الأحد 2017/06/18

آخر تحديث: 00:06 (بيروت)

مخطط الانتقام لمغنية: الاستخبارات الأميركية تكشف جزءاً

الأحد 2017/06/18
مخطط الانتقام لمغنية: الاستخبارات الأميركية تكشف جزءاً
الحزب يعمل كجهاز استخباراتي حكومي أكثر من كونه جماعة مسلحة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

بعد عقد على اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها اعتقلت شخصين من عناصر الحزب في نيويورك وميشيغن، هما علي كوراني وسامر الدبق، اللذان كانا يخططان لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وقد نشر موقع ستراتفور الاستخباراتي الأميركي تفاصيل تحقيق وزارة العدل الأميركية، بشأن دور المهندس كوراني، الذي قُبض عليه في حي برونكس في مدينة نيويورك، بعدما كان زود حزب الله، من العام 2009 إلى العام 2015، بوثائق وبطاقات ذاكرة مليئة بالمعلومات جمعها عن أفراد الجيش الإسرائيلي في نيويورك.

أما المشتبه به الآخر، سامر الدبق، فأعتقل في مدينة ليفونيا بعد دهم منزله الكائن في ديربورن، وقد قام بزيارات متعددة إلى بنما لمراقبة السفارة الإسرائيلية فيها. وبينما كان هناك، راقب السفارة الأميركية أيضاً، وحدد الاجراءات الأمنية حول قناة بنما. وجمع كوراني، وفق الموقع، تفاصيل عن مبنى مكتب حكومي أميركي في مانهاتن، وراقب مقرّات لمكتب التحقيقات الفيدرالي والحرس الوطني التابع للجيش الأميركي والاستخبارات السرية ومخزن سلاح في نيويورك، والسمات الأمنية لمطار جون كينيدي الدولي وأرسل المعلومات إلى لبنان.

تعتبر الاستخبارات المركزية الأميركية أن ما كشف عنه هو جزء من التخطيط للإنتقام لإغتيال مغنية، الذي طال انتظاره. فالحزب دائماً يضرب الإسرائيليين في مكان غير متوقع. وهذا هو سبب اختيار بنما، حيث ينقل الموقع قول الدبق لمكتب التحقيقات الفدرالي إن "أعمال حزب الله تهدف أحياناً إلى ارسال رسائل سياسية".

تختلف تكتيكات حزب الله عن تلك التي تتبعها المنظمات المسلحة المتطرفة كداعش. فالحزب، وفق الموقع، لا يقتل لمجرد القتل ولا يتبع نفس الاستراتيجية الاجرامية لداعش بل يختار أهدافه بدقة. جند الحزب الرجلين في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وقد منحهما جوازا السفر إلى الولايات المتحدة بعض الراحة. ما أتاح لهما سهولة الوصول إلى أهداف في الولايات المتحدة. وقد زار كوراني والدبق لبنان بانتظام للتدرب، وحصلا على تعليمات بشأن تشغيل مختلف منظومات الأسلحة واجراء المراقبة. وعلمهما الحزب كيفية بناء الأجهزة من المواد المتاحة بسهولة مثل نترات الأمونيوم وكيفية حساب دائرة قطر الانفجار وتفجير القنابل عن بعد.

يستهدف الحزب، وفق الموقع، أهدافاً دقيقة جداً كالبعثات الديبلوماسية ومكاتب إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأفراد الجيش الإسرائيلي رفيعي المستوى لإيصال رسالته. ومهاجمة هذه الأهداف تتطلب مراقبة وافية لتحديد الأنماط ومواطن الضعف، ومن دون التدريب المناسب سيثير من يخطط للهجوم شكوكاً. لكن كوراني والدبق، رغم اعتقالهما في نهاية المطاف، أظهرا حرفية عالية.

على سبيل المثال، أعرب الدبق قبل اعتقاله، وفق تحليل الموقع، عن تحفظاته بشأن جمع فيديوهات المراقبة حول السفارة الإسرائيلية في بنما، معرباً عن قلقه من أن تكشفه. وخلال عملية أمنية في بانكوك للتخلص من آثار مواد متفجرة، استأجر كوراني مرافقة نسائية للذهاب إلى منزله الآمن قبل أن يحدد إذا كان هناك مراقبة للمبنى.

وتشير الشكاوى الجنائية ضد كوراني والدبق إلى أن الحزب يعمل كجهاز استخباراتي حكومي أكثر من كونه جماعة مسلحة. ومن خلال العمل بحزم، يتيح حزب الله لنفسه مساحة أكبر لاستغلال قدراته لتحقيق مكاسب سياسية. في بعض الأحيان يفعل ذلك من خلال تنفيذ هجوم غير متوقع وجيد التخطيط. لكن في كثير من الأحيان، يحقق حزب الله أهدافه ببساطة بتذكير أعدائه بأنه يُراقب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها