"اللبنانية" تتجه لزيادة رسوم التسجيل

تبقى "الجامعة اللبنانية"، رغم كل ما يقال في مستواها وامكاناتها، أقرب إلى مؤسسة تعليمية شبه مجانية. اذ لا يدفع الطالب الذي يسجل فيها غير رسم تسجيل لا يتجاوز الـ250 ألف ليرة. على أن هذا الأمر يبدو، في السنتين الماضيتين، كأنه مطروح دائماً للمراجعة والتغيير. صحيح أن الزيادات، لم تقر قبلا، لكن طرحها وحده يثير علامات استفهام حول فائدة هذه الزيادة، وهي قليلة القيمة، وتتراوح بين 100 و150 ألف ليرة في مرحلة الليسانس، إزاء صورة الجامعة الوطنية كلمجأ للساعين لتحقيق صعود اجتماعي من خلال التعليم وخاصة من الطبقات غير القادرة مادياً على الانتساب إلى الجامعات الخاصة.

وهذه الزيادة، على قلتها، قد تضر بعض الطلاب، وخاصة مَن لا يرى أن "اللبنانية" تقدم له الكثير في مجال اختصاصه. وهذا ما يشكو منه حسن نجم، طالب كلية الفنون، اذ "تفتقد الجامعة إلى أقل المعدات التي تساعدني في اختصاصي. لذلك أضطر إلى الدفع من مالي الخاص، وهذا يعني أنني لا أحتاج إلى مصاريف اضافية، ولو كانت مئة ألف ليرة فحسب. لكن لو كانت هذه الزيادة تهدف إلى تأمين المعدات، فلا مشكلة. لكن هذا ما لا يبدو متوقعاً".

من جهة أخرى ترى سكينة طقش، طالبة قسم الفيزياء، أن هذه الزيادة نتيجة "التوظيف غير المبرر للأساتذة، ومن دون حاجة الى ذلك، بالاضافة إلى اهمال ممتلكات الجامعة، حتى الطاولات والكراسي. يعني، مع زيادة الأقساط، وبالتالي زيادة موازنة الجامعة اللبنانية، لا أتوقع سوى زيادة الهدر. مداخيل الجامعة الحالية كافية، لكنها لا توزع بالشكل الصحيح". وتلفت طقش إلى أنه في الفرع الذي تدرس فيه "عدداً كبيراً من الموظفين الذين يجلسون ويشربون القهوة، من دون عمل. أو يبيعون الدبس والعسل لبعضهم البعض أثناء دوام العمل، الذين يتقاضون راتبا مقابل التزامهم به. فإما أن المعاشات والأموال تصرف بلا جدوى، وإما هناك عملًا في الجامعة يتم بلا إتقان".

ويقول مالك حرب إنه ضد هذه الزيادة، وهو طالب ماستر في كلية العلوم، لأنها "لن تؤدي إلى شيء، أو تصلح أي شيء في الجامعة". وفي الأساس يدفع طلاب الدراسات العليا رسوم تسجيل تبلغ قيمتها 700 ألف ليرة. "قد لا تضرني هذه الزيادة، لكنها ستضر طلاباً آخرين غير قادرين على تسديد هذه الرسوم". ويفترض، وفق نور كريم طالبة البيوشيمي، "أن تترافق هذه الزيادة مع كشف في المصاريف لنعرف أين تذهب هذه الأموال، وأن نرى تحسينات في الجامعة، لكنني لا أعتقد أن هذه الزيادة في الأقساط ستغير شيئاً".