11 ضابطاً برتب مختلفة من ضباط "الأمن الوطني" والقوات الخاصة "قوات النخبة". فيما شكك كثيرون في صحة ما نشرته الداخلية من أعداد، خاصة لاختفاء بعض ضباط الحملة، وعدم معرفة مصيرهم، كالضابط محمد الحايس، الذي لم يظهر اسمه في كشوف الوفيات أو الناجين.

في الوقت ذاته، لم يُعلن أي تنظيم مسؤوليته عن الحادثة حتى اللحظة، وهو ما يزيد من غموض الحادث، والكشف عن حقيقة ما جرى بالتفصيل.

واستمرت المداهمات والحملات الأمنية الاستكشافية لمكان الحادث، لتمشيط مسرح العملية، فيما فتحت "نيابة أمن الدولة العليا" تحقيقات موسعة حول الحادث.

سياسياً، قال رئيس "أركان حرب القوات المسلحة المصرية" السابق الفريق سامي عنان، الذي يطرح اسمه كأحد المرشحين لمنافسة السيسي في انتخابات العام 2018، في "فايسبوك": "حدث جلل أصاب مصر في أرقى وأكفأ قواتها. نَحّوا العواطف جانبا الآن، لغة العقل والرشد هي ما نحتاجها حاليا. ابحثوا عن الأسباب والدوافع وضعوهما في سياقهما الصحيح. شخَّصوا المرض بواقعية وبعقلانية. أدركوا حجم الكارثة التي نمر بها ونعيشها". وتساءل عنان: "هل أبناؤنا أعز وأكفأ ما نملك ضحية الخيانة، وضعف وسوء التخطيط، وعدم دقة المعلومات"، مضيفاً: "احترموا عقولنا تمتلكوا قلوبنا". واستطرد: إن "مصر تتشح بالسواد؛ حزنا وغما ونكدا على هذه الكارثة المروعة"، مضيفا: "رحم الله الشهداء، وعجل بشفاء المصابين، والعزاء لمصر ولشعب مصر العظيم".

فرضية حدوث خيانة لقوات الأمن، قال بها أيضاً الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، والمطروح اسمه أيضاً للترشح في انتخابات العام 2018، فتساءل في "تويتر": "هذا الذي يحدث لأبنائنا، هم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة، أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة؟".



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها