الخميس 2014/03/06

آخر تحديث: 05:36 (بيروت)

أوكرانيا: شرعية القرم او كييف

الخميس 2014/03/06
أوكرانيا: شرعية القرم او كييف
قرار انضمام القرم لروسيا جاء مفاجئاً للقيادة الروسية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
استمر تباين الموقف الروسي وازدواجية معاييره وتقبله لحكومة الأمر الواقع التي تم تشكيلها في شبه جزيرة القرم، الذي أفضى أخيراً الى قرار أصدره المجلس الأعلى لـ"جمهورية القرم" القاضي بانضمامها الى روسيا، وتحديد موعد السادس عشر من آذار للاستفتاء المتعلق بالانضمام إلى روسيا أو العودة للوضع ما قبل الأحداث الأخيرة في ظل دستور القرم لعام 1992، الذي ينص على أن القرم جزء من أوكرانيا.

الغريب تحديداً هو تعامل روسيا مع الحكومة القائمة في القرم، التي وصلت إلى الحكم بعدما استولت مجموعة من الانفصاليين على مباني السلطة بقوة السلاح، وفرضت سيطرتها على النقاط الحساسة الأساسية في العاصمة سيمفيروبل، وميناء سيفاستوبل، مرسى الأسطول العسكري الروسي المطل على البحر الأسود، واعتبارها حكومة شرعية تعبر عن إرادة "شعب القرم"، برغم أنها وللاسباب نفسها اعتبرت الحكومة الأوكرانية الجديدة غير شرعية ورفضت الاعتراف بها، مطلقة عليها اسم "سلطة كييف" لتنزع عنها أي حق بتمثيل إرادة الأوكرانيين، ولتوصمها بسلطة المتطرفين، التي تمارس استفزازات و"انتهاكات" لحقوق الإنسان، والمرتبطة بالخارج.
 
ويأتي قرار انضمام القرم لروسيا على شكل مفاجأة تلقتها القيادة الروسية، إذ يذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تبلغ بقرار "المجلس الأعلى لجمهورية القرم"، دون الإشارة لأي رد فعل روسي، وخصوصاً أن تصريحات المسؤولين الروس تركزت في الفترة الماضية على ضرورة انتظار نتائج الاستفتاء مع التنويه بأنه قد يتم قبل موعده السابق في نهاية الشهر الحالي، وطلبت من المجتمع الدولي احترام إرادة الشعب "القرمي"، في ذلك.
 
اجتماع "المجلس الأعلى" الذي أصدر القرار، كان السبب في تأجيل زيارة مقررة لوفد برلمان القرم إلى روسيا، للتباحث مع "الشركاء" الروس حول مسألة الانضمام، وهو الأمر الذي يشكل أهمية أكبر حسب المنطق، لأن لموسكو قرارها في هذا الشأن أيضاً، وعلى الميالين للانضمام استفهام موقفها حياله، إلا أن موسكو أجلت البت في اتخاذ القرار لما بعد الانتهاء من الاستفتاء، حسبما ذكر رئيس لجنة رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما، ليوند سلوتسكي،الذي أكد أن كافة الكتل البرلمانية في مجلس الدوما الروسي تؤيد اليوم وحدة أراضي أوكرانيا، مع تنويه بأن نواب الدوما يتفهمون لماذا يطرح سكان القرم مثل هذا الاستفتاء.
 
وللوقوف على أسباب إصدار هذا القرار في الوقت الذي يجري فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظرائه الأوربيين، إضافة إلى لقاءات عديدة أجراها مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول الوضع في أوكرانيا والتي انتهت دون نتائج، فسيكون من الطبيعي أن ينظر إلى القرارعلى أنه يهدف إلى منح الوقت لموسكو لإجراء مباحثاتها الداخلية "الروتينية" في دوائرها، في تزامن يجعل الحلم الروسي بالاستيلاء على القرم "قانونياً" من حيث الشكل، ويمنع كييف "قانونياً" من الطعن أو حتى استنكار قرار الضم، ولتجبرها على المساومة.
 
أهمية شبه جزيرة القرم بالنسبة لروسيا، وأولوية بقاء الأسطول العسكري الروسي على البحر الأسود ليكون حامي الخاصرة الروسية من الغرب، أمر بات معلوماً للجميع، لكن ما يوازيه في الأهمية هو خطر العقوبات التي تلوح بها أوروبا، وهو ما يشكل أهمية لدى أصحاب المال في روسيا بعيداً عن مراكز نفوذها، وهو الأمر الذي من الممكن أن يزعزع الموقف الروسي، وآخر الأمثلة على ذلك بعدما انتشر خبر فرض الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين روس، سارعت الأسهم الروسية للتهاوي، لتسجل ثاني سقوط للأسهم السوقية الروسية خلال أسبوع واحد، وما يعني خسارة مليارات الدولارات مع انحدار يعاني منه الروبل الروسي. 
 
هي كلها مخاوف ستقلق الشركات الروسية التي تمد أوروبا بالغاز والكهرباء والمواد الخام ، وهو ما ينذر الإدارة الروسية بأن العواقب قد تكون على عكس الآمال.
 
increase حجم الخط decrease