الأحد 2014/04/06

آخر تحديث: 22:13 (بيروت)

حلب تفقد اضرحتها الصوفية

الأحد 2014/04/06
حلب تفقد اضرحتها الصوفية
ترجيحات أن يكون عناصر داعش المنضمون للنصرة خلف عمليات الهدم (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
 انتشرت مجموعات تابعة لـ"جبهة النصرة" في مدينة حلب، بعيد فترة قصيرة، من دخول الجيش الحر إليها منذ عامين. وذلك بغرض المشاركة في القتال إلى جانب قوات المعارضة في مواجهة قوات النظام.

مجموعات "جبهة النصرة"، التابعة تنظيمياً للقاعدة، سرعان ما بدأت في تخريب وهدم الأضرحة والمزارات التي بنيت لكبار مشايخ الصوفية في مدينة حلب. حيث قام مسلحوها في شهر رمضان للعام 2012 بنبش ضريح الشيخ "محمد أديب حسون" في حديقة جامع أسامة بن زيد في حي "أغْيُّر" وسط المدينة. كما قاموا أيضا بتخريب ضريح الشيخ ريح، أحد كبار شيوخ الصوفية في منطقة أعزاز. في مرحلة لاحقة، قام مسلحو التنظيم بتدمير مقام الشيخ محمد جرابة في حي صلاح الدين. كل ذلك تسبب في إثارة السخط لدى سكان حلب. مما دفع الشيخ أبو الهدى اليعقوبي، وهو من مشايخ الصوفية القلائل المناهضين للنظام السوري، إلى دعوة "جبهة النصرة" للتوقف عن هدم الأضرحة، خشية انتشار الفتنة بين المسلمين. وكان أن لاقت هذه الدعوة تجاوباً نسبياً من الجبهة، حيث أوقفت حينها عمليات الهدم للأضرحة والمقامات.
 
في ربيع العام 2013، حصل الانفصال بين "جبهة النصرة"، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". ولم يتأخر مسلحو التنظيم المنشق عن "جبهة النصرة"، في استعادة نهجهم في هدم الأضرحة والمقامات. اشتدت وتيرة تلك الممارسات مع بداية المواجهة، بين عموم فصائل المعارضة المسلحة من جهة، و "داعش" من جهة أخرى. 
 
استهدفت "داعش" المساجد التي دفن فيها شيوخ الصوفية أو تضم قبوراً للصحابة والتابعين. وعلى سبيل المثال، فجّر تنظيم الدولة الإسلامية المسجد الذي يضم رفاة الشيخ عقيل المنبجي، في مدينة منبج بريف حلب. كما فعلوا الأمر ذاته مع مسجد قرية الشيخ هلال في ريف حلب الشمالي، وجامعي أويس القرني وعمار بن ياسر في مدينة الرقة.
 
منذ أيام قليلة، لم تنفع مناشدات أهل حي البياضة الحلبي، في منع مسلحي "جبهة النصرة" من هدم مسجد الشيخ محمد حطط. رغم تأكيدهم بأن رفاة الشيخ الجليل مدفونة خارج مسجده، ولا تتم زيارتها أو التبرك بها.
 
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن إشاعات تنتشر بين السكان تشي بأن مسلحي "جبهة النصرة"، يعتزمون تخريب قبور كل من الشيخ عبدالله سراج الدين ووالده نجيب سراج الدين، اللذين يعتبران أهم شيوخ الصوفية المعاصرين في حلب.
 
يرجح أن تكون المجموعات التي قامت بعمليات الهدم والتخريب الأخيرة للأضرحة في حلب من تنظيم "داعش" والذين سبق وأعلنوا، إبان انطلاق المواجهات بين التنظيم وبقية الفصائل المسلحة، انشقاقهم عنه بسبب "بغيه" وتغريره بهم على حد زعمهم. يحدث ذلك، في ظل التحاق المنشقين بـ"جبهة النصرة"، الأمر الذي سيحمل الجبهة مسؤولية تصرفاتهم التي تخالف سياستها المتبعة في السنة الأخيرة والمتمثلة بعدم استثارة مشاعر السكان.
 
ليس من المستبعد أيضاً، أن تكون بعض هذه المجموعات قد انشقت عن "داعش" والتحقت بالنصرة بناء على تعليمات من قيادة تنظيم الدولة الإسلامية. فهي تسعى بلا شك، إلى زرع الشقاق، بين السكان وعموم كتائب الجيش الحر من جهة، و"جبهة النصرة" من جهة ثانية. وخاصة بعد مشاركة النصرة في القتال ضد "داعش"، بشكل فعال في ريف حلب الشرقي وريف الحسكة ومناطق دير الزور والرقة.
 
increase حجم الخط decrease