الخميس 2017/03/30

آخر تحديث: 09:38 (بيروت)

طيبة: بيرة فلسطينية "مصنوعة من دماءٍ إسرائيلية"

الخميس 2017/03/30
طيبة: بيرة فلسطينية "مصنوعة من دماءٍ إسرائيلية"
طيبة وShepherds معملا بيرة في فلسطين (Getty)
increase حجم الخط decrease
تعجّ حانة لابيرا الإسرائيلية، في البلدة القديمة في حيفا، بزبائن من العرب واليهود. وهي قد عوّدت روّادها على تقديم نوع جديد من البيرة كل شهر. لكن، حين قرّر أصحابها تقديم بيرة فلسطينية، تعرّضت لابيرا" لحملة تحريض ومقاطعة من جانب زبائنها اليهود اليمينيين.

وقد بدأ الأمر، وفق أصحاب الحانة، مع إعلانهم على صفحة لابيرا في فايسبوك أن الحانة ستستقدم نوعين من البيرة التي تصنّع في معامل فلسطينية، هي طيبة (التي تحمل إسم بلدة الطيبة في محافظة رام الله، حيث يتمّ تصنيعها)، و"Shephers" التي تنتج في بيرزيت. فما أن نشر الخبر، حتى انهالت عليهم الشتائم وعبارات التخوين ودعوات المقاطعة.

وقال المالك إريك سلاروف لوكالة فرانس برس إن "الصفحة هوجمت بالعبرية والروسية، عندما أعلنا إحضار بيرة طيبة الفلسطينية، ليتذوقها الزبائن، وتعرضنا لحملة تحريض شنها علينا نشطاء اليمين الإسرائيلي، وقد طالبوا بمقاطعتنا".

وقد عبّر الزبائن المتطرفون عن إستنكارهم وغضبهم في تعليقات على فايسبوك، قال فيها أحدهم: "لا نريد أي بيرة مصنوعة من دماءٍ إسرائيلية"، فيما دعا مواطن إسرائيلي آخر إلى مقاطعة الحانة لأن "جميع أرباحها توظّف في خدمة الإرهاب".

ويعتبر مالكو لابيرا أن تعريف زبائنهم على أنواعٍ جديدة من البيرة يشكّل جزءاً من هوية الحانة. لذا، قرّر ليونيد ليبكين، الشريك في لابيرا، والذي تربطه علاقة وثيقة بأصحاب معمل طيبة للبيرة من آل خوري، تقديم هذه البيرة التي تنتج في قرية مسيحية في الضفة الغربية. وقال ليبكين: "طيبة وShepherds هما معملان للبيرة في جوارنا، فإذا كانا يصنعان بيرة جيدة، فأنا لا أرى مشكلة في إحتسائها. في الحقيقة، أرى أنه يجدر بنا جميعاً التعرّف على الناس الذين يعيشون في محيطنا، ولاسيّما في حيفا التي يختلط فيها العرب واليهود".

لكن، ما أسهم في إشعال موجة الإستنكار والتشهير مشاركة مالكو لابيرا لبوست في فايسبوك يروّج لمهرجان بيرة ينظّمه معمل Shepherds في بيرزيت. والجدير بالذكر أن معملي البيرة الوحيدين في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، طيبة وShepherds، يدأبان على تنظيم مهرجانات سنوية للبيرة شبيهة بالمهرجانات العالمية. وقد إستمرّ مصنع طيبة لمدّة عقدٍ من الزمن بإستضافة النسخة الفلسطينية من فيستيفال Oktoberfest الألماني.

ويعود تأسيس مصنع طيبة إلى منتصف التسعينات، ما يجعله أوّل معمل للبيرة يحمل هويةً فلسطينية، وأوّل منتج فلسطيني يصدّر إلى أوروبا. وهو يلعب دوراً بارزاً في الإقتصاد المحلّي للضفة الغربية، إذ ينجح في إجتذاب الزوّار والسيّاح، وتصل وتيرة إنتاجه إلى نحو 4 آلاف زجاجة بيرة في اليوم الواحد. ويذهب نصف إنتاجه للإستهلاك المحلّي، فيما يرسل 38% منه إلى السوق الإسرائيلية، ويصدّر الباقي إلى اليابان والسويد ودول أوروبية أخرى.

في هذا النزاع السياسي حول البيرة، عبّر التيار اليميني المتطرّف في إسرائيل عن موقفٍ حادّ وحاسم حيال المنتجات الفلسطينية. ما يبدو غريباً وغير مفهوم في ظلّ مواصلة الإسرائيليين إستعارة جوانب عدة من الثقافة الفسلطينية، ونسبها إليهم، ومنها مكوّنات المطبخ العربي كالفلافل والحمص، والأعمال الفنية المنتمية إلى التراث الفلسطيني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها