الجمعة 2017/09/08

آخر تحديث: 15:25 (بيروت)

تشييع شهداء الجيش: غضب وتشكيك بالرواية الرسمية

الجمعة 2017/09/08
تشييع شهداء الجيش: غضب وتشكيك بالرواية الرسمية
ذهب العسكريون ضحية التجاذبات الطائفية (سلمان قشمر)
increase حجم الخط decrease
سكونٌ ظاهري لفّ محيط خيمة أهالي العسكريين الشهداء في ساحة رياض الصلح، صباح الجمعة 8 أيلول. بيد أن وجوه بعض الأهالي وعشرات المتضامنين معهم، من متطوعي الدفاع المدني والعسكريين المتقاعدين، وبعض المواطنين، تُخبر عن حجم الغضب الذي يكسر هدوء رياض الصلح، وديبلوماسية الاحتفال التأبيني الرسمي الذي شهدته وزارة الدفاع في اليرزة.

لم يقتنع كثيرون ممن زاروا رياض الصلح متضامنين مع أهالي العسكريين، بالروايات الرسمية عن الملف. بدءاً من روايات اختطاف الجنود، وصولاً إلى روايات الكشف عن مصيرهم. على أن أكثر ما يؤلم الأهل ورفاق السلاح هو "الكشف عن أن الدولة كانت تعرف مصير العسكريين"، لتتكامل الصدمة مع "مقاربة الاختطاف وإمكانية استعادتهم أحياء بعملية عسكرية للجيش، من منظور طائفي"، وفق ما قاله أحد العسكريين لـ"المدن". فالطائفية والمصلحة السياسية كانت الطريق الذي سلكه الملف، "وليس المنطق العسكري والوطني".

يضيف العسكري أن "أطرافاً سياسية رأت بتوجه الجيش نحو عرسال، إاستهدافاً للسنّة، ويجب أن يترافق، في حال حصوله، مع توجه نحو المناطق الشيعية. فذهب العسكريون ضحية التجاذبات الطائفية".

صافرات إنذار سيارات الشرطة العسكرية والإسعاف، قطعت أحاديث المتضامنين والإعلاميين، معلنة مرور موكب بعض الشهداء عبر الساحة، كتحية لخيمة الاعتصام التي حملت قضيتهم لأكثر من سنتين. والمرور أجّج الغضب المكبوت، فأعلن أحد العسكريين أن "لا ثقة للعسكريين بالدولة. فالعسكري يجهل مصير عائلته في حال استشهاده، ويجهل مصيره في ظل سياسيين مستعدين للتضحية بكل العسكريين لقاء الصفقات". ولفت العسكري إلى أن "أولوية أهل السلطة كانت خلال أكثر من سنتين، ارضاء القوى الإقليمية والعالمية في ما يتعلق بوجود الإرهابيين ونشاطهم في الجرود، وليس استعادة الأسرى". وأشار إلى أن "اعتراف اللواء عباس إبراهيم بشأن معرفة الدولة باستشهاد العسكريين قبل سنتين، أشعل الملف أكثر، وأطاح بما تبقى من الثقة بالدولة".


مرّت السيارات العسكرية وأهالي الشهداء عبر الساحة. صفّق الحاضرون ونثروا بعض الورد والأرز، وانسحبوا على وقع صوت إحدى الأمهات التي فقدت ابنها في عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، إذ كانت تقول: "العسكريون استشهدوا في حرب بلا سبب. سنوات الاحتلال في الجنوب لم تشهد ما حصل في الجرود... باعوهم، باعوا أبناءنا".

بهذه الخلاصة فرّقت الأم بين ما سيُكتب في التاريخ الرسمي عن ملف العسكريين، وبين ما ستتناقله ذاكرة من تابع الملف. فالصفقات السياسية والطائفية التي قتلت العسكريين مرّتين، ستستبدلها صفحات الدولة بكلمات منمقة، وبضعة أوسمة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها