الأربعاء 2015/04/15

آخر تحديث: 13:10 (بيروت)

وداد حلواني: ألا يستحق لبنان جردة بعد أربعين سنة؟

الأربعاء 2015/04/15
وداد حلواني: ألا يستحق لبنان جردة بعد أربعين سنة؟
increase حجم الخط decrease

في الذكرى الأربعين لانطلاق الحرب الأهلية اللبنانية، وجهت وداد حلواني، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، رسالة بإسم حملة "حقنا نعرف" للتأكيد على المضي في حملة "40 الحرب" التي أطلقت، في 10 نيسان الجاري، وتستمر إلى 20 أيار المقبل. وفي الآتي نص الرسالة:


تحيّي "حقنا نعرف" الوقفة الرائعة التي وقفتها قطاعات متنوعة من المجتمع اللبناني في يوم 13 نيسان بمناسبة مرور 40 سنة على بدء الحرب في لبنان وترى فيها تأكيداً مميزاً على قدرة هذا المجتمع على التعبير عن تصميمه لبناء وطن يستحقه أولادنا.

وتذكّر "حقنا نعرف" أنها طالبت الدولة اللبنانية منذ العام 2000 بإعلان 13 نيسان يوماً وطنياً للذاكرة وبإقامة نصب تذكاري لكافة ضحايا الحرب، وذلك لما يمثّله هذا الإعلان وهذا النصب من نقلة نوعية في تعاطي الدولة إزاء ما حصل قبل 40 سنة. وبإنتظار تحقيق هذه الخطوة "المواطنية" المطلوبة من الدولة، لا يسعنا إلا توجيه التحية مجدداً إلى المجتمع.

في عام 2000، وبعد أن كان قطار السلم قد مرّ، تاركاً قطاعات واسعة على الرصيف، وفي مقدمها "طائفة المفقودين وأهاليهم" التي تنتمي إلى الطوائف اللبنانية كافة، طالبنا عبر حملة "تنذكر تَ ما تنعاد" بيوم 13 نيسان، يوماً وطنياً للذاكرة لئلا يأتي السلم لصالح البعض وعلى حساب البعض الأخر.

أما اليوم وبعد مرور 15 سنة وقد صار الوطن أرضاً خصبة لتفريخ الحروب، لتأبيدها وخندقتها، لتعليقها على حروب أخرى وعلى حروب الآخرين، تتغذّى منها وتغذّيها، كأننا أمام تجسيد مذهل لقانون الأوعية المتواصلة الذي تعلمناه في المدرسة، نرى اليوم أن المطلوب أصبح أكثر من وقفة رمزية في 13 نيسان.

صار المطلوب جردة وطن، جردة لقطاعات الوطن كافة. في كل الدول بما فيها لبنان، جميع المؤسسات التجارية منها وغير التجارية تقفل أبوابها يوماً في السنة لتقوم بجردة Inventaire، ألا يستحق لبنان جردة بعد أربعين سنة؟

في ما يعنينا، بدأنا حملة "40 الحرب" في 10 نيسان الجاري وهي مستمرة حتى 20 أيار. إنها حملة تدوم 40 يوماً للقيام بجردة لما حصل خلال 40 سنة. لذلك وجهت "حقنا نعرف" نهار أمس رسالة إلى المواطنين والمواطنات عبر الهاتف لطرح أسئلتها الأربعة الباقية معنا بعد انقضاء يوم 13 نيسان: مواطنو لبنان وينّا؟ حكام لبنان وينكُن؟ مفقودو لبنان وينُن؟ أولاد لبنان لَوين؟ وقد إنضمت إلى مبادرتنا شركتا الهاتف الجوال مشكورتين والسيد وزير الاتصالات الذي أخذ على عاتقه احتضان هذه المبادرة إزاء الشركتين. ونحن له ممتنون.

الآن، ومع هذه الأسئلة الأربعة، ستُعمّم حملة "40 الحرب" في الأيام القادمة صورها الأربع على المناطق اللبنانية كلّها. وتأمل الحملة أن تشكل هذه الأسئلة وهذه الصور جدول أعمال لكي ننكب ونتطلع كشعب على واقع بلدنا، لكي تقول لنا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، المستشفيات والجامعات والمصارف والإعلام والنقابات والإنتخابات والمعوقين والمفقودين، كيف صار وضع كل منها بعد 40 سنة. لكي تخبرنا عما عرف تحسّناً وعما شهد تراجعا. المستشفيات تقوم بجردة المستشفيات، والجامعات تقوم بجردة الجامعات، وهلمّ جر...

من ناحيتنا، سنقوم بما نعتقده واجبنا المواطني خلال 40 يوماً، وندعوكم جميعاً، أفراداً أو مؤسسات لملاقاتنا أينما وكيفما شئتم، لنرتقي إلى مستوى هذه المناسبة، لنساهم معاً في بناء وطن يستحقّه أولادنا.

أياً يكن تتمنى "حقنا نعرف" ولجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان أربعين سنة قادمة أفضل من الأربعين سنة الماضية.

وداد حلواني
15-4-2015
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها