الثلاثاء 2017/01/24

آخر تحديث: 01:25 (بيروت)

محمد علي حجازي يكتشف مادة "مخدرة" تعالج الإدمان

الثلاثاء 2017/01/24
محمد علي حجازي يكتشف مادة "مخدرة" تعالج الإدمان
استخلص التركيبة من إحدى النباتات الموجودة في لبنان (المدن)
increase حجم الخط decrease
من طفل يفكك الألعاب من أجل فهم تركيبها، إلى باحث يحاول تفكيك المركبات الكيميائية من أجل استثمارها لمصلحة الإنسان. إنه الدكتور محمد علي حجازي (32 عاماً)، الذي حصل أخيراً على براءة اختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة، بعد اكتشافه تركيبة صيدلانيّة من مستخلص إحدى النباتات الموجودة في لبنان، وذلك بعد ثلاث سنوات أمضاها في البحث في هذا المجال. وتتميز تركيبة حجازي أنها تملك فعالية المورفين كمسكن للآلام، إلا أن تأثيرها يدوم لفترات أطول، ولا تسبب الإدمان بل تعالجه.

تخرّج حجازي من كلية الصيدلة في جامعة بيروت العربية في العام 2007، وكان الأول على دفعته. قرّر متابعة دراسة الماجستير في الجامعة نفسها، تزامناً مع عمله مندوباً طبياً. ورغم تأسيسه مع شقيقته، في العام 2010، صيدلية في صيدا، إلا أنه لم يترك حلمه في تركيب دوائه الخاص الذي سيكون بديلاً من الأدوية الجاهزة. فتخلى عن عمله هذا والتفرغ إلى التعليم والأبحاث في جامعة بيروت العربية، منذ العام 2014.

"البحث يتطلب كثيراً من الوقت، ما يؤثّر على الحياة الاجتماعية للباحث"، يقول حجازي لـ"المدن". لكن موهبته في تقليد الأشخاص وروحه المرح أوجدتا مكاناً للضحك أثناء عمله في المختبر. هذا الروح المرح رافقه منذ كان طالباً في ثانوية الزعتري، حيث كان يدبر "المقالب" لزملائه وأساتذته. أما التفوّق فيعتبره أمراً "لا يتطلّب جهداً خارقاً، فالمتفوّق ليس بالضرورة شخصاً غارقاً في الدرس، إنما شخص يعرف كيف يدرس وماذا". وقبل البدء بتجربته قضى حجازي سنة في قراءة الأبحاث ليحدّد نقطة الانطلاق. ما هوّن عليه كثيراً من المراحل.

أنفق محمد على أبحاثه من ماله الخاص. فكثير من المواد غير متوافر في الجامعة نظراً لارتفاع كلفتها. وفي حين حاول رئيس الجامعة دعمه من خلال تخفيف أعباء الأقساط عليه، إلا أن ذلك لم يكن كافياً. يقول: "البحث العلمي مكلف. في الخارج يمكنهم تحقيق انجازات أكبر لأنهم يملكون تجهيزات مرتفعة الكلفة، ولأن الجامعات والدول تخصص ميزانيات للأبحاث بملايين الدولارات". ورغم اقراره بهذه الحقيقة، التي تدفع كل باحث إلى الهجرة، لا يفكر حجازي حالياً في هذا الخيار، الذي راوده فترة قبل انجازه الدكتوراه. "في حينها، بدأت ببعض الاجراءات، ثم تراجعت عندما شعرت بجدية ذلك. فضلت البقاء بين أهلي وأصدقائي، حيث أشعر بالراحة".

ولئنّ صارت الأبحاث "حزءاً مني"، يقول، فإن طموح حجازي بعد تقديم أطروحته خلال شهرين، يبقى مرتبطاً بالأبحاث. فهو يطمح أن يتشكّل فريق أبحاث يضم أشخاصاً من مختلف المجالات لإنشاء مختبر مركزي لكل الكليات على صعيد الجامعة، كما على صعيد لبنان.

لكن، ما علاقة الصيدلي بالحلويات؟ يكشف حجازي مزيداً من مهاراته. "أنا معلّم حلو قبل ما صير صيدلي"، راوياً عن عمله في محل الحلويات الذي كان يملكه والده. الرياضة حاضرة أيضاً في حياته، هو الذي فاز ببطولة الجنوب في الكيك بوكسينغ في صغره. لكن والديه منعاه من المشاركة في بطولة لبنان يومها حرصاً على سلامته، ولأنهما أرادا أن تبقى الرياضة هواية لا تخصصاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها