الخميس 2014/10/02

آخر تحديث: 17:54 (بيروت)

تركيا: تهديدات قبيل تصويت البرلمان على التدخل في سوريا

تركيا: تهديدات قبيل تصويت البرلمان على التدخل في سوريا
أوغلو: "الشعب الجمهوري" مع "داعش" إذا رفض تفويض الحكومة (الأناضول)
increase حجم الخط decrease

تجتمع مكونات السياسة التركية وأقطابها في الدولة، وتدور السجالات وتكثر التصريحات، وتزداد ردود الافعال بالنفي والتأكيد. ففي حفل الاستقبال الذي أقيم في انقرة، في مقر البرلمان التركي، بمناسبة بدء السنة التشريعية الجديدة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه بعد موافقة الجمعية العامة للبرلمان على مذكرة التفويض المتعلقة في التدخل البري في سوريا، ستعقد قمة أمنية تتناول مسألة مقاومة "داعش"، نافياً في الوقت ذاته ما أُثير مؤخراً عن أن ضريح سليمان شاه، في سوريا قد تمت محاصرته من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، واصفاً تلك الاخبار بـ"المزاعم المختلقة".

ولم يخل نفي أردوغان من تهديد واضح وصريح لأي مساس محتمل بالضريح،  الأمر الذي استدعى أن يخاطب البرلمان ويطالبه بإظهار الحساسية اللازمة حيال الموضوع، معتبراً أن تركيا تتعرض لتهديد كبير الآن.


يتزامن وعيد أردوغان مع تعهد الجيش التركي بالدفاع عن جنوده الموكلة إليهم مهمّة حراسة الضريح. ويتجلى ذلك بما قاله رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال نجدت أوزيل، في رسالة وجهها لعشرات من الجنود هناك. وجاء فيها  "أنتم لستم وحيدين هناك. كونوا على ثقة أن خبراً واحداً يصلنا منكم، ستجدون القوات المسلحة التركية إلى جانبكم فوراً". وأضاف إن "خلفكم الأمة التركية العظيمة، ولا تنسوا أنه يوجد خلفكم 76 مليون مواطن، عيوننا وآذاننا وقلوبنا دائماً معكم".


الجدير بالذكر أن "اتفاقية أنقرة"، التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي (البرلمان)، والحكومة الفرنسية، المنتدبة على سوريا، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين، وأفضت إلى تبادل الأسرى، تنص على أن منطقة ضريح "سليمان شاه"، الذي كان في قلعة جعبر، قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة، نتيجة إقامة سد الفرات في مدينة الطبقة في الرقة عام 1973  هي أراضٍ تركية.


في الوقت نفسه، وجه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، تحذيراً مباشراً لزعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كليشدار أوغلو، من مغبّة تعطيل قرار تفويض الحكومة بالتدخل في سوريا بقوله: "أقول محذرا من الآن، إذا صوت حزب الشعب الجمهوري، برفض مذكرة التفويض الخاصة بالأحداث في سوريا، والعراق، في الجمعية العامة للبرلمان يوم الخميس، سيُعتبر بذلك مؤيداً لداعش"، في حين يكتفي أردوغان في رده على موقف زعيم المعارضة التركية، الذي أعلن أنهم سيصوتون بـ"لا" على مذكرة الحكومة، بقوله "كل كتلة نيابية لأي حزب بالبرلمان لها قناعتها الشخصية، والنتيجة ستظهر بعد انتهاء الجلسات المزمع عقدها".


في المقابل، أعرب داود أوغلو عن شكره لزعيم حزب "الحركة القومية" المعارض، دولت بهشتلي، لموقفه الايجابي من المذكرة.


من جهة ثانية، اكدت تركيا على لسان وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، أنها كدولة مستعدة للقيام بأي عمل من "أجل أمنها القومي"، إضافة إلى اتخاذها كافة التدابير في الداخل والخارج ضد أي هجوم أو تهديد محتمل على ضريح سليمان شاه في سوريا، إلى جانب الاصرار على إقامة منطقة حظر جوي من أجل تأمين المنطقة تجاه أي خطر.


وفي انتظار قرار البرلمان التركي تجاه التدخل العسكري البري للقوات التركية في سوريا، صرّح نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية"، مصطفى ألي طاش، أن مذكرة التفويض الموحدة المتعلقة بسوريا، والعراق، ستناقش في الجمعية العامة للبرلمان، مشيراً إلى أن جلسات المناقشة "ستكون علنية على الأغلب".


وفي خبر مرافق للحديث عمّا يجول بين القادة الأتراك هذه الايام وما إن كانت السياسة التي يتبعونها قد أثرت في شعبيتهم، أجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، دراسة غريبة لنسب الإعجاب بالسياسيين الأتراك، والتغيرات التي طرأت عليها بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ليحصد أردوغان نسبة إعجاب تساوي نسبة الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية الاخيرة وهي 51 في المئة تقريباً، ويتبعه بنسبة إعجاب وصلت إلى 42.7 في المئة، برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في حين حصل رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلشدار أوغلو، على نسبة 28.5 في المئة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها