السبت 2016/03/26

آخر تحديث: 17:50 (بيروت)

الجيش الحر يتوعد باستئصال "داعش" في حوران

السبت 2016/03/26
الجيش الحر يتوعد باستئصال "داعش" في حوران
قائد "جيش اليرموك" سليمان الشريف ورئيس مجلس محافظة درعا يعقوب العمّار (يوتيوب)
increase حجم الخط decrease
تتواصل المعارك في ريف درعا الغربي، لليوم السابع على التوالي، بين "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى الإسلامية" من جهة، وفصائل من الجيش السوري الحر و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" من جهة ثانية.

وبعد سيطرة "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى"، المتهمتين بمبايعة "الدولة الإسلامية"، على بلدتي تسيل وعدوان قبل أيام، امتدت الاشتباكات العنيفة إلى بلدة سحم الجولان التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" و"أحرار الشام". وانتهت الاشتباكات، الجمعة، بانسحاب "النصرة" و"أحرار الشام" من البلدة ليسيطر "شهداء اليرموك" عليها بشكل كامل.

وأعلن "لواء شهداء اليرموك" عن مقتل القائد العسكري في اللواء أبو هادي النابلسي، نتيجة المعارك، فيما أعلنت "أحرار الشام" عن مقتل قائد "لواء عمر بن الخطاب" التابع للحركة أبو وائل اللجاة، خلال الاشتباكات على أطراف سحم الجولان.

قائد "جيش اليرموك" سليمان الشريف، قال لـ"المدن"، إن محاولة تمدد "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" خارج مناطق سيطرته، دفعت بفصائل الجيش السوري الحر لتجهيز نفسها، وتعزيز المناطق المحيطة بها، والتأهب لاسترجاع المناطق التي تقدم إليها اللواء، والاستعداد لمهاجمته في مناطق سيطرته. كما شنّ الجيش السوري الحر حملة ضد النقاط التي يتمركز بها عناصر "المثنى"، وتبدأ من تل شهاب واليادودة والمزيريب وطبريات وعدد من القرى التي تتواجد فيها عناصر "المثنى" و"شهداء اليرموك"، وصولاً إلى جلين. وبحسب الشريف فقد تمّ "تطهير تلك المناطق لحماية ظهر عناصر الجيش الحر من غدر التنظيم، والآن يجري قتالهم في المناطق التي يتمركزون فيها".

وكانت فصائل الجيش السوري الحر، قد شنّت الجمعة، هجوماً واسعاً، استطاعت من خلاله السيطرة على حاجز عنفة جلين وحاجز الطيرة. واستمرت الاشتباكات في قرية الشيخ سعد مع "المثنى"، ولا تزال الاشتباكات مستمرة على اطراف بلدتي تسيل وسحم الجولان، الخاضعتين حالياً لسيطرة "شهداء اليرموك". كما شهدت مساكن جلين أيضاً اشتباكات مستمرة، تمكن فيها الجيش الحر من تدمير دبابة لـ"شهداء اليرموك".

الشريف أكد سيطرة الجيش الحر على حاجزي العنفة والطيرة وقرية الطيرة التي تعتبر من النقاط العسكرية المهمة جداً بالنسبة لـ"المثنى"، فهي المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة "المثنى" و"اليرموك" من جهة، ومناطق المعارضة من جهة أخرى. الشريف أوضح أن فصائل الجيش الحر تحشد قواتها الآن لاستعادة قرية جلين من "حركة المثنى".

ولفت الشريف إلى أن حملة المعارضة العسكرية حققت شيئاً من النجاح في المحافظة على حياة مقاتلي المعارضة، حيث اتبع العسكريون سياسية عسكرية اعتمدت على التقدم البطيء وتنفيذ اقتحامات مُفاجئة، لذلك لم تفقد المعارضة سوى ثلاثة قتلى وعدداً قليلاً من الجرحى، بينما تكبدت "حركة المثنى" و"لواء شهداء اليرموك" عدداً كبيراً من القتلى، بينهم القائد العسكري لـ"شهداء اليرموك" أبو حسين التل. كما أشار إلى أن الحملة العسكرية مستمرة حتى تطهير كامل حوران من الفكر التكفيري.

وأصبحت قرى حوض اليرموك الغربية تحت سيطرة "لواء شهداء اليرموك" بعد استيلائه على تسيل وعدوان وسحم الجولان، بالإضافة إلى القرى التي كانت تحت سيطرته سابقاً. وتعد المنطقة الغربية من حوران، من أغنى المناطق من حيث السدود والآبار والمياه الجوفية، وفي حال استقرت سيطرة "شهداء اليرموك" على تلك المنطقة، فستكون ركيزة أساسية له للسيطرة على المياه في الجنوب بشكل كامل، وبالتالي على قطاع الزراعة شديد الحيوية. ويُعد قرب هذه المنطقة من الحدود الإسرائيلية، وسيلة ضغط سياسية وأمنية للتنظيمات المبايعة لـ"الدولة الإسلامية"، في حال قرر "المجتمع الدولي" التحرك ضدها هناك.

من جهة ثانية، نفى قائد "جيش اليرموك" أي تدخل بري أردني أو دخول أي وحدات أردنية لقتال تنظيم "الدولة" في درعا، كما نفى الحديث عن قصف طائرات "التحالف الدولي" لمواقع "شهداء اليرموك" و"المثنى"، قائلاً إن هذا الأمر غير مطروح أبداً، لا من الداخل ولا حتى من الخارج، ولم يتم الحديث عنه أبداً.

وكان موقع "ميدل ايست اي" البريطاني قد نسب كلاماً للعاهل الأردني عبدالله الثاني، قال فيه إن الأردن يدير فرقتين عسكريتين داخل سوريا، وأنه ساهم بقصف مواقع التنظيم خلال فترات سابقة قرب الحدود الأردنية، ولفت الموقع إلى أن معلوماته هي تسريبات من اجتماع ضم العاهل الأردني وعدداً من قيادات الكونغرس.

في السياق، أعلنت فصائل ريف درعا الشمالي الغربي، ممثلة بغرفة عمليات "جيش انخل الموحد"، و"جيش الأبابيل"، عن عملية أمنية في مدينة جاسم لتطهيرها من اتباع "لواء شهداء اليرموك" و"حركة المثنى الإسلامية". وجرت عمليات دهم واعتقال لعدد من المطلوبين الذين تم تسليمهم إلى الهيئة الشرعية في مدينة جاسم.

ومن نتائج حملة المعارضة العسكرية، قُتل عناصر مبايعون لتنظيم "الدولة" وأسر عدد آخر، وقال الشريف إن جميع الأسرى تم تسليمهم إلى "دار العدل"، المحكمة التي أجمع عليها أغلب أهل حوران لتكون الممثل القضائي الوحيد في حوران. وأكد أن الأسرى ستتم محاكمتهم محاكمة علنية وأمام الجميع.

وتعمل "حركة المثنى" مع تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ وقت طويل، وبحسب الشريف، فإن جميع أهل حوران يعرفون ميل "المثنى" للفكر التكفيري منذ زمن. واعتبر أنها هي من أشد الحركات تطرفاً في سوريا، ولا يوجد من يشبهها في التطرف والغلو والتكفير، أما ظهورها في هذا الوقت بالذات ومبايعتها لتنظيم "الدولة" فهو يدل على ضعفها، فهي تحاول أن تشد من عودها، وتستنصر بـ"لواء شهداء اليرموك" على اعتبار أنهم من أصحاب الفكر ذاته.

الشريف أشار إلى احتمال أن يكون هناك فصائل من الجيش الحر مرتبطة بتنظيم "داعش" ومبايعة لهم أو تربطها مصالح معه، وأن ذلك سيظهر في لحظة مساندة الفصائل المبايعة للتنظيم. فقد ظهر خلال هذه الحملة كثير من التخاذل من قبل بعض فصائل الجيش الحر، وعدد من الفصائل لم تشترك في هذه الحملة، حتى أنها التزمت الصمت الإعلامي والعسكري. وهكذا تنظيمات تعتمد على الخلايا النائمة في أغلب المناطق لتظهر في الوقت المناسب.

إلى ذلك، أعلنت فصائل معارضة عاملة في محافظة القنيطرة، ومن بينها "آلوية الفرقان" و"جبهة ثوار سوريا"، عن تشكيل "قوة ضاربة" لتكون ذراعاً لـ"دار العدل" في طرد جميع المنتمين لتنظيم "الدولة الإسلامية".

عضو المكتب الإعلامي لـ"آلوية الفرقان" صهيب الرحيل، قال لـ"المدن"، إن حملة عسكرية ستنطلق خلال الأيام المقبلة للقضاء على أي عنصر يتبع لتنظيم "الدولة" في ريف القنيطرة. وأضاف الرحيل، أنه قد تم طرد مقاتلي تنظيم "الدولة" من كفرشمس في ريف درعا، ونبع الصخر ومجدولية والمشيرفة ورويحينة في ريف القنيطرة.

وكانت "آلوية الفرقان" قد أعلنت، الليلة الماضية، أن منتمين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة كفر شمس، سلموا أنفسهم للمكتب الأمني لـ"الفرقان"، والذي سيقوم بدوره بتسليمهم إلى "دار العدل".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها