الإثنين 2014/03/10

آخر تحديث: 01:08 (بيروت)

يهود أوكرانيا يناشدون بوتين..الكفّ عن الكذب!

الإثنين 2014/03/10
يهود أوكرانيا يناشدون بوتين..الكفّ عن الكذب!
مؤيدون لروسيا يعتدون على أحد المتظاهرين في سيفاستوبول (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
 "نحن متيقنون بأنك لن تكون مضَللاً، أي أنك تختار بنفسك وبعناية هذا الكم الهائل من الافتراءات الباطلة عن أوكرانيا، وأنت تعرف حق المعرفة بأن الكلمات التي قيلت في المؤتمر الصحافي لفيكتور يانوكوفيتش الذي عقده بعد التوقيع على الاتفاق المعروف مثيلة: " ... كييف مكتظة بالمسلحين، الذين بدأوا بتدمير المباني وأماكن العبادة والكنائس،  المواطنون الأبرياء يعانون هناك، الناس تتعرض للسرقة و القتل في الشوارع " هو محض كذب من الكلمة الأولى وحتى الأخيرة".
 
هكذا صاغ يهود أوكرانيون رسالتهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الموقعة باسم الشعب المتعدد القوميات في أوكرانيا، وبالنيابة عن مجتمع الأقليات القومية والدينية، والجالية اليهودية، قائلين:"لقد ذكرتم أن روسيا تريد الدفاع بوجه السلطات الأوكرانية الحالية عن حقوق السكان الناطقين بالروسية في شبه جزيرة القرم و أوكرانيا عموماً.. نذكركم ولأسباب تاريخية ، بأن اليهود أيضاً يتصلون بشكل أساسي بالناطقين بالروسية، لهذا فإن وجهة نظرنا فيما يحدث تزن الأمور بدرجة أبسط بكثير مما يدعيه مخبريك ومستشاريك".
 
بعيداً عن التمثيل الرسمي أو الشعبي الحقيقي، فإن هذه الرسالة، تعد إحدى وجهات النظر أو شكلاً من أشكال ميول بعض اليهود الأوكرانيين الذين أكدوا لمرات عديدة انتماءهم للشعب الأوكراني باختلاف شرائحه، مع تنويههم بإدراكهم للأخطاء المرتكبة من قبل مجموعات صغيرة بحق فئات معينة في المجتمع دون أن يوصموا أولئك الأشخاص بالفاشيين أو النازيين الجدد.
 
ويبرز الجانب الآخر وجهه في نداء نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أطلقه موشيه رؤوفين أزمان، أحد حاخامات اليهود في أوكرانيا، طلب فيه من اليهود مغادرة مركز المدينة، أو حتى مغادرة البلاد إن أمكن: "لا أقصد أن أدبّ الذعر، ولكن هناك تحذيرات مستمرة بشأن نوايا لمهاجمة المؤسسات اليهودية"،. أزمان قام بإغلاق مدارس الجالية اليهودية في أوكرانيا، متعللاً بأن السفارة الإسرائيلية طلبت من أفراد الجالية اليهودية تجنب الخروج من المنازل، خشية التعرض لاعتداءات.
 
نداءات الحاخام أزمان لاقت مرادفات لها، في تصريحات لرئيس منظمة "المظلة" ليهود أوكرانيا الذي وصف الأوضاع في كييف بـ"الكارثة"، وأفاد لوسائل إعلام عبرية "لقد اتصلنا بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وطلبنا النجدة لتأمين المجتمع اليهودي".
 
اختلاف اليهود في أوكرانيا، بين ثائر أو موال لنظام يانوكوفيتش المدعوم من روسيا، وبين من يعد التدخل الروسي في أوكرانيا حماية ومن يصفه احتلالاً، هو اختلاف طبيعي لأحد مكونات المجتمع الأوكراني، لكن الكرملين أراد أن يزيد من قلق العالم حيال ما يحدث في أوكرانيا، ناعتاً المتظاهرين في ميادين كييف بالفاشيين ومتهماً إياهم بـ"معاداة السامية"، في توجه لقلب معايير الدعم الشعبي العالمي لحرية الأوكرانيين، لتخلق موسكو ورجالاتها في أوكرانيا جواً من التوتر والقلق يرتبط بالمخاوف المباشرة للشعوب، لدى قيام احتجاجات أو ثورات في مناطق تعاني من أنظمة ديكتاتورية.
 
ويتلاقى الموقف الروسي الحالي مع موقف الساسة في تل أبيب الذي لجأ، لعقود، إلى بث الرهبة في قلوب الأوكرانيين اليهود لحثهم على الهجرة لفلسطين المحتلة، برغم أنه من الشائع عن اليهود في تلك البلاد ميلهم للهجرة للولايات المتحدة. ويتجلى الترابط في موقف الطرفين حيال الأزمة الأوكرانية في صمت الزعماء الإسرائيليين عن ما أسمته علانية حليفتهم الولايات المتحدة بالاحتلال الروسي لمناطق من أوكرانيا، وهو ما أورده الكاتب أنشيل بفيفير في صحيفة هآرتس تحت عنوان (بوتين لن يستطع الاعتماد على يهود أوكرانيا، ولكنه سيعتمد دوماً على إسرائيل)، إذ يقول: "في هذا الصراع، أصبحت إسرائيل ملاذاً آمناً، كمنطقة محايدة، فالأوكرانيون باتوا يخشون أن يبقوا موجودين في بلد لن يبقي على رؤوسهم، ومع أن العديد منهم يملكون بيوتاً في غرب أوروبا، وخاصة في لندن، ولكنهم طرحوا تساؤلاً منذ أن بدأ الاتحاد الأوروبي مناقشة تجميد أصول المقربين من النظام القديم، وهو لماذا المجازفة؟ إسرائيل تبعد بضع ساعات طيران من أوكرانيا، وهناك الكثير من الناطقين بالروسية لا شيء يدعو للقلق بشأن أي عقوبات، فإسرائيل لن تتخذ أي خطوة من شأنها أن تثير غضب أي من الجانبين، بما في ذلك عدم إدانة احتلال بوتين لأوكرانيا".
 
increase حجم الخط decrease