السبت 2014/09/13

آخر تحديث: 13:43 (بيروت)

تركيا.. الأمن القومي يمنع الانضمام إلى التحالف الدولي

تركيا.. الأمن القومي يمنع الانضمام إلى التحالف الدولي
ترفض تركيا الانخراط إلى جانب مقاتلي حزبي العمال والاتحاد الكرديينن (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

بعد رفض الوفد التركي إدراج اسم بلاده على البيان الختامي لمؤتمر محاربة الإرهاب في جدة وامتناع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن المشاركة في الصورة التذكارية الجامعة.. يظهر البرود التركي جلياً وواضحاً تجاه جدية مشاركة تركيا في الضربات العسكرية ضد داعش، لاسيما وأنها بلد يشترك بحدوده مع سوريا والعراق.

وبغض النظرعن الدور الذي كانت تلعبه تركيا خلال السنوات الثلاث الماضية تجاه كل الأحداث الدائرة في سوريا، إلا أنها لا تريد الظهور علناً في مواجهة عسكرية مع جيرانها، ولا تريد تعريض رعاياها المختطفين في الموصل  لدى داعش إلى أي احتمال للخطر. وبالتالي فإن زيارة كيري إلى أنقرة، الجمعة، لم تتكلل بالنجاح المرجو من الإدارة الأمريكية.


خروج الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي منفرداً دون نظيره التركي يوصل رسالة سلبية عن الموقف التركي تجاه هذه الحرب، وقناعة كبار القادة الأتراك أن الحملة العسكرية على داعش لا تكفي وحدها لإعادة الاستقرار في المنطقة. فمحاربة مثل هذه التنظيمات على الطريقة الأميركية أثبتت فشلها منذ أيام جورج بوش الابن، من أفغانستان إلى العراق.


وليس خوف تركيا على رعاياها المحتجزين لدى داعش هو السبب الوحيد لتمنّعها عن الاشتراك في هذه الحرب، إذ إن الأحداث في شمال العراق، وتراجع قوات البيشمركة الكردية في البداية أمام داعش وتهديد أربيل ذاتها وهي عاصمة إقليم كردستان، دفع أربيل إلى الاستعانة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني المتواجدين في جبال قنديل في شمال العراق، كما بمقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا.


هذان الحزبان تخوض معهما تركيا حرباً وصراعاً تاريخياً كبيراً، وبالتالي فإن أي تحالف دولي ضد الإرهاب يعني انخراط أطرافه، ومنهم تركيا، جنباً إلى جنب مع مقاتلي حزبي العمال والاتحاد الكرديين، وهذا في منتهى الخطورة بالنسبة لفلسفة الأمن القومي التركي، لاسيما بعد تطورات الحرب الكردية ضد "الدولة الإسلامية"، التي دعمت بقاء حزب العمال الكردستاني مسلحاً، ليس فقط للدفاع عن المطالب الكردية في تركيا، بل لمساندة أكراد شمال العراق وأكراد سوريا، بما يحوله مستقبلاً إلى قوة إقليمية تزيد من تأثيره وبالتالي ضغطه على تركيا.


من جهة ثانية، ترفض أنقرة أن تكون وسيلة غير مباشرة لتقوية حكومة بغداد من خلال محاربة داعش، والتي يعتمد جيشها بنسبة 95 في المئة على الشيعة، حسب وزير الخارجية جاوش أوغلو، وبالتالي تطرح مصيراً مجهولاً لوجهة استخدام السلاح في الأيام المقبلة.


تركيا حاضرة ومستعدة دائماً لتقديم مساعدات إنسانية. هو تصريح قاطع بعدم التعاون العسكري من جهتها، إلا أنها وضعت احتمال السماح للتحالف باستخدام قاعدة أنجرليك في جنوب البلاد لأغراض لوجستية فقط، مع مراقبة عالية تجهز لها القوات التركية لحماية أرضها.

إذاً، لم يجد كيري ما يقوله عقب الجولة التركية. التقى جاوش أوغلو، ثم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأخيراً رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو، واكتفى قبل مغادرته بالقول إن التحديات والتهديدات التي يمثلها العراق، وسوريا، كبيرة. "الولايات المتحدة الأميركية وتركيا شريكان مهمان وبالتأكيد داخل الحلف الاطلسي وإنما ليس فيه وحسب" قال الوزير كيري. وأوضح ديبلوماسي أميركي "على ما يبدو هناك حساسيات في الجانب التركي ونحن نحترمها". لكن، في مقابل ذلك، يقول مسؤولون أميركيون، إن أنقرة تفضل التحرك خلف الكواليس، والتحفظات التركية هي أمر عادي، ولا تعني أبداً وجود خلافٍ حول قضية التحالف ضد داعش.
increase حجم الخط decrease