الأحد 2015/01/11

آخر تحديث: 19:07 (بيروت)

هل تتفكك الحركات الطلابية في مصر؟

الأحد 2015/01/11
هل تتفكك الحركات الطلابية في مصر؟
تتجهز للمشاركة في الانتخابات حركة موالية للرئيس عبدالفتاح السيسي، تطلق على نفسها "مستقبل وطن" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

في ظل ركود تشهده الحركة الطلابية المصرية وساحات الجامعات بشكل عام، تبقى ايام على نهاية الفصل الدراسي الأول من دون أن تجري انتخابات اتحادات الطلاب، أو يتحدد موعدها على الأقل، وسط محاولات الحركات الطلابية ان تكون جاهزة للمنافسة على هذه المقاعد.

في كل عام، ينتخب الطلاب مِن بينهم مَن يمثلهم رسمياً أمام الجامعة والجهات الرسمية الأخرى، لكن منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي توقفت تلك العملية. ويرجع المسؤلون السبب فى عدم انعقاد الانتخابات إلى الأوضاع الأمنية، وتأخر مجلس الوزراء في إصدار اللائحة الطلابية، التي تنظم عملية الانتخابات، وتحدد صلاحيات الاتحاد.


منتصف تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2014 أقر المجلس الأعلى للجامعات لائحة لم تجد قبولاً بين النشطاء والحركات الطلابية، الذين قالوا حينها إن حواراً طلابياً حقيقياً لم يجر حولها، وبعدها بشهرين، تم إصدار اللائحة الجديدة بشكل رسمي فى منتصف كانون الأول/ديسمبر، وتنص على إجراء الانتخابات خلال الأسابيع الـ6 الأولى من العام الدراسي، مما يعني ان الموعد الرسمي فات قبل إقرار اللائحة. لكن العديد من المصادر أكدت أن الانتخابات ستجري قبل نهاية الفصل الدراسي، نافية في الوقت ذاته معرفتها الموعد بالتحديد.


تنص لائحة المجلس الأعلى للجامعات على حق أي طالب الترشح لعضوية الاتحاد من دون أن يتم شبطه، وخلال رحلة اللائحة إلى مجلس الوزراء تغير هذا البند، وخرجت الصيغة النهائية لتسمح بشطب المرشحين الذين صدرت بحقهم عقوبات تأديبية. ويقول نشطاء إن العقوبات التأديبية تنقسم إلى ثلاثة عشر نوعاً، من بينها "التنبيه" و"الإنذار"، كما يتخوفون من توقيع أي عقوبة ولو كانت بسيطة على المرشحين الذين لا ترغب الجامعة فى نجاحهم، ومن ثم شطبهم من قوائم المرشحين.


من المفترض أن تنافس على هذه الانتخابات ثلاثة فصائل رئيسية، أولهم: "إئتلاف طلاب مصر" الذي يضم حركات من اتجاهات مختلفة أبرزها مصر القوية و6 أبريل وغيرها، وما زالت جماعة الاخوان تدرس المشاركة أيضاً بوجوه جديدة ترشحهم كمستقلين حتى لا يتعرضوا إلى التضييق، بحسب تصريحات إعلامية لبعضهم.


في المقابل، تتجهز للمشاركة في الانتخابات حركة موالية للرئيس عبدالفتاح السيسي، تطلق على نفسها "مستقبل وطن"، وهو الشعار الذي كانت تستخدمه الحملة الرئاسية للمشير أنذاك.


الاتحادات القائمة في الوقت الحالي ضعفت بشكل كبير. فرئيس اتحاد طلاب مصر، محمد بدران، الذي يمثل اتحادات الجامعات على مستوى الجمهورية، تخرّج في عام 2013، ويسعى إلى تشكيل حزب سياسي، أما نائب رئيس الاتحاد، أحمد البقري، الذي تخرج هو الآخر في العام نفسه، فهو يقيم حالياً في قطر، حيث كان يحل ضيفاً على "الجزيرة مباشر مصر" بشكل متواصل. وتخرج معظم الأعضاء وإلتحق كثيرون منهم بالجيش لأداء الخدمة العسكرية.


وهنا يُطرح سؤالٌ: إذا كان من المفترض أن يكون الاتحاد ممثلاً للطلاب ويسعى للحصول على حقوقهم التعليمية والصحية والحقوق المتعلقة بالسكن الطلابي وغيرها من الملفات، فمن يقوم بهذا التمثيل الآن؟


الإجابة أن الجامعة لا تعترف بأعضاء الاتحاد الذين تخرجوا، فيما يقول نشطاء طلابيون إن الجامعة تجمع حولها فئة من المجموعات الطلابية المؤيدة للنظام قبل اتخاذ القرارات، كواجهة تجميلية. كما أن رئيس جامعة القاهرة، جابر نصار، قرر منع الأطراف التي تمارس أنشطة سياسية ولها ظهير حزبي من ممارسة فعالياتها في الجامعات.


لكن هل تقوم الحركات الطلابية غير المؤيدة للنظام، بتعويض دور الإتحاد؟ ليس تماماً. فمن خلال الحديث مع النشطاء يتبين أن هذه الحركات تواجه مشكلة من حيث التواصل مع أعضائها، وعقد ندوات تثقيفية لإقناعهم بأن العمل الطلابي، وإن كان يشتمل على توعية سياسية فهو يختلف عن العمل السياسي، لكن البعض لا يتفهم ذلك، ويعتقد انه سيسقط النظام من خلال النضال داخل ساحات الجامعة.


وما يؤكد ذلك، أنه خلال فترة رئاسة مرسي كانت الأجواء هادئة على الصعيد السياسي والثوري، وكانت لدى الحركات الطلابية فرصة لصياغة رؤية واضحة، والانشغال بالعمل الطلابي، لكن ذلك لم يحدث. ولم ينجح المهتمون بصياغة القانون الطلابي حتى في تمريره.


في أعقاب الإطاحة بمرسي أصبحت الحركات الطلابية مشغولة بمتابعة أمور الطلاب المعتقلين، والسعي لإجراء الامتحانات لهم فى أقسام الشرطة والسجون، ومتابعة قضاياهم لمحاولة الإفراج عنهم، ونجحت فى ذلك بالفعل بشكل كبير، لكن في بعض الأوقات تم اعتقال النشطاء الذين كانوا يتابعون ملف المعتقلين. 

لكن لو حدث تغيير فى المشهد السياسي، هل تخطو الحركة الطلابية المصرية خطوة إلى الأمام؟ لا توجد مؤشرات قوية على هذا، فعدم وجود رؤية واضحة لدى الحركات حول المطالب التى تسعى من أجلها يعرقل هذه الخطوة، فمثلاً ليس لدى الحركات رؤية مفصلة حول مواصفات الأمن المدني، المكلف بحراسة الجامعة. وعندما جاءت شركة أمن مدنية "فالكون" أعلنوا عن رفض وجودها.


كما أن كوادر هذه الحركات التي بدأت نشاطها بعد ثورة كانون الثاني/يناير، واستطاعت الفصل بين العمل الطلابي والعمل السياسي، بات أمر تخرّجها مسألة وقت، بالإضافة إلى أن ارتباط معظم الحركات بأحزاب سياسية سيجعل النشطاء ينشغلون بالعمل الحزبي وانتخابات الرئاسة والبرلمان، ويفضّلون العمل الثوري والحصول على النتائج بسرعة.


حتى الاخوان المسلمين المعروفين بنشاطهم الكبير، ربما يعودون إلى الطريقة التي يتبعونها عادة في الجامعات، والمتمثلة بخوض الانتخابات الطلابية وحصد مقاعدها، وتشكيل المجموعات الثقافية وتنظيم الرحلات، التي يقول متابعون إن هدفها في المقام الرئيسي منها هو استقطاب أعضاء جدد للجماعة.


يتوقع نشطاء طلابيون أن تتآكل الحركة الطلابية مع مرور الوقت، فهي غير مبنية على أسس قوية، وتبقى الجامعات مجرد مكان يذهب إليه الطلاب لتلقي المحاضرات واجتياز الاختبارات، وسط إجراءات أمنية مشددة، من دون الحصول على حقوق في تعليم أكثر جودة، أو مناخ أكثر حرية للتعبير عن الرأي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها