الجمعة 2014/11/28

آخر تحديث: 18:41 (بيروت)

مظاهر اليوم الاول من "انتفاضة الشباب المسلم"

الجمعة 2014/11/28
مظاهر اليوم الاول من "انتفاضة الشباب المسلم"
الهتافات كانت "السيسي باطل"، و"ديني بعشقه، ولو كل الدنيا ضده، أنا هنصره"، و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية..هوية إسلامية" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تلبية لدعوة "الجبهة السلفية"، نظّم مئات النشطاء الإسلاميين تظاهرات في مناطق مختلفة من القاهرة وباقي المحافظات المصرية، ظهر الجمعة. الدعوة صدرت قبل أيام للنزول إلى الشوارع ورفع المصاحف، تأكيداً على "هوية مصر الإسلامية"، واعتراضاً على النظام، لكنها لم تشهد مشاركة جماهيرية واسعة، على الرغم من حدوث اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، واستهداف لقيادات أمنية.

بدأ اليوم بمقتل أحد ضباط القوات المسلحة، وإصابة اثنين من أفرادها، في منطقة جسر السويس شرقي القاهرة. وقال الجيش في بيان نشرته الصحف، إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة "ملاكي" بدون لوحات، أطلقوا النار عليهم وهربوا بسرعة، ومازالت القوات تمشط المنطقة بحثاً عنهم.

خرجت التظاهرات بعد صلاة الجمعة، من المساجد نفسها، المستخدمة للتجمع بغرض التظاهر، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. منطقتا المطرية وعين شمس شرق القاهرة، تصدرتا مشاهد الاشتبكات كالعادة، التي أفضت إلى سقوط ثلاثة قتلى من المتظاهرين. لتنضم منطقة الشاطبي في الإسكندرية إليهم، بعد وقت قصير.

وبحسب شهود عيان، فقد لجأ متظاهرو المطرية إلى الشوارع الجانبية، بعد أن فتحت عليهم قوات الأمن نيرانها، وهو ما حدث أيضاً مع متظاهري منطقتي الهرم وفيصل بالجيزة. وحلقت طائرات عسكرية فوق هذه المناطق لتحديد أماكن التجمعات، وتسهيل مهمة تعقبهم من قبل قوات الشرطة. وقطع مجهولون عدداً من الطرق الرئيسية أهمها "الطريق الدائري".

أما خارج القاهرة، فخرجت تظاهرات في بني سويف وكفر الشيخ والإسكندرية، وفضّت الشرطة تظاهرات الحوامدية والشرقية، وقبضت على متظاهرين في الإسكندرية.

ولا يعرف على وجه الدقة، ما هي القوى المشاركة في الفعاليات، فالمتظاهرون يرفعون شعارات موحدة، وأبرز هتافاتهم كانت "هي لله هي لله"، و"السيسي باطل"، و"ديني بعشقه، ولو كل الدنيا ضده، أنا هنصره"، و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. هوية إسلامية". واختفت المشاركة النسائية بعد تحذيرات من النزول، خوفاً عليهن. أغلب الحضور كان من الشباب الذي لا يتجاوز عمره 35 عاماً، وغلبت عليهم طريقة "الأولتراس" والهتافات الحماسية، واستخدام الألعاب النارية.

ومن التصرفات المستغربة، أن الأهالي، "المواطنين الشرفاء" بحسب القنوات المصرية الموالية للنظام، لم يتدخلوا في الاشتباكات، ولم يكونوا في مساندة الشرطة، كما هو حالهم في أغلب الأحوال، بل حتى لم تبدو على أغلبهم مظاهر الفرح بفض الشرطة للمتظاهرين.

لم تمهل القوات أياً من المسيرات، وقامت بفضها خلال دقائق. واعتمدت في بعض الأماكن على حصار المشاركين أولاً، عبر إغلاق الشارع من مداخله، لينزل بعدها الجنود الملثمون، مدججين بالسلاح للقبض عليهم، ثم تقوم بتمشيط المناطق وتفتيش البيوت والأسطح.

خلال النهار، استهدف مجهولون قوة أمنية في محافظة الشرقية، ما أسفر عن إصابة ضابط شرطة وعدد من الجنود، وأصيب ضابط جيش في القليوبية في حدث مشابه. وحسب مصدر عسكري، فقد أصيب ضابط برتبة رائد بقوات الصاعقة البحرية، بطلق ناري من سطح عمارة بمنطقة الشطبي في الإسكندرية. فيما قامت قوات الصاعقة بمداهمة العمارة لضبط "الجناة".

وتوالت الأخبار عن تفكيك العديد من القنابل في مناطق متفرقة من القاهرة والمحافظات الأخرى، وذكرت الداخلية أنها فككت ثماني عبوات متفجرة. وانفجرت قنبلة بدائية الصنع بالقرب من قصر الإتحادية الرئاسي بمنطقة مصر الجديدة دون وقوع إصابات. وأعلنت الداخلية أنها قبضت على 145 متظاهراً، بينهم 17 في منطقة المطرية.

ومنذ الصباح الباكر، لم تتوقف القنوات عن متابعة الحدث، وبثت الفضائيات الموالية للنظام صوراً لميادين فارغة وأخرى لتجمعات صغيرة لأنصار السيسي. وبث التلفزيون المصري أغاني وطنية في الفواصل بين التغطية التي بدأها منذ وقت مبكر. وعاد لوغو "مصر تحارب الإرهاب"، إلى الشاشات من جديد، وهو كان قد اشتهر في أعقاب 30 حزيران/يونيو، وفض ميدان رابعة العدوية.

بخلاف المناطق التي شهدت تظاهرات، بدت شوارع القاهرة أهدأ من المعتاد، كما أن التكثيف الأمني في الشوارع ومحطات المترو كان لافتاً للنظر أيضاً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها