الجمعة 2016/05/13

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

الزارة بين الاقتتال الطائفي ومحاربة النظام

الجمعة 2016/05/13
الزارة بين الاقتتال الطائفي ومحاربة النظام
مدنيون نزحوا من قرية حربنفسه المجاورة للزارة بالتازمن مع المعركة (سمارت)
increase حجم الخط decrease
هاجمت فجر الخميس مجموعات من فصائل مسلحة تعمل ضمن ضمن "غرفة عمليات حمص" وتضم "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"فيلق حمص" و"أجناد حمص" و"أهل السنة والجماعة"، قرية الزارة الواقعة بين ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي. واستمرت العملية حوالى 4 ساعات استطاعت خلالها الفصائل المسلحة بسط سيطرتها على القرية ذات الأغلبية العلوية، وأسر العديد من أهلها. وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فصائل مسلحة قرية علوية في ريف حمص، منذ أكثر من سنتين. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمقاتلين من الفصائل إلى جانب جثث مدنيين، تمت تصفيتهم داخل بيوت في البلدة.


وريف حمص، كمنطقة يعيش فيها السنّة والعلويون، كان قد شهد مجازر طائفية ارتكبتها قوات النظام مثل مجزرة الحولة الشهيرة، في أيار/مايو 2012 وذبح فيها أكثر من 65 طفلاً.

وبعد قليل من إعلان سيطرة الفصائل على قرية الزارة قصفت قوات النظام أطراف القرية، وأغار الطيران الحربي على برج قاعي تسنين وحربنفسه، وأوقف النظام إدخال المساعدات المقررة لقرى الحولة.

وتم التحضير للعمية سراً من دون تسريبات إعلامية، ما أدى لسرعة تنفيذها، وصرحت "غرفة عمليات حمص" والفصائل المشاركة بأن هدف العملية هو "الثأر لشهداء مجازر الطيران السوري وحليفه الروسي ضد المدنيين في مدينة حلب، ووسيلة للضغط على النظام لتحقيق مطالب المفاوضات في ريف حمص الشمالي بغرض فتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية للقرى المحاصرة منذ سنوات". ويضم ريف حمص الشمالي المحاصر بلدات تلبيسة والرستن والحولة ودير فول والغنطو.

ولا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن، عن عدد القتلى بين قوات النظام وبين المدنيين، في الزارة، ولا عن عدد الأسرى. وتشير الترجيحات إلى أن عدد الأسرى هو نحو 25 من نساء وأطفال، بحسب روايات شهود عيان أكدوا نقل النساء والأطفال في حافلات عند مفرق قرية الغجر. وهو ما أثار ردود فعل لدى موالي النظام، الذين قالوا إن عدد الأسرى بالمئات، وأشاروا إلى عدم قدرة النظام على حماية القرى العلوية المتاخمة للقرى السنية المحاصرة في الريف الشمالي لمدينة حمص.


وتقع قرية الزارة بالقرب من محطة الزارة الحرارية لتوليد الكهرباء، وكان من المفروض أن تتوافر فيها قوة حماية تابعة للنظام، أكبر من تلك الموجودة. ولكن ضعف الحماية أدى لتكبد المليشيات الأهلية الموالية للنظام وبعض قوى "الدفاع الوطني" لخسائر كبيرة، على ثلاثة حواجز. ويعتبر الهجوم على الزارة مؤشراً خطيراً وجديداً في المعادلة العسكرية القائمة في الريف الشمالي لمدينة حمص. فللمرة الأولى يتم مهاجمة قرية علوية وأسر مدنيين من نساء وأطفال فيها.

كما أنها المرة الأولى، التي تنتشر فيها صور لمقاتلين من الفصائل الإسلامية، يرجح أنهم من "جبهة النصرة" فوق جثث لنساء تم قتلهن خلال العملية، ما يؤكد الروايات المتناقلة عن مجزرة ارتكبت بحق مدنيي القرية. ولطالما كررّ النظام أن المعارضة تستهدف المدنيين على أساس طائفي، وهو ما دأبت المعارضة على نفيه عبر "الائتلاف الوطني" و"المجالس العسكرية الثورية" وحتى الفصائل المتشددة إسلامياً. وسارع العديد من نشطاء الثورة لاستنكار العملية والتشهير بها، في مواقع التواصل الاجتماعي.

قوات النظام لم تكن قد التزمت بـ"وقف الأعمال العدائية" أو الهدنات المحلية في ريف حمص، وثابرت على قصف قريتي تير معلة والدار الكبيرة، بالبراميل المتفجرة، ما تسبب في حصول مجازر. وقال أحد مسؤولي "غرفة عمليات حمص" لـ"المدن" إن النظام لم يلتزم كعادته بتنفيذ أي تعهد قطعه، وآخر خروقاته كانت العودة إلى حصار حي الوعر، ما تسبب في دخول الوعر مرحلة خطيرة من نقص المواد الغذائية. وكان الاتفاق بين المعارضة والنظام، في حي الوعر، قد تمّ برعاية "الأمم المتحدة"، لبدء عملية المصالحة أو الهدنة والسماح بدخول المواد الغذائية.

ويخضع الريف الشمالي لمدينة حمص لسيطرة المقاتلين الإسلاميين، بعد خروج مقاتلي مدينة حمص المحاصرة منذ أيار/مايو 2014. وتعززت سيطرة الفصائل الإسلامية في الريف الشمالي منذ تلك الفترة، وخضعت المنطقة لعمليات تصفية بين الفصائل لإنهاء تواجد تنظيم "الدولة الإسلامية" وخلاياه النائمة. وتتواجد قوات "داعش" في ريف حمص الشرقي، في حين تتمتع "جبهة النصرة" بسيطرة كبيرة في الريف الشمالي، وتظهر سيطرتها جلية في "المحكمة الشرعية" وكافة مفاصل الحياة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها