الخميس 2018/01/11

آخر تحديث: 13:26 (بيروت)

انشقاق الجرّاح عن تيار المستقبل؟

الخميس 2018/01/11
انشقاق الجرّاح عن تيار المستقبل؟
الجرّاح يحضّر ملفاته الانتخابية على طاولة أوجيرو (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

يلعب وزير الاتصالات جمال الجرّاح في عود الثقاب، كما يُقال، ويحاذر كي لا يحرق كل أوراقه. فالرجل بات يبحث عن مزيد من الحرية خارج قيود تيار المستقبل، ولا مانع لديه من الاستقلال التام عنه إذا لزم الأمر، بعد تمكين أرضيته السياسية الخاصة في منطقة البقاع الغربي. كيف لا يفعل ذلك، وهو ينظر إلى تجربة اللواء أشرف ريفي، كما أن تجربة النائب خالد الضاهر ليست بذلك السوء، وإن كانت لا تصل إلى مستوى نجاح تجربة ريفي.

إعداداً لتلك المهمة، يستند الجرّاح إلى سلطته في وزارة الاتصالات، التي تمكنه من استعمال هيئة أوجيرو باباً للتوظيف السياسي. الجرّاح بدأ الكشف عن تململه من القيود الزرقاء، خصوصاً في ظل الحديث عن إمكانية اعتماد المستقبل لمرشح جديد للانتخابات النيابية في البقاع الغربي يخلف الجرّاح.

مظاهر الاستقلال برزت في الصدام الذي أحدثه الجرّاح مع مستشاره نبيل يمّوت، الرجل الأقوى في الوزارة، والمقرب من آل الحريري. كذلك مع المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية، الذي اتهمه الجرّاح بالفساد وهدر المال العام. واشتد الصدام مستدعياً تدخلاً مباشراً من رئيس الحكومة سعد الحريري.

أيقن الجرّاح أن الحريري لن يسمح له بإختراق الصفوف الأمامية للمستقبل في الوزارات والإدارات العامة، فأخذ بإعتماد خطة إحداث ثقوب في الجدار، عبر التوظيفات. فكانت أولى البشائر، إدخال نحو 500 مياوم إلى هيئة أوجيرو، تحت عنوان حراس أمن، بعضهم ممّن خسر عمله في شركة سعودي أوجيه. بالتالي، فإن الجرّاح في هذا التوظيف يضرب عصفورين بحجر واحد. فمن جهة يكسب أصوات من يوظفهم، ومن جهة أخرى يفتح مجالاً لمن وظّفهم، بأن يقارنوا بين ما فعله الحريري بهم، وما فعله الجرّاح لأجلهم. ما يقوّي موقف الجرّاح في أوساط الجمهور المستقبلي.

وفي المسار نفسه، يستفيد الجرّاح من موقعه ليفتتح مراكز بيع جديدة في منطقة البقاع الغربي، وتوظيف مؤيديه فيها. إذ استبق الجرّاح عملية افتتاح مراكز البيع في البقاع الغربي وشتورا، الأربعاء في 10 كانون الثاني، "باستدعاء عدد من مناصريه وتعيينهم موظفين في المراكز الجديدة، خصوصاً في مركز جب جنين الذي طلب الجرّاح تجهيزه على عجل، وتعيين رئيس وموظفين له، بغير رضا أوجيرو، لإيجاد شواغر للمياومين الجدد، مستبعداً مياومين لديهم الأقدمية في العمل. مع الإشارة إلى أن رئيس المركز يفترض أن يكون من الموظفين الثابتين في أوجيرو، وليس مياوماً"، وفق ما تقول مصادر من المياومين في حديث إلى "المدن". وتشير المصادر إلى أن الجرّاح "زاد عدد المراكز التي كان من المفترض افتتاحها، من 5 إلى 6 مراكز، وعيّن مياومين لا يملكون الخبرة المطلوبة للعمل. فأحد المعيّنين برتبة رئيس مركز، كان يعمل في منتجع سياحي في البقاع الغربي، ولقبه شاعر المقاومة، لكنه ينتمي إلى عائلة تملك أصواتاً انتخابية كثيرة".

غير أن الجرّاح ينظر إلى ما يقوم به من زاوية أخرى، في محاولة لنفي الأهداف الانتخابية. فما يقوم به يصب في خانة "العمل على توسعة السنترالات وتحسين خدمات الإنترنت بشكل تدريجي". وعلى هذا الطريق، "أحببنا أن نبدأ من البقاع الغربي، من القرعون ومشغرة الواقعة ضمن نطاق عملنا"، وفق ما قال الجرّاح خلال جولة إفتتاح المراكز، حيث بشّر اللبنانيين بأن "خدمة الإنترنت ستعمم على لبنان تدريجاً، وستتوفر في البقاع الشرقي أكبر خدمة وسرعة للإنترنت. وبالنسبة للمناطق التي تشملها خدمة الهوائي سنقوم بزيادة عدد الخطوط والمشتركين اعتباراً من 15 شباط، في وقت نكون قد أنجزنا فيه التجهيزات المخصصة من أجل تأمين خطوط إنترنت جديدة وبشكل سريع".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها