الثلاثاء 2015/08/25

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

"أمل" تتخلى عن "المحرومين"

الثلاثاء 2015/08/25
"أمل" تتخلى عن "المحرومين"
طلاق واضح بين تاريخ أمل وحاضرها
increase حجم الخط decrease

مع خروج الشارع تحت شعارات مطلبية، بدت حركة "أمل" التي نشأت تحت مسمى حركة "المحرومين" في حرج واضح مع ماضيها، خصوصاً أن من تظاهر إتهم الطبقة السياسية مجتمعة بالفساد ومن ضمنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتزامن مع اتهام الحركة بالوقوف  خلف عمليات المواجهات التي شهدها وسط العاصمة  بهدف تشويه صورة التحرك.

هذه الإتهامات سريعاً، حاولت الحركة نفيها عبر بيان صادر عن المكتب الإعلامي المركزي، مشيرة إلى أن "الوسائل التي تروج لهذه الشائعات تحاول إثارة الفتنة". وعلى الرغم من تأكيد عدد كبير من الناشطين بأن من افتعل الشغب هم مؤيدون للحركة، إلا ان مصادر الحركة تكرر عبر "المدن" نفيها، لافتة إلى ان "ما حصل عمل فردي لا علاقة للحركة به، والاتهامات هي جزء من الكيدية السياسية ومحاولة لضرب سياسة الرئيس بري الداعية الى الحوار ولم الشمل".

وبعيداً عن ما حصل وإن كان للحركة يد في ما حصل ليلاً في بيروت أم لا، إلا أنه من المؤكد أن حركة "أمل"، كما بقية الطبقة السياسية، من أكثر المستفيدين من افشال اي تحرك اصلاحي، خصوصاً أنها أحد أعمدة السلطة خلال السنوات التي تلت اتفاق الطائف.

عليه يبدو موقف الحركة من التحرك واضحاً لجهة تأييد ما تسميه "مطالب محقة"، وفي المقابل رفض المطالب أو الشعارات السياسية. وفي هذا الإطار يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد المجيد صالح لـ"المدن" أن الحركة تدعم أي حركة مطلبية، لكنه في المقابل يؤكد رفض الدعوات لاسقاط الحكومة في الظروف الراهنة حتى لا نقع في المجهول.

موقف صالح يتقاطع مع موقف زميله النائب والوزير السابق ايوب حميد، الذي يعتبر عبر "المدن" أن "ما يجري في الشارع مجرد مراهقة وتهور و كلٌّ يغني على ليلاه"، رافضاً الدخول أكثر في الحيثيات أو اعطاء المزيد من التفاصيل.

تلك التصريحات لا تلغي أن شعارات الشارع أحرجت "أمل" ليس مطلبياً فقط بل سياسياً أيضاً، خصوصاً أن الإمام موسى الصدر لطالما شدد عند تأسيسه للحركة في العام 1974، على تحقيق العدالة في التنمية والفرص وتغيير اسلوب العمل السياسي في لبنان، اضافة الى أنه ناضل بإصرار لمحاربة الحرمان وقاد الحركات المطلبية، مطالبا السلطة اللبنانية برفع الظلم وتنمية المناطق المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي حتى اختفائه في ليبيا في العام 1978. 

يتجنب المواطنون المعترضون على اداء وفساد وزراء ونواب "امل" في الضاحية الجنوبية والجنوب  الاحتجاج او حتى رفع الصوت، نظراً لصطوتها، ويشتكون من تحويل حلم الصدر إلى مجرد حركة محاصصة جل همها توزيع المكاسب من دون النظر الى هموم الناس المعيشية، فحتى المطالب البسيطة لسائقي السيارات العمومية في العام 2013 أجهضت بعد أن ضغطت "أمل" على بسام طليس وعبد الأمير نجدة للتراجع عنها.

ولا يخفى الدور السلبي الذي لعبته "امل" في تسييس بعض قضايا الاتحاد العمالي العام عبر رئيسه غسان غصن الامر الذي كان له بالغ الاثر على الحركة المطلبية حين اتخذ الاخير موقفا عدائيا من حركة التنسيق النقابية، وهو امر حدث سابقا في تسعينيات القرن الماضي خلال الوجود السوري في لبنان، فضلاً عن السكوت المشبوه إزاء أزمات الكهرباء والمياه خصوصاً أن الحركة استلمت الملف على مدار سنوات طويلة، وهي مسؤولة عما آلت اليه الأوضاع.

رفع الصدر سابقاً شعار "التحالف بين المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم" في تحركاته المطلبية، بينما تعتمد "امل" اليوم شعار "البقاء في السلطة مهما كلف الثمن"، وبالتالي لا يمكن لحركة شاركت على مدى عقود في انحدار الدولة وانتشار التفلت ان تتعاطف مع شبان يريدون اسقاط النظام ومكافحة الفساد، وهي شريكة فيه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها