الأربعاء 2016/02/17

آخر تحديث: 14:10 (بيروت)

"الإتحاد الديموقراطي": القول بوحدة سوريا.. والعمل للانفصال

الأربعاء 2016/02/17
"الإتحاد الديموقراطي": القول بوحدة سوريا.. والعمل للانفصال
"وحدات الحماية" تسعى للسيطرة على مناطق المعارضة والوصول إلى جبهات القتال ضد "داعش"، للحصول على الدعم الأميركي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
لطالما صرّح قياديو حزب "الإتحاد الديموقراطي" وذراعه العسكرية "وحدات حماية الشعب"، عن عدم نيتهم إقامة دولة كردية في سوريا أو الانفصال عنها. كما أن سجلّ تصريحاتهم حافل بعدم نية الدخول إلى أعزاز ومارع وتل رفعت، معاقل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الشمالي. إلا أن الأحداث على الأرض والتصعيد العسكري الذي تقوده "وحدات الحماية"، مدفوعة بدعم الطيران الروسي، وبالتنسيق الكامل مع قوات النظام، يُكذب كل التصريحات السابقة. وخلال الأيام الماضية، هاجمت "الوحدات" ريف مدينة أعزاز وسيطرت على بلدة تل رفعت، وسط محاولاتها المستمرة للسيطرة على مدينة مارع.

زعيم حزب "الاتحاد الديموقراطي" صالح مسلم، كان قد نفى مراراً الاتهامات لحزبه بالعمل من أجل قيام دولة كردية قائلاً: "نحن نريد أن يعيش شعبنا في الحدود السورية في ظل الديموقراطية، من الخطأ اتخاذ قرارات معينة على أساس تلك الأكاذيب، نحن لم نفكر بهذه الفكرة ولم ننفذها، وإذا كان هناك من يفكرون بذلك فلن نكون أداة لتنفيذ خططهم".

القائد العام لـ"وحدات حماية الشعب" الكرديّة سيبان حمو، -العماد الرئيسي في "قوات سوريا الديموقراطية"- كان قد قال: "نحن نؤمن بسوريا موحّدة يحكمها نظام برلماني تعدّدي لا مركزي، تتمثّل فيه كافة أطياف الشعب السوري".

إلا أن الناشط الكوردي من عفرين سيزر حسو، أكد لـ"المدن"، أن القوات الكردية تسعى لتحقيق "الحلم الكبير" بإقامة دولة كردية في سوريا وتركيا، وأن أكبر همّ لها هو خلق مشاكل عسكرية وسياسية للأتراك، لتخفيف الضغط العسكري الذي يقوم به الجيش التركي على المقاتلين الأكراد جنوب شرقي تركيا وشمالي العراق. وتعتبر "وحدات الحماية" أن الأعمال الاستفزازية من شأنها جرّ الأتراك إلى المستنقع السوري، وبالتالي إنهيار الجمهورية التركية، ما يقوّي موقف الأكراد.

وأشار سيزر إلى أن "وحدات حماية الشعب الكوردي"، تسعى للتمدد أكثر في المنطقة، والسيطرة على مناطق المعارضة السورية، من أجل الوصول إلى جبهات القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بغية جلب الدعم الجوي الأميركي. وذلك سيساعدهم في التقدم إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، من أجل وصّل مناطق سيطرتهم شمال غربي سوريا، بشرقها. ويعتقد سيزر بأن الأميركيين لا يريدون دعم هذا التوجه بشكل مباشر، لكنهم راضون عنه، وسيبدأون دعم تلك القوات جوياً، بمجرد وصولها لخطوط الاشتباكات مع تنظيم "الدولة".

سيزر أضاف أن القوات الكردية بدأت بشكل جدي بالعمل على هذه الخطة منذ 3 أشهر، وفرضت التجنيد الاجباري على المدنيين الأكراد في مناطق سيطرتها، بحجة واجب "الدفاع الذاتي" الذي أقره مجلس "الإدارة الذاتية" أو ما يُعرف باسم "المجلس التشريعي للإدارة". و"الإدارة الذاتية" هي مؤسسات للحكم أسسها حزب "الإتحاد الديموقراطي" في مناطق سيطرته في سوريا. سيزر أشار إلى أن "الوحدات" قامت بحفر خنادق في محيط مدينة عفرين شمال غربي حلب، وشددت الحراسة على حدود المدينة لمنع الشباب من الهرب خارجها، كما قامت أجهزة الأمن التابعة لـ"الوحدات" المعروفة باسم "الأسايش" بخطف عشرات الأطفال من الذكور والإناث، ونقلهم إلى معسكرات للتدريب، كي يصار إلى زجهم لاحقاً في جبهات القتال.

ويُذكر بأن قوات كردية من حزب "العمال الكردستاني" المنظمة الأم لحزب "الإتحاد الديموقراطي" تشارك في عمليات الاشراف والتخطيط والقتال.

وكشف سيزر عن تنسيق عالٍ بين القوات الكردية في عفرين مع التحالف الروسي في سوريا، وأشار إلى دعم "الوحدات" بشحنات أسلحة نقلتها مروحيات تابعة لقوات النظام، طوال الشهور الثلاثة الماضية، وكان آخرها إلقاء طيران الشحن الروسي لشحنات أسلحة عبر مظلات، سيطرت عليها "الوحدات" ونقلتها إلى مستودعاتها.

وكان واضحاً الدعم الروسي الجوي لـ"الوحدات" الكردية التي تقدمت مؤخراً في مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي، وسيطرت على قرى عربية ونالت دعماً جوياً روسياً يضاهي الدعم الذي تتلقاه قوات النظام السوري في معاركها ضد المعارضة. كما أن "الإدارة الذاتية" في عفرين تلقت وعوداً وضمانات روسية-سورية بالدفاع عنها ضد أي تدخل تركي محتمل، سياسياً أو عسكرياً.

 ويتهم نشطاء معارضون القوات الكردية بخدمة مصالح النظام، مدللين على تزامن هجمات "الوحدات" مع تقدم قوات النظام نحو نبل والزهراء، بالإضافة إلى تزامن تقدمهم مع تمهيد جوي للطائرات الروسية التي ازدادت وتيرتها واشتدت في المناطق التي تندلع فيها الاشتباكات.

الناشط الكردي شيرو علو، قال لـ"المدن"، إن الهجمات التي تشنها القوات الكردية ممثلة بـ"YPG" على الريف الشمالي لمحافظة حلب، جاءت بالتزامن مع انسحاب المعارضة من مؤتمر "جنيف-3" وعدم دعوة رئيس حزب "الاتحاد الديموقراطي" صالح مسلم، لحضور المؤتمر ضمن وفد المعارضة. وهذه الحملة جاءت كورقة ضغط من روسيا على المعارضة للجلوس الى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة، وأيضا كورقة ضغط على تركيا خاصة بعد اسقاطها لمقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

"وحدات الحماية" باتت ورقة رابحة للجميع، لروسيا وأميركا وللدول الأوروبية. وهذه القوات تتعامل مع الجميع من أجل تحقيق مصالحها. ويتضمن ذلك التنسيق مع قوات النظام في معارك ريف حلب الشمالي لإضعاف فصائل المعارضة المسلحة بغطاء جوي روسي، وأيضاً لإبعاد الاشتباكات التي كانت تحصل بينها وبين الفصائل في ريف عفرين إلى مناطق أخرى. وهناك مخطط بات واضحاً لتقسيم سوريا، عبر وصل مدينة عفرين في ريف حلب الغربي بالقامشلي في ريف الحسكة الشرقي، مروراً بعين العرب "كوباني" وتل أبيض في الرقة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها