"وقف البر والإحسان": تمتين العلاقة بمصر ودار الفتوى

علاقة راسخة مع مصر
وتخلل الاحتفال كلمة لرئيس مجلسي أمناء وقف البر والإحسان وجامعة بيروت العربية الدكتور عمار حوري، أكد فيها على مواصلة مسيرة المؤسسين الأوائل للوقف، متعهداً بتحقيق إنجازات إضافية رغم كل التحديات، ومنها بُشرى ستزفها البر والإحسان إلى المجتمع اللبناني قريباً.
وشدد حوري على أن قدر البر والإحسان هو البذل والعطاء والتصميم على النجاح، لأن الفشل ممنوع. مضيفاً، أن الوقف ومؤسساته كتاب مفتوح واضح وناصع، وتفاصيله متاحة للجميع. مستعرضاً لعدد من الفعاليات التكريمية المقررة لوجوه لمعت وتميزت في العمل الوقفي، عبر إطلاق أسمائهم على عدد من قاعات الجامعة في بيروت وطرابلس والدبية، وافتتاح مرافق جديدة تخلّد أسماءهم.
وقال الحوري: "إنَّ مجلسَ أمناءِ وقفِ البرِّ والإحسان يتمتعُ بالشخصيةِ المعنويةِ والاعتبارية ِويمارسُ الصلاحيةَ المطلقةَ لإدارة ِالوقفِ والتصرفِ به بيعًا وشراءً واستبدالاً.. ونتبنّى كلَّ قراراتِ مجالسِ الأمناءِ المتعاقبةِ منذ التأسيسِ وحتى اليوم، ونفتخرُ بها، ولا نخشى في اللهِ لومةَ لائم. ولا يخفى عليكم أنَّ بعضَ ما تعرّضنا له في الفترةِ الاخيرةِ، وتسبَّبَ بهِ منْ غادرَ موقعَهُ في الجامعة، كان يهدُفُ ضمنَ ما يهدفُ إلى الإساءةِ للعلاقاتِ اللبنانيةِ المصريةِ والتي لنْ يسمحَ مجلسُ الأمناءِ لأحدٍ بالمس بها وتجاوزِها، فالشقيقةُ الكبرى مصر، هي في القلبِ والعقلِ والوجدان، ووفاؤُنا لعلاقتِنا التاريخيةِ معها لا يسمحُ لنا أنْ نتَنَاسى ما قدّمتْه مصر منذ الرئيس جمال عبد الناصر وحتى اليوم. فالعلاقةُ ثابتةٌ راسخة، رسوخَ قممِ جبالِ لبنان ورسوخَ الخيرِ الدافقِ معَ نهرِ النيل، وتأكيدًا على ذلك، جدَّدْنا اتفاقيةَ التعاونِ ما بينَ وقفِ البرِّ والإحسان ومصر ممثلةً بجامعةِ الإسكندرية في 13/3/2023، وتوالتْ بعدَها إيجابياتُ تمتينِ العلاقاتِ الطيبة، هكذا كانتْ وهكذا ستبقى بإذن الله".

وأضاف: "نحن اليوم في مرحلة نجاحاتٍ جديدةٍ مع رئيس ٍجديدٍ واعدٍ لجامعةِ بيروتَ العربية هو البروفسور وائل نبيل عبد السلام والذي يحملُ معهُ تصميمًا على احترامِ القانونِ والنظام، وتفعيلِ الحوكمةِ والمأسسة، ونحملُ معه سويًا حلمَ إنشاءِ مستشفى جامعةِ بيروتَ العربية، ونحنُ لنْ ندّخرَ جهدًا لإنجازِ هذا الحلمِ بإذنِ الله.أمامنَا خياراتٌ عدة، وكلُّها قيدَ البحثِ الجدي، ونأملُ في وقتٍ معقول أنْ نزفَّ اليكم والى مجتمعِنا وأهلِنا البشرى بالانطلاق. الأشخاصُ يزولونَ وتبقى المؤسسات، والوقفُ باقٍ والجامعةُ باقيةٌ باذن الله، بسم الله الرحمن الرحيم "فأمّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً، وامَّا ما ينفعُ النَّاسَ فيمكثُ في الأرض." صدق الله العظيم".

ثوابت دار الفتوة
وخص حوري بكلمته حاضر المجمع الإسلامي الراهن مؤكداً الحاجة القصوى إلى التعاون والتضامن والتماسك والتعالي عن كل الأمور التي تفرّق.
وأعلن حوري في هذا الإطار إطلاق "مبادرة البر والإحسان للتعاون" القائمة على الإلتزام بمرجعية ورمزية دار الفتوى ومؤسساتِها بحيث لا نتجاوزُها ولا نتجاوزُ مؤسساتِها ولا نمسُّ بها، وإذا كان هناك من تباينٍ في الرأيِ فَحلُّهُ حتما هوَ تحتَ هذا السقف.

وتتمنى المبادرة على صاحبِ السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية دعوةَ مؤسساتِنا وجمعياتِنا وشخصياتِنا الفاعلة إلى اجتماعٍ للتأكيد على هذا الالتزام وعلى الثوابتِ وعلى سبل التكامل في مجتمعنِا، وأنْ يصدرَ عن الاجتماع ميثاقُ شرفٍ، نتعالى فيه عن الأنانيات، ونتعاهدُ فيه على نبذِ الخلافات، وعلى شبكِ الأيادي والقلوب، نلتزم به جميعا ونحترمُه ونحتَكِمُ اليه عندَ الحاجة. 

وقال الحوري إن هذه المبادرةُ  لا تتناقضُ مع أيٍ من مكوناتِ المجتمعِ اللبنانيِ الأخرى ولا يمسُّ بها، بلْ يتكاملُ مع الثوابتِ الوطنيةِ والعربيةِ التي أجمعْنا عليها في اتفاقِ الطائف، في المملكةِ العربيةِ السعودية، وأصبحتْ في مقدمةِ الدستور.