نورهان عبدالصمد الأولى في العلوم:على أمل أن أنال منحة

نورهان، وهي طالبة في الليسيه ناسيونال- الشويفات، لاتزال تحت تأثير صدمة الفرح. "كنت أتوقع أن أكون من بين العشرة الأوائل في لبنان. لكنني لم أحسب أبداً أن أكون أنا الأولى"، تقول لـ"المدن". اتصلت إدارة المدرسة بذوي نورهان، لتخبرهم أنّ ابنتهم نالت أعلى معدل في المدرسة. ولم تمرّ ساعة، "إلّا وتأكدنا أن معدلي هو الأعلى في لبنان بعدما دخلنا موقع وزارة التربية".

لنورهان شقيقة واحدة تصغرها اسمها هديل، نجحت قبل أسبوع في الشهادة المتوسطة ونالت المرتبة الخامسة في لبنان. وبهذا النجاح الذي يغمر البيت، فرحاً وغبطة، يحتفل والدا نورهان، وهما أستاذا رياضيات، لاسيما والدتها فريال قاسم، التي كانت معلمة نورهان في المدرسة نفسها. فـ"هي أميّ ومعلمتي".

تتمتع نورهان بمواهب عدّة، تمزج فيها عوالم الموسيقى والرياضة والأدب. من العزف على البيانو إلى لعب كرة السلة وشغف الكتابة. وهي تخطط إلى بدء مشوارها العلمي الجديد في الجامعة الأميركية في بيروت، وتطمح إلى التخصص في هندسة الاتصالات، "على أمل أن أنال منحة من الدولة".

ورغم أن التنظيم والمتابعة من المدرسة والأهل هما سرّ نجاح نورهان وتميّزها منذ كانت صغيرة، تتوجه إلى الطلاب بنصيحةٍ تقول فيها: "أن ننجح ونتفوق فهذا يعني أن نحب المواد التي ندرسها، لا أن نُشعِر أنفسنا بأننا مجبرون عليها".

وبينما تضجّ مناطق لبنان بأصوات الرصاص والمفرقعات التي يطلقها أهل الطلاب احتفالاً بنجاح أبنائهم، لا تتبع نورهان مع أهلها هذا الأسلوب الابتهاجي الذي تصفه بـ"السلوك المؤذي". "أفضل أن أحتفل بنجاحي مع الأهل والأصدقاء والمدرسة بطريقة حضاريّة تعبّر عن سعادتنا، بدل أن أطلق الرصاص والمفرقعات التي لن تشعرني بالسعادة، وإنما ستسبب الأذى للآخرين، والموت أيضاً".