الإثنين 2014/01/27

آخر تحديث: 02:24 (بيروت)

جنيف 2 في حلب .. بين الألم والأمل

الإثنين 2014/01/27
جنيف 2 في حلب .. بين الألم والأمل
مؤيدو النظام يرون أن المفاوضات ستنتهي باقتناع المجتمع الدولي بضرورة دعم النظام (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
في الوقت الذي تتناقل فيه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام تفاصيل ما يجري في جنيف حيث يجتمع ممثلو النظام والمعارضة، تستمر المعارك الطاحنة على مختلف جبهات مدينة حلب بين الفصائل المعارضة من جهة وقوات النظام من جهة ثانية.
 
وعلى الرغم من حديث وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، قبل ذهابه إلى جنيف عن ترتيبات أمنية تمهد لوقف إطلاق نار جزئي في مدينة حلب، فإن قوات النظام لا تزال تحاول التقدم على أكثر من محور في المدينة، في محاولة منها لتشتيت قوات المعارضة واستغلال انشغالها بالحرب التي تخوضها ضد تنظيم "الدولة لإسلامية في العراق و الشام".
 
في موازاة ذلك، تستمر معاناة السكان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جراء تعرضها لقصف البراميل المتفجرة، الذي يستهدف مختلف الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الثوار.
 
تواصل القصف يُشعر السكان بعدم جدوى عقد اجتماعات تفاوضية بين وفد المعارضة ووفد الحكومة السورية.
لا يبدو أبو أحمد ياسرجي، وهو صاحب مكتبة في حي "الشعار"  الذي يقصف بالبراميل المتفجرة بشكل شبه يومي، مقتنعاً بجدوى عقد مؤتمر دولي في جنيف لمناقشة الأزمة في سوريا.
 
من وجهة نظره، "الصراع في سوريا أصبح صراع وجود، فلا يمكن أن يتعايش هذا الشعب الذي بات يتعرض للإبادة يومياً مع النظام الذي يسعى لإبادته". ويضيف "كل ما يتم الحديث عنه في هذه الأيام ليس إلا فقاعات إعلامية منتهية المفعول لا تختلف بشيء عن الأحاديث والاجتماعات التي تلت ضربة الكيماوي في غوطة دمشق الشرقية، واجتماعات وزراء الخارجية العرب ومجموعة أصدقاء الشعب السوري”.
 
ويرى ياسرجي أن "هذا النظام سيبقى متمسكاً بالسلطة إلى آخر لحظة ولن يتركها إلا بالقوة، وسيدفع ثمن ذلك الشعب بسبب سكوت المجتمع الدولي ووقوفه مكتوف اليدين أمام هذه الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد والتي لم يشهد لها العالم مثيلًا".
 
بدوره، يوافق حسام قواص، وهو مقاتل في صفوف كتائب "نور الدين زنكي" المقاتلة على جبهة حي الشيخ سعد، أبو أحمد، في وجهة نظره، ولا يعقد آمالاً على اجتماعات جنيف، لكنه يستطرد قائلًا: "إن أي حل سيتم التوصل إليه سيكون فاشلاً إذا لم يضمن إزاحة بشار الأسد عن السلطة وحل جميع أجهزة النظام الأمنية ومحاكمة المسؤولين عن جرائم القتل والقنص والقصف العشوائي والتعذيب حتى الموت". وختم حديثه بالقول"دون ذلك لن يكون هناك سلام، وستسمر الحرب إلى ما لا نهاية".
 
على الطرف الآخر، في مناطق سيطرة النظام من مدينة حلب تحديداً، يعقد السكان آمالًا كبيرة على مؤتمر "جنيف 2". من يسموّن بالرماديين يعتقدون أن طرفي النزاع أصابهما الكلل والملل واقتنعوا تماماً بأن القتال لن يوصل لنتيجة لذلك فهم سيصلون إلى اتفاق يضع نهاية لهذه الحرب العبثية "كما يصفونها".
 
عبثية يختصرها مروان، وهو مهندس يقيم في حي الفرقان الخاضع لسيطرة النظام في حلب بالقول: "منذ أكثر من سنتين انطلقت المعارك في مدينة حلب، خلال شهرين أو ثلاثة سيطر مسلحو المعارضة على ثلثي المدينة شمالًا وشرقاً وجنوباً في مقابل تمترس قوات النظام في وسط المدينة وغربها". ويضيف "لم تحصل تغيرات هامة في خطوط الاشتباك خلال السنة والنصف الاخيرة، بعد محاولات كثيرة من الجانبين للتقدم باءت جميعها بالفشل"، معرباً عن اعتقاده بأن الطرفين قد اقتنعا ضمنياً بعبثية هذه الحرب التي لن تجر إلا المزيد من الدماء والدماء.
ومضى يقول: "يجب عليهما أن يعترفا بذلك، وأن يجنبا من تبقى من السكان في المدينة المزيد من المعاناة من خلال التوصل لاتفاق ما ينهي هذا الصراع".
 
أما مؤيدو النظام، فيرون أن مفاوضات جنيف ستنتهي "باقتناع المجتمع الدولي بضرورة دعم النظام في حربه على المجموعات التكفيرية التي جرت البلاد إلى الفوضى".
 
ياسين بابللي، صاحب محل ملبوسات في حي العزيزية الخاضع لسيطرة النظام في حلب، لا يتردد في القول إن "الدول التي دعمت المجموعات المسلحة بدأت تشعر بفشل مخططاتها الهادفة لتقويض نظام الحكم في سوريا، لذلك فهي تسعى للخروج بصيغة تحفظ ماء وجهها، لكن القيادة السورية على وعي تام بمخططات هذه الدول لذلك فهي ستتمكن من إفشال مخططاتها كما أفشلتها مراراً سابقاً".
 
بالنسبة لبابللي "لن يكون هناك أي معنى لمفاوضات تهدف إلى إسقاط النظام في سوريا، لأن النظام قاتل الإرهاب والتطرف خلال عامين ولم يسمح من خلال تماسك جيشه وأجهزته الأمنية بتمرير مخططات الدول المعادية فكيف سيسمح بذلك من خلال مؤتمر وبضع جلسات دبلوماسية"!
increase حجم الخط decrease