الإثنين 2015/02/16

آخر تحديث: 14:26 (بيروت)

النظام يعزز جبهاته في حلب..والمعارضة مشغولة باتفاقاتها البينية

الإثنين 2015/02/16
النظام يعزز جبهاته في حلب..والمعارضة مشغولة باتفاقاتها البينية
التطمينات التي يتناقلها الحلبيون في مناطق سيطرة المعارضة، ليست كافية كما يجب.
increase حجم الخط decrease
شهدت جبهات حلب بشكل عام حالة من الهدوء النسبي خلال الأسبوع الماضي، تخللته اشتباكات متقطعة على جبهات حي الخالدية والشيخ مقصود، وبدت المعارضة أكثر ارتياحاً بعد تقدمها الأخير بالقرب من تلة المياسات، ما أوصلها إلى مشارف المدينة الصناعية المعقل الرئيسي لقوات النظام شمال حلب. في الوقت ذاته، قلّل طيران النظام من طلعاته الجوية فوق مناطق سيطرة المعارضة في أحياء المدينة والريف القريب من جبهات القتال.

يأتي ذلك بالتزامن مع انشغال قوات النظام بتعزيز جبهاتها في المدينة الصناعية، وخطوط القتال الأمامية في حندرات وسيفات وسجن حلب المركزي. وبحسب مصادر خاصة بـ"المدن" فقد استقدمت قوات النظام عشرات الآليات المدرعة وكميات ضخمة من الذخيرة والعتاد الحربي من مدينة حمص، مروراً بطريق إمدادها الذي يمر بباديتي حماة وحلب. كما عززت قوات النظام أعداد مقاتليها في المدينة الصناعية، تحضيراً لعمل عسكري وشيك على ما يبدو.

معظم المقاتلين الذين زج بهم النظام مؤخراً، هم ممن تم اعتقالهم وسوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية، كجنود احتياط، وغالبيتهم من مدينة حلب، ومخيم النيرب المعقل الرئيسي لمليشيا "لواء القدس" المكونة من مقاتلين فلسطينيين تابعين للجبهة الشعبية "القيادة العامة" المعروفة بولائها المطلق للنظام. مليشيا لواء القدس نجحت في استقطاب أعداد كبيرة من المرتزقة الأفغان ومن جنسيات أخرى، ويشرف على هذه التحركات بشكل مباشر ضباط إيرانيون ولبنانيون تابعون لمليشيا حزب الله.

وتتزامن الحشود الأخيرة لقوات النظام في حلب، مع انشغال المعارضة باتفاقات ومعاهدات وتقاسم لمناطق السيطرة، ما يثير قلق الشارع الحلبي المعارض، بخصوص تطورات المشهد المحتملة. يندرج في ذلك الاتفاق بين "الجبهة الشامية" و"وحدات حماية الشعب" الكردية. وأكثر ما يثير مخاوف الحلبيين هو اللامبالاة والهدوء العسكري الذي تبديه قوات المعارضة المسلحة، وبشكل خاص الفصيل الأكبر للمعارضة في حلب: "الجبهة الشامية".

في المقابل، عبّر القائد العسكري في الجبهة الشامية، أبو البراء، عن ثقته بالإمكانيات التي تتمتع بها المعارضة في هذه المرحلة. ولم يبدِ أبو البراء قلقه تجاه التحركات الأخيرة لقوات النظام، مؤكداً أن المعارضة تعرضت لضغوط هائلة في الفترة الماضية بحلب، وهي اليوم قادرة على صدّ أي هجوم عسكري جديد، على مناطق سيطرتها.

وأضاف أبو البراء لـ"المدن" أن المعارضة تتابع التطورات الميدانية عن قرب، وبالتحديد في المدينة الصناعية وحندرات، وهي مستعدة  لكل السيناريوهات المحتملة، إن كان من جهة نظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد أن انشغال المعارضة بأمورها الداخلية مهم لترتيب الوضع الأمني والعسكري، ولن يضر ذلك بجبهات القتال. أبو البراء أكد قائلاً: "قريباً ستسمعون أخباراً جيدة".

من جهته، رجّح عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشامية حسين ناصر، أن استعدادات النظام الأخيرة لا تصب بالضرورة في صالح هجوم جديد قد تشنه قوات النظام لاستكمال خطتها بحصار حلب، فهي "منهكة اليوم في الجبهة الجنوبية في حوران، وأغلب القدرات الفنية والعسكرية التابعة للنظام وحلفائه الإيرانيين موجهة الآن إلى تلك الجبهة".

ويضيف ناصر لـ"المدن"، بأن التحركات الأخيرة للنظام، تأتي كإجراء احترازي تتصدى من خلاله لأي جديد، وخاصة بعد الأداء الجيد للمعارضة، والذي أحرزت من خلاله تقدماً ملموساً على الأرض، الأمر الذي أثار قلق النظام. كما قد تكون تحركات قوات النظام "لبسط السيطرة باتجاه الشرق، على مدينة الباب وريفها، طبعاً إذا ما صحت الأخبار المتداولة حول انسحاب وشيك لتنظيم الدولة الإسلامية إلى منبج والرقة شرقي سوريا".

وعلى الرغم من كل هذه التطمينات التي يتناقلها الحلبيون في مناطق سيطرة المعارضة، إلا أنها ليست كافية كما يجب، ويبقى القلق سيد الموقف، خوفاً مما قد يتربص بمدينتهم. فلا ضمانة في لغة الحرب، وهم لا يستطيعون الوثوق بالتحليلات التي تقلل من أهمية استعداد قوات النظام لحصار المدينة، ولا حتى بالإشاعات حول انسحاب وشيك لتنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها