السبت 2016/11/12

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

"درع الفرات"تسيطر على القرى الفاصلة عن الباب

السبت 2016/11/12
"درع الفرات"تسيطر على القرى الفاصلة عن الباب
الأهالي يرفضون العودة إلى منازلهم، خوفاً من تجنيدهم في صفوف "قسد" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
مازالت فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" تخوض اشتباكات عنيفة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشمالي الشرقي، بغرض السيطرة على القرى التي تفصلها عن مدينة الباب. وتسعى المعارضة لدخول بلدة قباسين، لكي تصبح بشكل مباشر على أبواب مدينة الباب من جهة الشمال. "درع الفرات" سيطرت، السبت، على حجي كوسا والعون وحليصة وبصلجة وأقداش والشعيب وتليلة وعدد من المزارع الصغيرة شمال شرقي الباب على المحاور المقابلة لبلدتي قباسين والعريمة. 



وباتت فصائل الجيش الحر على مسافة 7 كيلومترات عن الباب، بعد سيطرتها على قرى قريبة من بلدة قباسين التي يقطنها أكراد وعرب، والتي تسعى "قوات سوريا الديموقراطية" للسيطرة عليها أيضاً، بهدف قطع الطريق على قوات المعارضة للوصول إلى الباب. "وحدات الحماية" حاولت التقدم في بلدة أم العمد، شرقي "المدينة الصناعية" لكنها فشلت في الاستيلاء عليها.

قائد "كتائب ثوار منبج" في "فيلق الشام" أبو جابر، قال لـ"المدن"، إنه خلال الساعات الـ24 الماضية، تمت السيطرة على قرى شويحة وشدار وبتاجك التي تُعتبر محوراً وسطياً، بين الباب وقرية قباسين. وهذا التقدم يساعد في قطع الطريق على قوات "قسد" التي تحاول أيضاً التقدم إلى مدينة الباب، بهدف "تحقيق حلمها المزعوم بإقامة كيان كردي من خلال ربط الباب بكانتون عفرين".

وأضاف أبو جابر، أنه تم تحقيق تقدم على المحور الثاني، فتمت السيطرة على قرى حج كوسة وحليصة، وبذلك تكون قوات الجيش الحر على بعد 6 كيلومترات عن مدينة الباب، من طرف قرية نعمان، و3 كيلومترات عن قباسين. وبيّن أبو جابر، أن الجيش الحر قام بتغيير محور قبة الشيح، بسبب كثرة مفخخات وألغام "داعش"، وضمن تكتيك عسكري يهدف في الوقت ذاته إلى قطع الطريق على "قسد" التي تحاول التقدم من محور العريمة شرقي الباب. انتقال الجيش الحر إلى محور عريمة جاء بعد قيام "داعش" بتسليم قرى قرط كبير وقرط صغير والشيخ ناصر، شمالي العريمة، إلى "قسد" من دون قتال.

وتشهد المنطقة الممتدة من مارع حتى مدينة الباب، مجالاً للتسابق بين المعارضة السورية و"قسد" التي تشكل غطاء لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، للسيطرة عليها. وتحاول "قسد" السيطرة على القرى الواقعة غربي مدينة الباب، مثل طعانة والجوبة وتل جبجان، خصوصاً بعدما تمكنت من السيطرة على عدد من البلدات والقرى ذات الغالبية الكردية مثل أم حوش وأحرص. فيما تحاول قوات المعارضة السيطرة على معظم القرى الواقعة غربي وشمالي الباب، لمنع "قسد" من السيطرة عليها والوصول إلى مدينة الباب. وفي هذا السباق المحموم بين الطرفين، سيطرت "قسد" على حساجك والوردية وقرامل وقول سروج التي كانت بيد "داعش"، وتل مضيق التي استولت عليها "قسد" بعدما حررتها المعارضة من "داعش". قوات المعارضة سيطرت بدورها على الغوز وكسار وتويس وثلثانة والباروزة وشدود ونعمان وعدد من القرى والمزارع الاخرى شمالي مدينة الباب.

"قسد" وبعد سيطرتها على تل رفعت ومنغ وكفرنايا، قبل ثمانية شهور، مستفيدة من التدخل الروسي ضد المعارضة شمالي حلب، بدأت توسعاً نحو الشرق، باتجاه أم حوش وحساجك، لتشكيل حد فاصل بين قوات النظام والجيش السوري الحر. وتسعى قوات النظام و"قسد" إلى التمدد شرقاً، بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على المزيد من القرى في ريف حلب الشمالي الشرقي. وحاولت "قسد"، السبت، السيطرة على قرية أم العمد القريبة من "المدينة الصناعية" والتي تفتح لها الطريق باتجاه الباب من الجهة الغربية الجنوبية.

"المدن" تواصلت مع أهالي القرى التي سيطرت عليها "قسد"، وخصوصاً القرى الكردية في رسف حلب الشرقي. وأكد الأهالي لـ"المدن" أنهم يرفضون العودة إلى منازلهم، خوفاً من تجنيدهم في صفوف "قسد"، وعدم شعورهم بالأمان ومخاوفهم من انتشار الالغام التي زرعها "داعش". على العكس من ذلك، يتسابق الأهالي للعودة إلى منازلهم في مناطق سيطرة الجيش الحر.

وأفادت مصادر محلية لـ"المدن" أن "قسد" مازالت تسيطر على "مدرسة المشاة" وقرى فافين وتل قراح وتل شعير وحليصة وبابنس، بعدما انسحب "داعش" منها، على عكس ما يتم تسويقه عن سيطرة قوات النظام عليها.

التعاون والتنسيق بين "قوات سوريا الديموقراطية" وقوات النظام، لم يكن على الجبهات فقط، بل انعكس في عملية انتشال جثث نحو 100 قتيل من عناصر النظام والمليشيات الموالية، ممن قتلوا في مطار منغ العسكري أثناء تحريره على يد المعارضة. وكانت "قسد" قد تمكنت، بمساندة الطيران الروسي وقوات النظام، من الاستيلاء على قرية منغ ومطارها العسكري في ريف حلب الشمالي، بعد طرد المعارضة منها في 10 شباط/فبراير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها