الجمعة 2018/03/30

آخر تحديث: 07:19 (بيروت)

خلاف إسرائيلي ألماني.. والسبب حزب الله

الجمعة 2018/03/30
خلاف إسرائيلي  ألماني.. والسبب حزب الله
يصر الألمان على التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

تعمل ألمانيا، وفق الرؤية الإسرائيلية، ضد مصالح تل أبيب. فنظرة برلين المهادنة لحزب الله تهدد، كما ترى إسرائيل، أمنها القومي وتدفع العلاقة بين الدولتين إلى مزيد من التأزم.

يصر الألمان على التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب. ووفق ما تنقل صحيفة جيروزاليم بوست، فإن ألمانيا رفضت مطلباً أميركياً ضد الحزب، لأن "حزب الله مرتبط بمحادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية". وهذا ما يدفع الصحيفة، بسهولة، إلى الاستنتاج أن الحكومة الألمانية تعتقد أن الجناح السياسي لحزب الله يستحق أن ينجو من صفة "الإرهاب" لأنه متورط في صراع مشروع ضد إسرائيل.

وهذا ما يعيد إلى الذاكرة الإسرائيلية قول وزير خارجية ألمانيا السابق سيغمار غابرييل إن إسرائيل تمثل "نظام فصل عنصري". وقد سأل مرات عدة إذا ما كان حزب الله يقاتل مثل هذا النظام، فهل يمكن اعتباره بالفعل منظمة إرهابية؟

لكن هذه المخاوف يبددها وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس، الذي اعتمد خطاباً مختلفاً عن سلفه المعادي لإسرائيل. وهو يقول إنه يرفض وصف إسرائيل بـ"نظام فصل عنصري". لذلك، ربما يكون لدى برلين وفق الصحيفة سبب آخر للإصرار على التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله.

تحاول جيروزاليم بوست تحليل الموقف الألماني الملتبس. وهي ترى أنه ربما تعتقد ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، التي تحافظ على هذا التمييز، أن حظر الجناح السياسي لحزب الله، الذي يعتبر حزباً سياسياً شرعياً داخل لبنان، سيضر بالعلاقات مع اللبنانيين. وربما يعتقدون أنهم سيضرون بالعلاقات مع عشرات الآلاف من المسلمين في أوروبا، الذين يعتبرون حزب الله حركة سياسية مشروعة.

مع ذلك، يجب على إسرائيل، وفق الصحيفة، أن تُعلم ألمانيا أن طهران تقدم الدعم لحزب الله في جهوده لتشكيل تهديد عسكري لإسرائيل. وبدعم من إيران، قام حزب الله بتخزين آلاف الصواريخ والقذائف في جنوب لبنان التي ستستهدف الأهداف الاستراتيجية والمدنية في إسرائيل. وإنها مسألة وقت فقط قبل أن يجرف حزب الله لبنان إلى حرب أخرى مع إسرائيل.

تستغرب الصحيفة الموقف الألماني الذي يهدد أمن إسرائيل. ففي نظرها يملك حزب الله تاريخاً في تنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الغالب، وأميركية أيضاً، من الأرجنتين وبنما إلى السعودية وبلغاريا. ولهذا السبب لا تفرق الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وجامعة الدول العربية بين الجناحين وتعترف بالطبيعة الإرهابية لكليهما.

وتخلص الصحيفة إلى القول إن الاعتراف الألماني بالجناح السياسي لحزب الله كمنظمة إرهابية ليس أمراً ضرورياً بشكل مطلق للهدف الأوسع، أي منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط. لكن إسرائيل تسأل لماذا يصر الألمان بشدة على الدفاع غير المبرر عن الجناح السياسي احزب الله؟ وهذا ما لا يعزز إيمان الإسرائيليين في حكم الحكومة الألمانية الأخلاقي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها