الأحد 2017/09/17

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

إسرائيل: حملة دعاية للجيش والحرب مع لبنان

الأحد 2017/09/17
إسرائيل: حملة دعاية للجيش والحرب مع لبنان
مع بداية الحرب سيقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق قوة نيران ضخمة داخل لبنان (Getty)
increase حجم الخط decrease

الإعلانات العسكرية التي هطلت على الجمهور الإسرائيلي الأسبوع الماضي مع مقاطع من تدريبات الأركان العامة التي جرت في شمال فلسطين المحتلة، أتاحت للجيش الإسرائيلي تنظيم تفكيره وترتيب عمل المستويات العليا، الذي فشل فيها في العام 2006.

الخلاصات العسكرية والخطط الجديدة تكلمت عنها صحيفة هآرتس، فأشارت إلى أنه في حال نشوب حرب في المستقبل مع حزب الله في لبنان، يجب أن تكون الأوامر الموجهة إلى قادة الفرق العسكرية واضحة جداً. ويجب أن يصلوا إلى الأهداف التي تم تكليفهم بها، في عمق لبنان، خلال الوقت المخصص، والعمل على تقييد قدرات الحزب الصاروخية تدريجاً حتى اليوم الأخير من الحرب.

على مستوى الأركان العامة، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يضع دفاعاً فعالاً ضد ما يمكن أن يحققه حزب الله، مثل إفتتاح الحرب بضربة مفاجئة. وفي الوقت نفسه، سيقوم الجيش بإطلاق قوة نيران ضخمة داخل لبنان، معتمداً على ذكاء دقيق. والقصد من ذلك هو إرسال قوات برية كبيرة خلال وقت قصير للعمل داخل لبنان. ويجب أن يتم ذلك مع الحفاظ على شرعية العملية العسكرية، بما في ذلك الدعم الشعبي في الداخل وعلى الأقل بعض التفاهم الدولي. وسيسعى الجيش الإسرائيلي إلى تقصير مدة الحملة لتقليل المعاناة على الجبهة الداخلية، في محاولة لانهاء الحرب في ظل ظروف من شأنها أن توفر للقادة السياسيين انجازات مهمة في الميدان وتتيح التوصل إلى حل ديبلوماسي طويل الأجل وقابل للتنفيذ.

هذا لا يعني، وفق الصحيفة، أن حزب الله سينتهي من الوجود مع نهاية الحرب، كما يتخيل اليوم بعض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي. فخلال الحملات الأخيرة ورغم الاخفاقات في لبنان وخيبة الأمل الجزئية في عملية الجرف الصامد في غزة قبل ثلاث سنوات، وُجد أن هذه الأوضاع أعقبها وضع أمني مستقر نسبياً. لذلك، فإن توقعات أجهزة المخابرات الإسرائيلية اليوم لنتيجة الحرب المقبلة هي نفسها، مع قناعة بتحول ميزان القدرات الاستراتيجية لمصلحة إسرائيل.

ولتجنب إخفاقات حرب لبنان الثانية، كظهور العميد غاي تزور، الذي تحدث مع المراسلين العسكريين في اليوم الأخير من حرب 2006 عن انجازات فرقته المزيفة حين لم يستطع عبور نهر الليطاني، التقت الصحيفة بالعميد أوديد باسيوك، قائد فرقة عسكرية مدرعة، الذي قال إن الجميع يدرك جيداً أهمية المعارك التي يمكن أن تُشن، والتسامح المحدود للمجتمع الإسرائيلي مع احتمال أن تؤدي الحرب إلى وقوع خسائر أكثر اتساعاً. أضاف: "في حال الحرب، سيحاول الحزب تحقيق شيء يبدو انتصاراً سريعاً. لذلك، من الضروري تحقيق انجازات سريعة ومهمة. وهي لن تكون كالنزهة في الحديقة".

المناورة الأخيرة حملت، وفق هآرتس، إشارات مهمة. إذ شاركت فيها للمرة الأولى وحدة تكنولوجيا المعلومات ككيان مستقل يوجه القوى على الأرض. وقال قائد الوحدة الجنرال ناداف بادان للصحيفة إن التمرين انتهى من تحويل وحدته من جهة تمكينية إلى قسم مستقل مع دور تنسيقي مع قيادة الوحدات المختلفة، لتزويدها بمعلومات وفيرة واستخبارات يمكن استخدامها أثناء القتال، مع توفير الحماية أيضاً من الهجمات الإلكترونية.

هذا التطور سينعكس على أي حرب مقبلة مع لبنان حيث هناك قناعة اليوم تسود في الدولة الإسرائيلية أن هذه الوحدة ستساعد الجيش الإسرائيلي في تنفيذ وتسريع مهماته. وهذا ما عبر عنه بادان بقوله "من حيث القيادة، الاختبار الرئيسي هو في تشغيل جميع النظم الالكترونية. وهو ما لم نواجهه في عملية الجرف الصامد، حيث اقتصرت العمليات على المنطقة الحدودية. بينما السيناريو الذي واجه وحدتي في المناورات الأخيرة اشتمل على أضرار مادية للبنية التحتية للاتصالات، فضلاً عن الهجمات الإلكترونية التي تلحق أضراراً بالبنية التحتية الوطنية، بما في ذلك الطاقة، وهي التي يتوعد حزب الله إسرائيل بها دائماً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها