الثلاثاء 2017/07/18

آخر تحديث: 17:15 (بيروت)

اعتصام وسط بيروت.. هدوء ما قبل الضرائب

الثلاثاء 2017/07/18
اعتصام وسط بيروت.. هدوء ما قبل الضرائب
الأجواء الهادئة لم تغب عنها وجوه كثيرة باتت مألوفة في التحركات (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس النواب، الثلاثاء في 18 تموز، نفذ عدد من المواطنين اللبنانيين اعتصاماً في وسط بيروت، للمطالبة باقرار ما يعتبرونه حقوقهم. ورفض المشاركون اتجاه مجلس النواب لإقرار موازنة لا تلحظ حقوقهم، وفق ما قالوا لـ"المدن". كما رفضوا فرض الضرائب على أصحاب الدخل المحدود، مكررين الشعارات التي تطالب بوقف الهدر والفساد. على أن الساحة نفسها ستكون على موعد جديد مع الاعتصامات، بدءاً من الساعة الخامسة بعد الظهر لرفض زيادة الضرائب، بعد اقرار جزء كبير من بنود سلسلة الرتب والرواتب.

الاحتجاجات الصباحية تميزت بالهدوء. فلا بيض ولا بندورة ترشق على سيارات النواب، التي عبرت طريقها باتجاه ساحة النجمة من دون أي عائق، أو أي تضارب. ولا محاولات لتجاوز الحواجز. بل مفاوضات بين بعض الأفراد وبعض العناصر العسكرية، من أجل دخول الساحة التي أقفلت أمام من لا يملك إذناً بالدخول.

هذا الجو أراح القوى الأمنية، التي كانت قد اتخذت اجراءات تحسباً لأي طارئ، بدءاً بتحضير مضخات المياه والهراوات وكذلك السيارات المدنية المجهزة بكاميرات مراقبة متطورة لتسجيل ما يحصل، وصولاً إلى نشر عشرات العناصر بلباس مدني.

هدوء المظاهرات انسحب هدوءاً في الشعارات التي رفعت، واستبدل الهتاف بنقاشات بين المشاركين. هذه النقاشات السياسية لم تقتصر على المعتصمين، إنما شملت عناصر القوى الأمنية، الذين وقفوا عند الحواجز، والذين فرض عليهم جو الجلسة النيابية والاعتصام مناقشة المستجدات السياسية فيما بينهم.

ورغم الجو الهادئ الذي سيطر على التحرك، إلا أن كل الجهات التي شاركت أجمعت على خيار التصعيد والإستمرار في التحركات المطلبية. وفيما تحفظت عدة جهات عن الكشف عن خطواتها المقبلة، هدد العميد المتقاعد بسام عويدات، وهو من قدامى القوى المسلحة، باتخاذ خطوات قد تبدأ بإقفال الطرقات والمرفأ ومنع موظفي مصرف لبنان من الوصول إلى عملهم وصولاً إلى إسقاط الحكومة. وإذ يبدو التهديد مبالغاً فيه، إلا أنه ارتكز على اتكال عويدات على عدد المتقاعدين، الذين يقدر بنحو 45 ألفاً. وقد كان واضحاً مدى التزام قدامى العسكريين وتنظيمهم، إذ شكلو مجموعة "انضباط" حضرت بلباس عسكري عملت على تنظيم الاعتصام والتنسيق الظاهر مع القوى الأمنية الموجودة في المكان. كما كان واضحاً التزام المتقاعدين بالتراتبية المتبعة عادة في الخدمة رغم تقاعدهم، والتزامهم بكافة الأوامر الصادرة عن المنظمين.

هذه الأجواء الهادئة لم تغب عنها وجوه كثيرة باتت مألوفة في التحركات. فوفق النقيب السابق للمعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الاعتصام هو حضور رمزي لمواكبة الجلسة التي على أساسها ستحدد الخطوات المقبلة. أما الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب فيقول إنه نزل رفضاً لسياسة الفساد ولإدانة القيادة النقابية التي يفترض بها الدفاع عن الحقوق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها