السبت 2014/10/25

آخر تحديث: 16:31 (بيروت)

الجيران الجدد في معبر القنيطرة يثيرون غيرة المستوطنين

السبت 2014/10/25
الجيران الجدد في معبر القنيطرة يثيرون غيرة المستوطنين
أحد أعضاء الحملة متنكرٌ على الحدود السورية ويحمل راية جبهة النصرة
increase حجم الخط decrease

شهران مرّا، تقريباً، على سيطرة مقاتلي المعارضة السورية، و"جبهة النصرة"، على معبر القنيطرة. المقاتلون الذين أطلق عليهم في إسرائيل "جيران جدد"، لم يثيروا المتاعب بعد. فالجيش الإسرائيلي أخلى النقاط القريبة منهم، في خطوة لا تحكمها الثقة والتنسيق الذي يُتهم المقاتلون السوريون به مع الإسرائيليين، بقدر ما يقال إنها سياسة نأي إسرائيلية تجاه الحرب التي تدور على بعد أمتار في سوريا.

"الجيران الجدد"، أثاروا غيرة المدنيين الذين يستوطنون في المناطق الشمالية، القريبة من سوريا. فالحكومة التي كانت تتقي شر أولئك المقاتلين، بتقديم خدمات طبية كبيرة لهم، وجدت نفسها أمام حملة احتجاج إسرائيلية واسعة، كان من أبرز عواملها تقليص الخدمات في شمال إسرائيل، مقابل ميزانية ضخمة لعلاج السوريين.


على مقربة من الحدود مع سوريا، وقف شخصٌ مقنّع، يحمل راية "جبهة النصرة"، داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل. لم يكن مقاتلاً حقيقياً في صفوف التنظيم المتطرف، بل أحد أعضاء حركة "شينوي كيفون" (تغيير الاتجاه) الإسرائيلية الاجتماعية.


تقود الحركة حملة الاحتجاج ضد هدر "المال على الحرب الأهلية السورية"، إذ يقول القائمون عليها إن تكلفة العلاج السنوية للمقاتلين والجرحى السوريين، التي خصصتها الحكومة الإسرائيلية لهم، تبلغ 33 مليون شيكل، ما يعادل 9 ملايين دولار أميركي.


"ليس سهلا أن تكون ثائراً سورياً.. القتال صعب، الطقس يزداد برودة، ليس هناك الكثير من ساعات النوم ولكن على الأقل المعنويات عالية. هكذا يكون الحال حين تعلم أنّه يحقّ لك الحصول على الخدمة الطبّية الطارئة الأفضل في البلاد، مجّاناً، متوفّرة بسهولة على بعد أمتار قليلة من الحدود"، يقول أعضاء الحركة. ويتساءلون: هل الأفضل أن تصاب على الجانب السوري قرب معبر القنيطرة، أم في إسرائيل؟


يلخّص أعضاء الحركة الإجابة بالقول: "ليس بعيداً من هناك، في كريات شمونة، ثمة مركز خدمات صحية يقدم العلاج لمنطقة إصبع الجليل وشمال الجولان، أي لأكثر من 60 ألف مواطن في إسرائيل؛  تم إغلاق مركز غسيل الكلى، وتم خفض ميزانية معهد تنمية الطفل. ومستشفى الطوارئ أغلقت"، أيضاً "تم إغلاق معهد الأشعة".


تقول التقارير إن قرابة 400 مقاتل ومدني، تلقّوا علاجاً في مستشفى "زيف" بصفد. أكثر من نصف أولئك مدنيون، وهم على حد السواء، مع المقاتلين، لا يسمح لهم في المكوث بإسرائيل كلاجئين، يتم ترحيلهم إلى أقرب نقطة آمنة عند حدود درعا أو القنيطرة، ومن ثم يتابعون مصيرهم وحدهم.


إن كان من الطبيعي أن السخاء الإسرائيلي على الجرحى السوريين، له أسباب كثيرة، فإنه من الصعب معرفة الاستراتيجية التي يقوم على أساسها، كما أنه من الصعب التكهّن بما تحصل عليه إسرائيل مقابل ذلك. لكن، على الأقل، هذا الاهتمام المثير فعلاً بجرحى الحرب السورية، يصبّ بشكل أو بآخر ضمن عملية استخباراتية، تمكّن الإسرائيليين من الحصول على أي معلومة. ففي سوريا حالياً، أي معلومة هي ذات قيمة وأهمية بالغة للإسرائيليين، لاسيما أن "حراس الحدود" من قوات النظام السوري، غادروا المنطقة، وحلّ مكانهم "جيران جدد"، كما تطلق عليهم وسائل الإعلام الإسرائيلية.


تلك المعلومات، كان للحصول عليها طرق عديدة، إحداها مسألة علاج الجرحى، التي حوّلت النقيب المنشق عن الجيش السوري، شريف الصفوري، وهو كان قائد لواء "الحرمين الشريفين" في صفوف المعارضة، إلى مسؤول عن الملف "الإنساني" والجرحى السوريين الذين يتلقون العلاج في إسرائيل، قبل أن تلقي "جبهة النصرة" القبض عليه بتهمة التعامل مع إسرائيل. إلى جانب أن قوات "الاندوف" التابعة للأمم المتحدة الموكل إليها مهمة مراقبة الحدود بعد اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، كانت تقوم بعمل مشابه يخدم سياسة التجسس الاسرائيلية على المعارضة السورية، من خلال توفيرها وسائل الاتصال بشبكة الانترنت، للمقاتلين والمدنيين في تلك المنطقة، عبر شبكات الاتصال الإسرائيلية، إلى جانب خدمات أخرى، مثل الكهرباء والماء. وهذه السياسة كانت تتبعها إسرائيل في كل حملة عسكرية على قطاع غزة، فتقوم ببث الانترنت بشكل مجاني للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات.


بالعودة إلى حركة الاحتجاج الإسرائيلية ضد الحكومة، ظهرت بوادر إذعان رسمية من الحكومة، إذ من المقرر أن يعقد، الأحد، اجتماع بين وزير الصحة الإسرائيلي ورئيس بلدية كريات شمونة حول هذا الموضوع.


الحملة تتسع؛ "من المريح أن تكون لاجئاً سورياً.. قررت الانضمام إلى المتمردين السوريين"، عبارات موحدة يكتبها الإسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي، يدعمها عضوان في الكنيست، ولا يبدو أنها ستتوقف بعد اجتماع وزير الصحة في كريات شمونة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها