الثلاثاء 2018/02/06

آخر تحديث: 11:27 (بيروت)

بلغاريا تصدم إسرائيل.. والسبب حزب الله

الثلاثاء 2018/02/06
بلغاريا تصدم إسرائيل.. والسبب حزب الله
قدمت الحكومة البلغارية في 2013 أدلة للاتحاد الأوروبي تؤكد علاقة حزب الله بالتفجير (Getty)
increase حجم الخط decrease

صدمة كبيرة تلقتها إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، إذ ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في تحقيق خاص أن النيابة العامة البلغارية قررت عدم توجيه اتهامات إلى حزب الله بالتورط في هجوم مطار بورغاس، في العام 2012، الذي أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة 32.

وقد وجهت النيابة العامة البلغارية، وفق الصحيفة، الاتهام إلى الرجلين المتهمين بالضلوع في الهجوم، كما لو كانا مجرمين عاديين تصرفا من دون صلة بمنظمة. إذ لم تظهر كلمة حزب الله في لائحة الاتهام. وتقول مصادر مقربة من القضية للصحيفة إنه عندما حقق المدعي العام البلغاري في ما حصل، ادعى أن أحداً لم يقدم له أدلة تثبت تورط حزب الله.

غير أن هذا يتناقض بشكل مباشر، وفق الصحيفة، مع الأدلة التي ظهرت بعد الهجوم مباشرة، حين قال وزير الداخلية البلغاري آنذاك تسفيتان تسفيتانوف: "لقد أثبتنا أن المتهميّن عضوان في الجناح العسكري لحزب الله". كما قال: "هناك بيانات تبين التمويل والاتصال بين حزب الله والمشتبه بهما". وقد ساهمت الأدلة حينها بقيام الاتحاد الأوروبي بوضع الجناح العسكري للحزب على قائمته السوداء.

وقد اتصلت الصحيفة بوزارة الخارجية البلغارية والوكالة الحكومية للأمن القومي ووزارة الداخلية ووزارة العدل ومكتب الادعاء رداً على القول إن الادعاء يتستر على تورط حزب الله في الهجوم ويتجاهل الأدلة. ورداً على ذلك قالت ميلينا بتروفا، من وزارة الخارجية، نيابة عن الادعاء إن "مضمون قرار الاتهام يقع تماماً ضمن اختصاصات المدعي العام المسؤول عن القضية".

وكانت السلطات البلغارية قد سربت سابقاً، وفق الصحيفة، تفاصيل مهمة تتعلق بالتحقيق في أعقاب الهجوم. ووزعت صورتين للمشتبه فيهما بتفجير الحافلة، وهما ميلاد فرح الذي يحمل الجنسية الأسترالية، وحسن الحاج حسن ويحمل الجنسية الكندية. وهناك، كما تضيف الصحيفة، وثائق محكمة أميركية أكدت أن العنصر الثالث، الذي قتل في التفجير، كان مواطناً فرنسياً لبنانياً يُدعى جاك فيليب مارتن (المعروف باسم محمد حسن الحسيني)، وهو على صلة بالحزب.

دخل رجال الحزب بلغاريا باستخدام رخص قيادة مزورة مطبوعة في لبنان. وفي العام 2013، قدمت الحكومة البلغارية أدلة للاتحاد الأوروبي تؤكد علاقة الحزب بالتفجير. وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي للصحيفة إن كثيراً من هذه المعلومات تم الكشف عنها خلال اجتماع عقد مع مجموعة العمل الأوروبية المعنية بمكافحة الإرهاب.

وفي العام 2017، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي اللبناني سامر الدبق لمشاركته في خلية تابعة لحزب الله في الولايات المتحدة. وقال وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي دانيال غانسي في بيانه الذي صدر في أيار 2017 إن الدبق تلقى تدريباً مكثفاً لصنع قنبلة وتم تدريبه على التقنيات والأساليب المشابهة لتلك المستخدمة في بناء العبوة الناسفة المستخدمة في بورغاس.

وذكر البيان حينها أن الدبق أبلغ عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه على دراية بهجوم الحزب في العام 2012 على الحافلة السياحية الإسرائيلية في بورغاس، وأن منفذ العملية، الحسيني، كان على صلة بعائلته. وقد حدد صورته وقال إنه يعرف بانضمام الحسيني إلى وحدة الأمن الخارجي التابعة للحزب، "وهي الوحدة نفسها التي قال الدبق إنه كان عضواً فيها".

لذلك، تستغرب الصحيفة تأخير جلسة المحكمة لسنوات ورفض طلب الاستماع إلى شهود إسرائيليين في إسرائيل من دون الحاجة إلى السفر إلى بلغاريا. وتشير مصادرها إلى أن المدعي العام البلغاري سيبقي على الاعتراف الغامض ببعض الإرهاب في القضية للحفاظ على صدقية ضئيلة، وسيتجاهل مشاركة حزب الله. ما يخلق كثيراً من الأسئلة عن الدافع خلف هذا القرار المحير بالنسبة لإسرائيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها