السبت 2016/02/06

آخر تحديث: 08:02 (بيروت)

أنقرة تدعو لمحاسبة موسكو :بوتين رفض محادثة أردوغان

السبت 2016/02/06
أنقرة تدعو لمحاسبة موسكو :بوتين رفض محادثة أردوغان
أردوغان: روسيا شريكة مع النظام بقتل 400 ألف سوري (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

استدعت الاتهامات الروسية لتركيا، بأنها تحشد قواتها على الحدود مع سوريا لتنفيذ اجتياح لمناطق على الشريط الحدودي، هجوماً عنيفاً من أنقرة، بدأ بتصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتبر فيها أن تلك الأنباء تثير الضحك، وانتهت بتصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، ليل الجمعة، اعتبر فيها أن المزاعم الروسية "أكاذيب ودعاية لا أساس لها من الصحة".

وقال قالن، في تصريحات صحافية، إن موسكو بعد قيام تركيا بإسقاط مقاتلة لها في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، تطبيقاً لقواعد الاشتباك، أظهرت أنها "تتبع استراتيجية لزيادة التوتر، بدلاً من بحث تسوية الأزمة بين البلدين عبر قنوات دبلوماسية". وأضاف المتحدث، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "الأناضول"، أن بلاده تقوم في المقابل ببذل جهود من أجل حل الأزمة عبر المباحثات والحوار، مشيراً إلى أن الرد الروسي كان عبارة عن "أكاذيب، واتهامات ودعاية لا أساس لها، وهذا موقف لا يتوافق مع هيبة دولة".


وكشف قالن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض الرد على مكالمة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الخرق الجديد للأجواء التركية من قبل مقاتلة روسية، وأعلنت عنه أنقرة قبل أيام. وقال "في الحادثة الأخيرة التي انتهكت فيها طائرة روسية لمجال تركيا الجوي، في 29 كانون الأول/يناير الفارط، طلب رئيس جمهوريتنا، إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الروسي (فلاديمير) بوتين، إلا أن موسكو لم تبدِ رداً إيجابياً". وتابع "الروس قالوا سابقاً (عندما أسقطت تركيا القاذفة الروسية) لماذا لم تتصل بنا تركيا، وعلى الفور اتصلت بحلفائها في الناتو؟.. لذلك نرى أن عدم ردهم على مكالمة الرئيس (أردوغان) مؤخراً، أمر يدعو للتفكير، ويُثير تساؤلاً: لماذا يتهرب بوتين من الرد على الاتصال؟ هذا وضع يصعب تفسيره، لكننا نحافظ على نوايانا الحسنة، ونهجنا البنّاء في هذا الصدد".


وفي ما يخص محادثات السلام السورية في جنيف، اعتبر قالن أن إعلان تأجيلها من قبل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كان بسبب هجمات نظام الأسد، المدعومة بالقصف الروسي، المتواصلة منذ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي". وأوضح أن "هجمات الأسد المتواصلة، منذ ذلك التاريخ، أودت بحياة مئات المدنيين السوريين الأبرياء، من نساء وأطفال، كما تسببت في دفع عشرات الآلاف الآخرين إلى النزوح، طلباً لأماكن أكثر أمناً".


وشدد على أنه "من الواضح للعيان، أن تنظيم داعش ليس ضمن أهداف الغارات الروسية، فـ90 في المئة منها يستهدف المدنيين والمعارضة المعتدلة"، مؤكداً أن "هدف موسكو ليس محاربة داعش، بل ضمان بقاء الأسد، الفاقد للشرعية، الذي ارتكب جرائم حرب".


واعتبر قالن أن "هجمات النظام، تتعارض مع المبادئ الأساسية لقرار الأمم المتحدة رقم 2254 والذي يشكل قاعدة مباحثات جنيف، وفي النهاية أدت إلى دخول مباحثات جنيف، في نفق مسدود"، متهماً نظام الأسد بـ"عدم جدية التفاوض، فهدفه كان كسب مزيد من الوقت". وتابع "عشرات الأشخاص من المدنيين، قُتلوا، وقت انعقاد المفاوضات في جنيف، جراء قصف حلب، ونزح آلاف آخرون، نحو حدود تركيا طلباً للجوء".


وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا في وقت سابق، مساء الجمعة، إلى محاسبة روسيا على ما ارتكبته من أعمال قتل بحق السوريين. واعتبر أنها شريكة، مع النظام، بقتل 400 ألف سوري، وأن وجودها في سوريا يعد احتلالاً لأراضي هذا البلد. واتهم موسكو بأنها تقدم الدعم للأسد من أجل إقامة دويلة صغيرة له.


وتساءل أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي ماكي سال في العاصمة دكار، عن سبب وجود الروس والإيرانيين في سوريا، قائلاً "بالنسبة لتركيا، فإنّ دولتنا تتعرض في هذه الأونة للتهديد، لدينا حدود بطول 911 كيلو متر مع سوريا، فهل لروسيا حدود مع هذه الدولة، وهل لإيران حدود مشتركة مع سوريا، ماذا تفعلان في هذا البلد، المبرر الوحيد الذي تقدمه موسكو وطهران، هو أنّهما تقومان بتلبية دعوة الأسد، لا يجوز الاستجابة لكل دعوة، لانّ الأسد يقوم بممارسة إرهاب الدّولة، وهو ظالم وقاتل، والذين يقدّمون الدعم له، يشتركون معه في الجريمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها