هل الركض صباحاً مفيد؟

أن تستيقظ باكراً وتتخلى عن أجمل ساعات النوم من أجل الركض، مسألة يجدها البعض غير منطقية. وهؤلاء، في اصرارهم، قد يحاولون البحث عن دراسة تنفي وجود حسنات للركض في الصباح، تفوق حسناته في الأوقات الأخرى.

وهو أمر متوفر طبعاً، إذ إن العديد من المواقع الإلكترونية المختصة بالرياضة تنشر مقالات وتتحدث عن دراسات تبين أن لا علاقة بين الركض باكراً وتحقيق أي فائدة إضافية. وهناك من يتحدث عن مضار الركض باكراً، خصوصاً أن الساعة البيولوجية للأفراد تختلف من شخص إلى آخر. بالتالي، لكل شخص توقيت مناسب لممارسة الرياضة يختلف عن غيره. أو أن الجسم قد يكون أقل حرارة في الصباح. ما يجعله أكثر عرضة للاصابات الجسدية والاصابة بالنوبة القلبية.

هذا ما ينفيه نفياً قاطعاً رئيس قسم العلاج الفيزيائي في كلية الصحة في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن كركي. فما هي مميزات الركض صباحاً وفوائده؟

النشاط
الأشخاص الذين يمارسون الرياضة باكراً يحافظون على نشاطهم طوال النهار. كما أنهم أكثر التزاماً ومواظبة عليها من غيرهم.

النوم
ينام الذين يركضون، أو يمارسون رياضة ما، صباحاً بشكل أفضل من أولئك الذين يمارسونها خلال أوقات النّهار الأخرى، خصوصاً في المساء. إذ تنشط الرياضة الدماغ فتجعله عاجزاً عن النوم.

الاصابات
في المساء، يكون الشخص منهكاً ومتعباً، بعكس حالته صباحاً. ما يجعله أكثر عرضة للاصابات.

عميلة الهضم
يأكل الذين يركضون باكراً كميات أقل من الطعام ممن يمارسون الرياضة في أوقات مختلفة. كذلك، فإن ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة يتأثر بتوقيت الوجبات، إذ يجب عدم الركض قبل أربع ساعات من تناول الوجبات، كي يتمكن الجسم من اتمام عملية الهضم.

أين نركض؟
إذاً، الركض صباحاً، كما كل رياضة عموماً، مفيد. لكن، لا يفترض أن تدفعكم الحماسة، بعد اكتشاف هذه الفوائد، إلى الركض في أي مكان. فأفضل الأرضيات لممارسة هذه الرياضة هي المالسة. ويُفضل اختيار الطرق الرملية، بدل الطرق المزفتة، خصوصاً بالنسبة إلى الكبار في السن، الذين قد يعانون من تراجع قدرتهم على التوازن. وينصح كركي المبتدئين في الركض باللجوء إلى طرق سهلة، وتجنب الطرق الوعرة والصعبة التي تتطلب مستوى رياضياً أعلى.