الثلاثاء 2015/05/19

آخر تحديث: 13:50 (بيروت)

إنتهاء الودّ العسكري بين النظام والتنظيم في ريف حلب

الثلاثاء 2015/05/19
إنتهاء الودّ العسكري بين النظام والتنظيم في ريف حلب
تلة الرحمانية أول منطقة في محافظة حلب، ينتزعها التنظيم من قوات النظام (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، ليلة الأحد-الإثنين، هجوماً مباغتاً على قوات النظام، من الجهة الشرقية في الفئة الثالثة للمدينة الصناعية "الشيخ نجار" بريف حلب الشرقي، موقعاً ما لا يقل عن 24 قتيلاً منها، وقُتل من التنظيم 4 عناصر.

وسيطر التنظيم على تلة الرحمانية، والتي تطل على أجزاء واسعة من المدينة الصناعية. وتعتبر تلة الرحمانية أول منطقة في محافظة حلب، ينتزعها التنظيم من قوات النظام، على عكس باقي مناطق سيطرته التي انتزعها من مقاتلي المعارضة.


وتعتبر قرية الرحمانية التي تقع شرقي الفئة الثالثة من المدينة الصناعية، مهمة بالنسبة للطرفين، كونها تطل على أجزاء واسعة من قرية الشيخ نجار، وأجزاء من المدينة الصناعية، واللتين يمرّ بهما خط إمداد قوات النظام إلى سجن حلب المركزي، ومنطقة البريج وقرى باشكوي وحندرات وسيفات بريف حلب الشمالي. 

ووردت أنباء عن تمكن التنظيم من السيطرة على قرية المقبلة شمالي الفئة الثالثة من المدينة الصناعية، وفي حال تأكدت هذه الأنباء، يعتبر ذلك تقدماً مهماً للتنظيم، لدخوله في عمق مناطق سيطرة قوات النظام في المنطقة، ما يجعل قوات النظام محاصرة بعد قطع كل طرق إمدادها.

إضافة إلى ذلك، تكمن أهمية قرية المقبلة في موقعها المرتفع، على الجهة الشمالية للمدينة الصناعية، والتي تطل على مناطق سيطرة قوات النظام فيها، وإطلالها على قريتي كفر صغير والناصرية بريف حلب الشمالي، بالقرب من مدرسة المشاة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، التي تقاتل تنظيم "الدولة" وقوات النظام على حد سواء.

وقللّ ناشطون من أهمية تلك المعارك، طارحين عدداً من الأسئلة حول توقيتها، مؤكدين أنها لا تخدم الثورة، حيث لا فرق بين التنظيم والنظام، فكلاهما يحارب الثورة ويسعى جاهداً للسيطرة على مناطق المعارضة. فالتنظيم يقاتل المعارضة على جبهة ريف حلب الشمالي، التي تمتد من قرية مران بريف حلب الشرقي، حتى الحدود السورية التركية شمالاً. والنظام يشغل باقي الجبهات بحلب وريفها، وأهمها جبهة باشكوي وحندرات بريف حلب الشمالي. حيث يطمح النظام لفرض طوق على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، وفصل الريف الشمالي عن الريف الغربي وإدلب.

كما شنّ التنظيم في الأيام القليلة الماضية، هجمات عنيفة، وفجّر عربات مفخخة، على جبهة مطار كويرس والكلية الجوية اللتين يحاصرهما بريف حلب الشرقي، في محاولة منه للتقدم إلى داخل المطار. وتركزت الاشتباكات على مساكن الضباط، والتي تبعد عن السور الداخلي للمطار 700 متر، وتُعدّ مدخلاً رئيسياً له. واستطاع التنظيم التقدم في عدد من النقاط، قبل أن يتراجع بفعل الضربات الجوية العنيفة والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 من مقاتليه، بينهم أحد قياديّيه.

ويذكر أن قوات المعارضة كانت تتمركز داخل أسوار المطار في فترة حصارها له، واستطاعت شلّ حركة الملاحية الجوية فيه بشكل كامل، لكن طائرات النظام المروحية عاودت التحليق من وإلى المطار، بعد انتزاع التنظيم السيطرة على محيطه، من مقاتلي المعارضة، بداية العام 2014.

وتأتي هذه المعارك في وقت غير متوقع، وخاصة بعد برود تلك الجبهات منذ بداية العام 2014، بعد سيطرة التنظيم على تلك المناطق، وانسحاب مقاتلي المعارضة منها. والجمود على الجبهات يمتد حتى إثريا بريف حماة الشرقي، مروراً بمدينة السفيّرة بريف حلب الشرقي، وسط تفاهم بين النظام والتنظيم، حول المحطة الحرارية التي يسيطر عليها التنظيم، وانشغالهما في معارك خارج مدينة حلب، مع المعارضة المسلحة، في الفترة الاخيرة.

كما يُعتبر هذا الهجوم من قبل التنظيم على خط إمداد قوات النظام، الثاني من نوعه، بعد الهجوم على محيط مدينة السفيرة نهاية العام 2014، والتي تقع على طريق إمداد قوات النظام الوحيد باتجاه حلب وريفها من مدينة حماة وسط البلاد، والمركز الرئيسي لصناعة البراميل المتفجرة التي تلقى على المناطق المأهولة في مدينة حلب. حينها استطاع التنظيم السيطرة على قرية الصبحية التي تقع على مقربة من السفيرة، وغنم أسلحة وذخائر، وانسحب بعدها.

يشار إلى أن قوات النظام انتزعت قريتي المقبلة والرحمانية من يد المعارضة، في شهر شباط/فبراير 2014، وذلك بعد دخول أرتال عسكرية لقوات النظام، إلى داخل مناطق سيطرة تنظيم "الدولة"، بالقرب من قرى شامر ومران والدرعية، لتلتف على قوات المعارضة في المدينة الصناعية. التفاف قوات النظام على المعارضة المسلحة، تمّ من داخل مناطق التنظيم، دون وقوع أي اشتباك بين الطرفين. قوات المعارضة سرعان ما انسحبت خوفاً من محاصرتها داخل المدينة الصناعية، وسط اتهامات للتنظيم بتسهيل مرور تلك الأرتال وعدم استهدافها. ما أدى لاحقاً الى تمكن قوات النظام من فك الحصار المفروض على سجن حلب المركزي، وإغلاق مدخل مدينة حلب الشمالي الشرقي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها