السبت 2015/03/21

آخر تحديث: 20:37 (بيروت)

هل يتسع المجال لعودة رجال مبارك؟

السبت 2015/03/21
هل يتسع المجال لعودة رجال مبارك؟
حبيب العادلي خرج رسمياً من السجن وعاد إلى منزله السبت
increase حجم الخط decrease

أربعة أعوام غيّبت حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، خلف القضبان، قبل أن تبرئه محكمة الجنايات الخميس الماضي، فى قضية استغلال النفوذ والكسب غير المشروع، وتحقيق ثروة تبلغ 181 مليون جنيه عبر استغلال منصبه.

كان العادلي يواجه أحكاماً بالسجن تصل الى 45 عاماً في 4 قضايا، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة كانون الثاني/يناير، بالإضافة إلى قضية اللوحات المعدنية التي اتهم فيها بالإضرار بالمال العام. انتهت كل هذه القضايا بالبراءة، عدا قضية "سخرة الجنود" التي اتهم فيها بتشغيل عدد من المجندين فى مزرعته الخاصة بمدينة أكتوبر، وحكم عليه فيها بالسجن لمدة 3 سنوات. وقتها تقدم محاميه بطعن ضد قرار المحكمة، لكنها رفضته، إلا أن العادلي كان قد قضى مدة العقوبة كسجين احتياطي، الذي خرج رسمياً من سجنه، السبت.


في ظل ركود سياسي وأوضاع معيشية صعبة، لا يهتم الشارع العادي بما يفعله أصحاب المناصب السياسية، ولم يعد هذا الشأن يهم سوى النشطاء والسياسيين، إذ يرى بعضهم صعوبة في أن يعود رموز النظام السابق الى مناصبهم ونفوذهم، خاصة بعد صعود غيرهم الى تلك المناصب، وإن كانوا من مرؤوسيهم فى وقت سابق، لكن من الطبيعي أن الوجوه التي عاشت طوال الوقت في صدارة المناصب السياسية، لن تعود طواعية الى الظل وتتنازل عن النفوذ الذي طالما تمتعت به.


لكن ثمة تبايناً فى طريقة كل شخص في الظهور. فأمين سياسات الحزب الوطني المنحل وعضو مجلس الشعب خلال حكم مبارك، أحمد عز، قام بإجراء أكثر من حوار إعلامي بعدما أطلق سراحه، أشهرها حواره مع خالد صلاح على قناة "النهار"، الذي أثار ضجة كبيرة، بعد ضجة مماثلة اثارها منع عرض حوار آخر له على قناة "القاهرة والناس"، بالإضافة إلى ترشحه وزوجته لانتخابات مجلس الشعب، التي كان من المقرر أجراؤها هذا الشهر قبل أن يتم تأجيلها من قبل المحكمة الدستورية.

أما رئيس وزراء مبارك، أحمد نظيف، فبعد أن حصل على البراءة فى قضة اللوحات المعدنية مع حبيب العادلي منذ نحو أسبوعين، انتشرت له صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنها تذكارية، وكان واقفاً فيها إلى جوار محاميه والقضاة الذين حكموا ببرائته.


ماذا عن مبارك؟ لم يتوقف الرجل عن التعليق بين الحين والآخر على أحداث سياسية، كانت تنشرها صحف محلية على أنها حوارات خاصة، أو تسريبات أحياناً. وآخر هذه التصريحات كان ما نقلته الصحافية الكويتية فجر السعيد، بمناسبة ذكرى تحرير طابا، الخميس الماضي،  حيث عبر مبارك، في رسالة كتبها بخط يدها ونشرتها السعيد، عن عدم اهتمامه عندما لا يذكر المصريون اسمه فى الاحتفالات الخاصة بتحرير طابا أو حرب تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف مبارك في الرسالة "لو كنت حراً لشاركت فى 30 يوينو، وقمت بتفويض السيسي ضد الإرهاب".


بعض الشخصيات آثرت الابتعاد عن المشهد الحالي، فحسب تقارير إعلامية لصحف مقربة من هذه الدوائر، رفض رئيس مجلس الشعب خلال عهد مبارك، فتحي سرور، إجراء حوارات إعلامية مع صحافيين مقربين منه، ورفض الإشراف على رسائل علمية بحكم أنه أستاذ جامعي متخصص في القانون، وظهر مرة واحدة بعد عزل الرئيس محمد مرسي لمناقشة دستور 2013، إلى أن وصلت له رسالة من الرئيس السابق، عدلي منصور، تطلب منه الابتعاد عن المجال العام، ولم يظهر بعدها سوى في عدد محدود من المناسبات الخاصة.


وحسب التقارير عينها، يعكف عدد من رموز النظم السابق على كتابة مذكراتهم، كرئيس المجلس الشورى الاسبق، صفوت الشريف، ووزير التعليم العالي الأسبق، مفيد شهاب، بالاضافة إلى وزير الإعلام الأسبق، أنس الفقي، الذي يكتب مذكراته من دون أن يرغب في نشرها في الوقت الحالي. بخلاف وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الغيط، الذي قام بنشر مذكراته.


وعلى جميع الأحوال، يستشعر النظام الحالي خطراً من النظام السابق بشكل عام، وهو ما وجه الصحافي محمد حسنين هيكل نداءاً للسيسي بخصوصه، حيث طلب منه فى حوار أجراه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، التخلص من هذه الرموز قبل حلول شهر آذار/مارس الحالي. وفي التوقيت نفسه، نقلت الصحف عن السيسي قوله "منه لله حسني مبارك هو اللي خرب البلد على مدى 30 سنة، والنتيجة أننا نحتاج 30 سنة أخرى لإصلاح ما خربه مبارك".

ويرى متابعون أن إقدام شخصيات محسوبة على النظام القديم على الترشح للبرلمان كان أحد أسباب رغبة النظام في تأجيل الانتخابات، حيث أن تحالفاً بينهم وبين جهاز أمن الدولة كان سيؤدي إلى نجاح عدد كبير منهم، مما أقلق النظام، الذي يواجه صراعاً في أجنحته ظهر في التسريبات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها