الأربعاء 2015/02/18

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

حلب: "قوس قزح" النظام لم يكتمل

الأربعاء 2015/02/18
حلب: "قوس قزح" النظام لم يكتمل
تمكنت المعارضة من التقدم على محوري الملاح ودوير الزيتون، وقتلت أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
increase حجم الخط decrease
ثلاثاء دامٍ شهدته مناطق ريف حلب الشمالي، بعد أن شنت قوات النظام هجوماً عسكرياً ضخماً، كان تتويجاً طبيعياً للتعزيزات والاستعدادات التي بدأتها منذ فترة، للوصول إلى معاقلها الاستراتيجية في الريف الحلبي: نبل والزهراء. وبالتالي، حصار مدينة حلب في عملية أطلق عليها إعلام النظام: قوس قزح، وسبق لـ"المدن" تغطية التحضيرات لها.

فجر الثلاثاء، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني، على قرى وبلدات: باشكوي ورتيان وحردتنين، التابعة للمعارضة والواقعة ضمن مواقع سيطرة النظام بين سيفات وبلدتي نبل والزهراء. واستطاعت قوات النظام اختراق دفاعات المعارضة مع ساعات الفجر الأولى، ونجحت بالتسلل عبر الأراضي الزراعية بين قرية دوير الزيتون ومنطقة الملاح، من خلال مجموعات عسكرية راجلة، مستغلة ضعف الرؤية بسبب الأحوال الجوية وانتشارالضباب، والفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقة بشكل عام.

وبعد أن نجحت قوات النظام والمليشيات في تسللها، بدأت قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً طال كلاً من بلدات حيان وبيانون وعندان وحريتان، التي تعرضت في الوقت نفسه للغارات الجوية من قبل سلاح جو النظام الحربي والمروحي. كما استخدمت القوات المهاجمة التمشيط بالنار، لاستهداف المدنيين النازحين من مناطق الاشتباكات، وغالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، ما تسبب في مقتل العشرات، وسط حالة من الهلع والخوف سادت القرى التي سيطرت عليها القوات المهاجمة.

مصادر خاصة بـ"المدن"، أكدت أن قوات النظام والمليشيات الشيعية، ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين العزل، وقتلت عشرات الشبان والأطفال، خلال الساعات القليلة التي سيطرت فيها على المنطقة. وقالت إحدى الناجيات من قرية رتيان: "دخل منزلنا عشرات الجنود ونحن كنا لا نزال نيام، فهرعنا خائفين، فقالوا لنا نحن حزب الله لا تخافوا. وأخذوا زوجي وطفلاي وقتلوهم أمامي وانصرفوا".





وفي السياق، أكد القائد العسكري في "الجبهة الشامية" العقيد أبو الوليد، استعادة المعارضة لسيطرتها على بلدة رتيان وجزء كبير من بلدة حردتنين، التي انتقلت الاشتباكات من داخلها إلى البساتين المحيطة بها. وأضاف أبو الوليد لـ"المدن" أن المعارضة تمكنت من التقدم على محوري الملاح ودوير الزيتون، وقتلت أكثر من 150 عنصراً، بينهم عدد كبير من "المرتزقة" الأفغان والإيرانيين، واللبنانيين التابعين لمليشيا حزب الله، كما تم أسر ثلاثة عناصر لم يكشف بعد عن هوياتهم. فيما أعلنت المعارضة رسمياً مقتل أكثر من 35 من جنودها في مختلف جبهات القتال، وهذه الحصيلة العسكرية لا تشمل الضحايا المدنيين.

وتزامنت المعارك في ريف حلب الشمالي، مع اشتعال معظم جبهات مدينة حلب وريفها الغربي والجنوبي، وذلك في سعي قوات النظام لتشتيت جهود المعارضة، التي أرسلت تعزيزات ضخمة على محاور رتيان والملاح. وقد شهد حي الراشدين اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها المعارضة من قتل أكثر من 25 عنصراً من مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني في منطقة عقيربات، كما شهد ريف حلب الجنوبي في قرية عزيزة، معارك كر وفر عنيفة.

عضو المكتب الإعلامي في غرفة عمليات حلب مروان سالم، أكد لـ"المدن"، نية المعارضة في استمرار المعارك حتى استعادة النقاط التي خسرتها، كاملة. كما أنها تسعى لاحراز تقدم جديد نظراً للتعزيزات والاستعدادات التي حظيت بها خلال الساعات الأخيرة، وملائمة الظروف الجوية الماطرة، التي منعت الطيران الحربي من التحليق وشن الغارات. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها