الإثنين 2017/02/20

آخر تحديث: 06:37 (بيروت)

لماذا نسي العالم قطة الفضاء الأولى؟

الإثنين 2017/02/20
لماذا نسي العالم قطة الفضاء الأولى؟
هذه الحيوانات مهدت الطريق أمام البشر (Getty)
increase حجم الخط decrease
في العام 1963، بلغت القطة الفرنسية Félicette قمّةً لم يسبق لمثيلاتها من القطط الاقتراب منها. ففليسيت، الملقّبة بـAstrocat، كانت أوّل قطة ترسل إلى الفضاء، على علو 157 كلم ميل فوق سطح الأرض، في صاروخٍ فرنسي من نوع Veronique، أطلق من الصحراء الجزائرية، لتعود بعد 15 دقيقة فقط.


وقد كان من المقرّر حينها إرسال قطّ يدعى Felix، إلا أن هذا الأخير ضاع قبل أيام من موعد تنفيذ المهمة، فحلّت فيليسيت مكانه. لكن رغم أهمية هذا الإنجاز، لما كان للحيوانات من مساهمة في الأبحاث والتجارب التي سمحت للإنسان بالصعود إلى الفضاء فيما بعد، إلا أن قصة فيليسيت لم تحظَ بالموقع التاريخي الذي شغرته الكلاب والقرود الروسية والأميركية.

ويعود سبب محو فيليسيت من تاريخ الإنجازات في مجال الفضاء إلى غياب فرنسا عنه عموماً. فبحسب مؤرّخ الفضاء روبيرت بيرلمان، فإن احتكار الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السباق إلى الفضاء، أدّى إلى حرمان فيليسيت من الشهرة التي تمتّع بها أقرانها من الحيوانات الأميركية والسوفياتية.

وبعد عودة فيليسيت من الفضاء، أجرى العلماء الفرنسيون في "المركز التربوي للطيران والبحوث الطبية" (CREMA) دراسة لموجاتها الدماغية بغية معرفة إذا كان السفر إلى الفضاء قد غيّر شيئاً فيها. لكن للأسف، ضاعت نتائج هذه الدراسة مع اختفاء إسم فيليسيت أو أي معلومات عنها. لكن المؤكّد هو أن القطة "قدّمت مساهمة قيّمة في مجال الأبحاث"، وفق CREMA.


والحقيقة هي أن الحيوانات المستخدمة في الرحلات الفضائية مهّدت الطريق أمام البشر، فالعلماء استعانوا بها لكي يدرسوا تأثير غياب الجاذبية عليها، وعلى البشر بالنتيجة. ورغم مواصلة إرسال بعض الحيوانات، كالفئران، إلى الفضاء، إلا أن التوجه العام قد ابتعد عن دراسة آثار الرحلات الفضائية على الحيوانات. ويحتمل أن تكون المرة المقبلة التي نرى فيها قططاً في الفضاء هي حين يبدأ البشر بالسكن فيه.

وهذا ما يؤكّده بيرلمان، الذي يشير إلى أن التطور العلمي في مجال الفضاء قد "تخطى مرحلة اجراء التجارب على الحيوانات، فقد أرسلنا بشراً إلى الفضاء لاختبار تفاعل الجسد البشري، ولقد أرسلناهم لمدّة تفوق السنة. لذلك، فإن دور الحيوانات كمواضيع تجارب واختبارات في مجال الفضاء قد إنتهى. ولن نضطر، لاحقاً، إلى إيجاد طريقة لنقل حيواناتنا الأليفة إلى الفضاء، إلا عندما تبدأ العائلات والسياح بزيارته".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها