السبت 2015/09/12

آخر تحديث: 12:33 (بيروت)

الضاحية الجنوبية: الخطة الأمنية لم تمر من هنا!

السبت 2015/09/12
الضاحية الجنوبية: الخطة الأمنية لم تمر من هنا!
من الخطة الأمنية التي اعلن انطلاقتها قبل أشهر (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

وكأن الخطة الأمنية التي أعلنت ونزل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى الضاحية لمتابعة انطلاقتها، قبل أشهر، لم تعلن. كل شيء بقي على حاله، وسط تفاقم واضح في حالة الفلتان الأمني، التي تطال أولاً سكان المنطقة، قبل غيرهم، وهو ما يدفعهم الى رفع الصوت، أو الرحيل بصمت.

يحمّل اهل الضاحية الجنوبية المسؤولية للفشل الحكومي المستمر في ادارة كافة الملفات وخصوصاً الأمنية منها، وضعف التصدي لبعض الشلل إلى نواب ووزراء "حزب الله" وحركة "أم"ل لعدم اتخاذ اي خطوات لحلحلة الموضوع مكتفين بمشاهدة انهيار المجتمع وسقوط بعض المناطق تحت سلطة الخارجين عن القانون.

يعتبر حي الجورة في برج البراجنة والذي يطلق عليه أيضا حي "السيمو"، نظرا لاشتهاره ببيع دواء سعال يدعى "سيمو" ويحوي نسبة من مخدر "الكودئين"، أبرز الأمثلة على التفلت الامني الحاصل. يصف احد الشباب القاطنين في الحي، عبر "المدن"، ما يجري، مشيراً إلى أنه في الحي يباع "السيمو" ومنتجات مخدرة اخرى من دون حسيب أو رقيب و"على عينك يا تاجر"، اذ يقصد الحي كل يوم عدد كبير من الشبان القادمين من الضاحية ومناطق لبنانية اخرى لشراء المخدر الذي يباع بالعلن، ولا يقتصر توزيع السيمو و"الترامادول" على الفتيان، فهناك فتيات يقمن بتوزيع المخدرات على الدراجات النارية دون اي رادع. ويعبر الشاب العشريني عن رغبته بالانتقال من الحي لأن الوضع بات لا يحتمل، والخطة الأمنية الاخيرة والمداهمات لم تكن الا قنبلة اعلامية صوتية.

عدم حسم الأمور امنياً في حي الجورة يؤثر سلبا على الشوارع والأحياء المحاذية،  وحالة من السخط العارم يعبر عنها سكان المنطقة حيث أصبح انتشار الإدمان ظاهرة خاصة عند الشباب العاطل عن العمل، ما يدفع العديد من العائلات الى الإنتقال خوفاً على أولادها.

ويعطي  السيمو مفعول الارتخاء، ودرجة من السكر ويمكن الحصول على زجاجة بسعر 15 الف ليرة وغالبا ما يتناول المدمنون قارورتين يوميا، وبما ان المتعاطين من صغار السن أو العاطلين من العمل، فطرق الحصول على الأموال تكون غالباً بالنشل بواسطة الدراجات النارية، وبعض هذه السرقات يتم أحياناً من طريق التهديد بالسلاح.

وإلى جانب مشكلة المخدرات، فإن فرض الخوّات على المواطنين وبعض التجار وأصحاب المؤسسات يمثل مظهرا من مظاهر الإنفلات الأمني المتفشية. ويقول أبو علي، وهو احد المواطنين الذي كسر زجاج متجره لرفضه دفع الإتاوة، لـ"المدن"، أنه "عندما نشكو لنواب المنطقة ما يحصل يكون جوابهم بأننا لسنا الدولة، وعندما نبلغ القوات الأمنية يردوا بأنهم لا يستطيعون التدخل من دون إذن مسبق من الأحزاب المعنية"، مشيراً إلى أن "من يفرض الخوّات معروف بالاسم ومكان الإقامة، لكن لا أحد يتحرك". ويقول بتشكيك: "يستطيع حزب الله ان ينظم احتفالات جماهيرية بمشاركة مئات الالاف وأن يقاتل في ساحات عديدة ويخزن عشرات الاف الصواريخ بسرية تامة ولكن لا يستطيع ان يضع حداً للزعران".

الإحباط والغضب مما آلت اليه الأمور هما السمة البارزة لدى أبناء المنطقة. ويصف عامر، الذي يقطن في حي السلم، عبر "المدن" روتين الاشتباكات الفردية المسلّحة في المنطقة والخوف والقلق الذي يعيشه مع عائلته،  قَائِلاً: "ما يجري لا يمثل أهل الضاحية، لأن معظم من يقطن لا يرضى بذلك وقد طفح الكيل"، لافتاً الى ان أحزاب المنطقة تبرر عدم تدخلها لوضع حد للأمور بأن مفتعلي الاشتباكات المسلّحة محسوبون على جهات عشائرية وأن أي تدخل سيؤدي إلى سفك  الكثير من الدماء". ويناشد عامر، الذي يعتبر من جمهور حركة "أمل"، رئيس مجلس النواب نبيه بري "بصفتي أحد محبيه" أن يعطي موضوع الفوضى في الضاحية اهتماماً شخصياً، حيث ان هناك  قلة من المجرمين باتت تتحكم بمصير الناس وتشوه صورة المنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها