السبت 2016/10/29

آخر تحديث: 10:10 (بيروت)

زراعة الشعر.. بين لبنان وتركيا

السبت 2016/10/29
زراعة الشعر.. بين لبنان وتركيا
نسب نجاح العمليات في تركيا متفاوتة وتختلف بين الأشخاص (Getty)
increase حجم الخط decrease

انتشر مؤخراً خبر تطوير علماء أميركيين علاجاً للصّلع عبر زرع خلايا جذعية. بشرى سارة. لكن التجربة اقتصرت على الفئران، أي عمليّاً لم تقطع بعد المرحلة ما بعد المخبرية، ولم تثبت نجاحها على الإنسان. ما يعني عدم دخولها حيّز التنفيذ، أقلّه في المدى القريب.

هذا ما يؤكّده لـ"المدن" الاختصاصي في الأمراض الجلدية والأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور مازن قربان، إذ إن "المنظومة البيولوجية تختلف بين الإنسان والفأر، خصوصاً في ما يتعلّق بموضوع الشّعر. فالشعر لدى الفئران يتساقط دفعة واحدة وينبت دفعة واحدة".

ويروي قربان أنه خلال عمله في أحد المختبرات في الولايات المتحدة تمكّن مع بعض الباحثين من زراعة شعرة على كلية. و"هو أمر ممكن عند جمع الجزيئات والعناصر اللّازمة، لكن عند إدخالها في جسم الإنسان تصبح الأمور أكثر تعقيداً".

يشرح قربان عن بعض العلاجات الممكنة ومنها أدوية تؤخّر الصّلع، وأكثرها فعالية هو المينوكسيديل. لكن عند التوقف عن استخدامه يتم فقدان الشّعر الذي حافظ عليه هذا الدواء. وتستخدم أحياناً الأدوية التي تعالج مشاكل البروستات، لكن من الممكن أن تسبّب مشاكل جنسية.

يضيف قربان أنّ الوسيلة الأهم التي يلجأ إليها الأفراد من أجل معالجة مشكلة الصّلع هي الزراعة، التي تعتمد طرقاً عديدة، لكن معظمها يستخدم الروبوتات. إلا أنه ينبّه إلى أنّ عمليّات الزّرع لا تنجح دائماً. فـ"عندما يقوم متخصص بنقل شعرة من مكان وزرعها في الرّأس فإنّه يغيّر البيئة التّي تنمو فيها هذه الشّعرة. وبالتّالي، تزيد إمكانية سقوطها".

ومن العوامل المؤثّرة في نجاح عمليّة الزّرع، التّي يذكرها قربان، هو الوقت. فعندما يجري الزّرع في وقت مبكر، تكون البيئة أكثر ملاءمة فتزداد فرص نجاح العمليّة. بينما إذا طالت فترة فقدان الشّعر في منطقة معيّنة، تتأقلم هذه المنطقة مع حالتها. وبالتالي، تتراجع فرص استمرار أي شعرة جديدة تزرع فيها.

يقول كريم (29 عاماً)، الذي يعاني من مشاكل الصّلع منذ سن مبكرة، إنّه جرّب العلاج بالأدوية لكن حالته ازدادت سوءاً. وهذا ما يعلّق عليه قربان بالقول إن "من عوارض الدّواء أن يؤدي إلى إزدياد تساقط الشّعر في الفترة الأولى من العلاج، ثمّ ينبت شعر جديد مكان الذي سقط. ودور الطبيب أن ينبّه الأشخاص إلى ذلك قبل البدء بالعلاج".

ويروي كريم تجربة خضوعه لعملية زراعة شعر في إسطنبول بسبب عدم ثقته بمراكز زراعة الشّعر في لبنان. وما شجعه على ذلك هو تجربة صديقه النّاجحة. بينما يعتبر قربان أنّ في لبنان مراكز زراعة شعر كفوءة، حيث تتوافر فيها الآلات والأطباء المتخصصون. لكن السبب الرّئيسي الذي يدفع الأشخاص إلى إجراء هذه العمليات في تركيا، وفقه، هو إنخفاض التكلفة مقارنةً بتكلفتها في لبنان.

ووفق مشاهداته فإن نسب نجاح العمليات في تركيا متفاوتة وتختلف بين الأشخاص، بينما يؤكد كريم نجاح العملية التي قام بها والتي زادت ثقته بنفسه. وهو يظن أنها غيّرت نظرة الفتيات إليه، مع العلم أنه قد حصل على كفالة تضمن إعادة العملية بالمواصفات ذاتها، إذا لم ينبت الشعر أو تساقط مجدداً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها