الإثنين 2017/09/11

آخر تحديث: 00:13 (بيروت)

إسرائيل تهزم حزب الله: فجوة بين المناورة والحرب

الإثنين 2017/09/11
إسرائيل تهزم حزب الله: فجوة بين المناورة والحرب
الضباط الإسرائيليون يعصون أوامر قيادة الأركان (Getty)
increase حجم الخط decrease

رغم النظرية السائدة في إسرائيل اليوم بوجوب تثبيت قوتها تجاه الحكومة اللبنانية وحزب الله، وايصال رسالتها ونياتها، فإن التدريبات العسكرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء في 5 أيلول، تهدف إلى تهدئة الرأي العام وتحقيق الرضا الذاتي. فلسان حال الإسرائيليين يقول إن التدريبات العسكرية والمعلومات مهمة، الردع مهم، والدعاية لهذا الغرض أمر لا مفر منه، لكن يجب أن لا تربكونا.

عرض العضلات الإسرائيلي الأخير على حدود لبنان تناولته صحيفة يديعوت أحرونوت، التي أشارت إلى أنه يجب عند الحديث عن هزيمة حزب الله في المناورة العسكرية أن نعود إلى العام 2006 للحصول على بعض النسب بشأن الفجوة بين الخطابات وقدرات الأداء.

وتشير يديعوت إلى مؤتمر عقده الجيش الإسرائيلي قبل نحو عام في مناسبة عقد من الزمان على حرب تموز 2006، ناقش فيه الأداء الفاشل للجيش حينها. النقاش الذي حصل بين الضباط العسكريين في المؤتمر لم تتم مشاركته مع الجمهور، وحين قام قادة الفرقة العسكرية الشمالية بتقديم دروسهم الشخصية إلى الضباط، واجههم رئيس الأركان خلال الحرب دان حالوتس ورئيس الأركان الحالي غادي إيزنكوت، الذي شغل منصب رئيس فرع العمليات في العام 2006، بعصيان الأوامر التي أصدراها.

استطرد كل من حالوتس وإيزنكوت خلال المؤتمر بشرح ما جرى في الحرب. وأكدا، وفق الصحيفة، أن قادة الفرقة الشمالية الذين كانوا موجودين في القاعة تلقوا أمراً بتنفيذ هجوم مزدوج، وفشلوا في القيام بذلك لسبب ما. إذ شنت شعبتان عسكريتان في الفرقة الشمالية هجوماً على أحد جبال جنوب لبنان، لكنه توقف سريعاً بعدما قرر أحد قادة الفرقة أن الظروف جعلت من المستحيل عليه القيام بالمهمة، وطلب من قائد الهجوم التوقف.

ليس هناك شك، وفق الصحيفة، في أنه خلال التمارين العسكرية التي سبقت تلك الحرب، قام قائد الفرقة نفسه بمهماته بطريقة استثنائية، في ظروف طقس متنوعة وفي ظل كل حالة ممكنة، ودمر خلال التمارين العدو. وهنا، بالتحديد يمكن العثور على الفجوة بين خطاب المسؤولين العسكريين وأدائهم.

هذه حالة واحدة فقط من حالات الاخفاق في الامتثال لأوامر قادة الأركان، نصاً وروحاً، في تلك الحرب، إلا أن اللافت أن اثنين من قادة الفرقة الشمالية اللذين كانا في المؤتمر تمت ترقيتهما بعد الحرب إلى رتبة لواء. وبعبارة أخرى، رغم أن رئيس الأركان توصل إلى استنتاج مفاده أن ضباطه فشلوا في تنفيذ أوامره، تمت ترقيتهم إلى قمة الهرم.

الاختبار الحقيقي للمسؤول العسكري، الذي يستعد له طوال حياته المهنية، هو الحرب. وقد جادل رئيس الأركان إيزنكوت وأصر على أن حرب لبنان الثانية كانت انتصاراً استراتيجياً، والدليل هو الهدوء في الجبهة الشمالية. قد يكون إيزنكوت، وفق تحليل الصحيفة، على حق، لكن هذا الإنجاز الاستراتيجي ترافق مع إشكالية في الأداء العسكري. وكان الفشل العسكري في القيادة الميدانية العليا. وطالما أن الجيش لن يعترف به، فإنه لن يتعلم شيئاً، حتى في المناورات العسكرية.

تجدر الإشارة إلى أن المناورة التي تجريها القيادة الشمالية تحل محل مناورة عسكرية للأركان العامة، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي سنوياً. فهذا العام تقرر، لأسباب تنظيمية وتتعلق بالميزانية، اقتصار التدريبات على القيادة الشمالية. ورغم أنه يجري تنفيذها على نطاق أوسع من المعتاد، إلا إنها لا تزال دون مستويين من رؤية هيئة الأركان العامة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها